الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جانب من عرض تراث مانجانيار الهندي

جانب من عرض تراث مانجانيار الهندي
8 ابريل 2011 20:12
على الرغم من أن عرضه كان آخر عرض في عروض أمسية “ووماد” الأولى إذ بدأ بعد منتصف الليل وانتهى في الساعة الواحدة والنصف صباحاً، إلا أن الجمهور ظل ينتقل من المنصة الشمالية إلى الجنوبية ومنها إلى الخيام الأخرى المنصوبة التي تشمل فعاليات موازية من ورش أطفال وفنون طبخ وجداريات ومعروضات إلى أن حان موعد العرض الغنائي للفنان السينغالي العالمي بابا مال. أبوظبي.. أنت جميلة عند بداية العرض كان الجالسون أكثر من الواقفين ربما لشعور بعضهم بالتعب من التنقل جيئةً وذهاباً في رمال شاطئ أبوظبي، لكن الحماسة التي بدأ بها بابا مال وفرقته السهرة الأخيرة ألهبتهم واستفزت غالبيتهم، فما هي إلا لحظات حتى وقف معظم الحاضرين وتعالت تصفيراهم وتصفيقهم، وأيضاً رقصاتهم. وفي خضم نسمات منتصف ليل أبوظبي العليلة وبداية هبوب نفحاتها الصباحية الجميلة، صعد بابا مال مُرتدياً أزياء إفريقية شعبية مُزركشة وصدح صوته بلكنته السينغالية المحلية وتسارعت إيقاعات أعضاء فرقته، بدا العرض ملتهباً ومشتعلاً منذ البداية، فهو حيا الجمهور منذ صعوده للمنصة بأنه يحب أبوظبي وجمالها، قائلاً “أنت جميلة أبوظبي، أحبك أبوظبي، كيف حالكم؟”. وكان مصمماً على إمتاع جمهور أبوظبي وجعل أهلها يرقصون. وقد جلب معه ما يُساعده على تحقيق هدفه، حيث انضمت إليه راقصتان قدمتا الرقصات الفنية السريعة وقفزات أدغال أفريقيا “العنيفة”، وسرعان ما تحقق وعد بابا مال ونفض الكثير من الحاضرين ذرات الرمل التي علقت بملابسهم وبدأوا يحركون أجسادهم رقصاً وتمايلاً وتفاعُلاً مع أغاني بابا مال وأعضاء فرقته الغنائية. ودبت الحياة في الشاطئ خلال دقائق معدودة من بدء العرض وتفتحت جفون مياهه الهادئة بعد أن اخترق غناء بابا مسامعها في ساعات الصباح الأولى. غنى لأبوظبي وعبر عن سعادته وسرور أعضاء فرقته للحضور إليها وعن كون الموسيقى والرقص تجمع الشعوب وتوحدها. وكاستراحة محارب في ساحة وغى، انتقل بابا إلى إيقاع أهدأ واختفت الراقصتان، فغنى عن الحبيب محمد وأنشد مادحاً إياه، ثم غنى أغنيةً دينيةً أخرى عنوانها “الحمد لله رب العالمين” ردد فيها عدداً من الكلمات العربية مثل محمد رسول الله، ولا إله إلا الله. ثم قدم أغنية عن مدينة “بودور” السنغالية مسقط رأسه، ليعبر بكلماته وحركاته عن عشقه لها وحنينها إليها كلما ابتعد عنها. ويواصل أغنيته ثم ينظر إلى الجمهور ويخاطبه قائلاً “أبوظبي” وكأنه عقد توأمةً فنيةً روحية بين مدينتي بودور السينغالية ومدينة أبوظبي الإماراتية. ويُشاركه هذا العشق أطفال أفارقة برفقة آبائهم اندمجوا تماماً مع أغنيته عن بودور والرقصات التي أُديت على المنصة، وهو ما استفز بابا مال ورفيقه فلا يملك نفسه من النزول إليهم من المنصة ومصافحة عدد منهم في مشهد صلة رحم فنية جميل. رقصة اللبؤة لعب الإخراج دوراً كبيراً في جعل عرض بابا مال أكثر إمتاعاً، إذ كان احترافياً وأبدع في التركيز على المشاهد التي اتصفت بقوة الأداء وما صاحبها من رقصات قوية وقفزات عنيفة وحركات معبرة وعرضها في الشاشتين الكبيرتين المنصوبتين على طرفي المنصة، وهو ما أتاح للجميع متابعة العرض حتى لو كان من مكان بعيد في الفضاء المخصص لفعاليات “ووماد”. كانت “الدربوكة” الصغيرة التي كان يضعها رفيق بابا مال وأحد أعضاء فرقته بين كتفه ورقبته أكثر الآلات إثارةً، إذ أضافت إلى غالبية الأغنيات التي أداها بابا مال بعداً شعبياً فلكلورياً، بما فيها الأغاني الحديثة التي قدمها والتي استخدم فيها أعضاء فرقته موسيقى عصرية وإيقاعات حديثة. ومن بين أغرب الرقصات التي أدتها الراقصتان وثبة اللبؤتين في ختام العرض، حيث أتقنتا محاكاة الحركات التي تتخذها اللبؤتان عند حاجتهما لتسوية خلاف بينهما، إذ جثت كل راقصة على ركبتيها وقدميها ويديها وصارت تحوم حول الأخرى قبل أن تقوم كل واحدة بوثبة فنية مثيرة حصدت الكثير من تصفيقات الجمهور وتصفيراته. وعقب هذه الوثبة رقصات رياضية ترفيهية استعرضت فيها الراقصتان مهاراتهما وختمتا السهرة كما بدأها بابا مال بجو في منتهى الإثارة والحماس. أما بابا مال فأمسك بيد رفيقه مراقصاً إياه وشاكراً جميع أعضاء فرقته وجمهور أبوظبي على درجة تفاعلهم وعلى السهر معه لساعات متأخرة، وهو ما عكس حرفيته في التواصل بدبلوماسية مع الآخرين وكشف عن سر تعيينه مبعوثاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. الكنز المفقود في قلعة الجاهلي العين (الاتحاد) - شهد مسرح قلعة الجاهلي بمدينة العين، ضمن فعاليات مهرجان “ووماد” الذي انطلق أمس، العديد من المفاجآت بحضور الفنانة هندي زهراء، التي أذهلت الحضور بصوتها العذب وأدائها الراقي، إلى جانب فرقة “طرب الإمارات” المحلية وعازف الكورا توماني دياباتي وفرقة الطنبورة المصرية. كما أُفتتحت الفعاليات المقامة على مسرح الحديقة بورش عمل بإشراف ريبتون ليندساي التي تلتها عروض فنية لكل من الفنان الاستثنائي مونتو فالدو والمبدع أوريليو وفرقة الجاريفونا سول، واستضافت ورش العمل المخصصة للصغار، التي أقيمت بمشاركة فرقة “مالاركي” و”يونج أركيولوجيست”، مجموعة من الأطفال الذين شاركوا في ابتكار تشكيلة من الأقنعة الملونة والبحث عن الكنز المفقود.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©