كان للتتويج الذي حظي به المنتخب الإيطالي في نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا، الأثر الأكبر في عودة الكرة الإيطالية إلى خارطة العالم من جديد، بعد ابتعادها عن منصات تتويج المونديال العالمي لأكثر من 44 عاماً، عندما توجت بلقبها الثاني مونديال فرنسا عام 38، إلا أن المباراة النهائية التي خاضها الآزوري أمام منتخب ألمانيا الغربية في نهائي سانتياجو بيرنابيو أمام 90 ألف متفرج، وتغلب عليه 3 / 1، منحت المنتخب الإيطالي الثقة كونه أحد أفضل المنتخبات في التاريخ، خصوصاً وأن المواجهة بين المنتخبين في تلك المباراة كانت ستتوج المنتخب الفائز باللقب الثالث، حينها قبل أن ينتزعه الآزوري.
ويعود الفضل لتتويج الأزرق للمدرب إينزو بيرزوت، الذي امتلك الفكر والتخطيط وعمل على ترجمته على أرضية الميدان برع في تغيير خططه، وفشل كثيراً في البداية، لكنه نجح أخيراً وجلب البطولة الأهم في مسيرته، المدرب الذي حقق ما انتظره الطليان طوال 10 نسخ للمونديال من أجل الصعود على منصة التتويج مجدداً.
عرف عن بيرزوت مرونته التكتيكية وخططه مختلفة التطبيق، كان يدرس المنافس جيداً ويدرك مصادر قوته وضعفه، ويقوم بوضع خطته لتتناسب مع الخصم حتى لو شملت تغييرات في مراكز اللاعبين واختلاف مهامهم أو مشاركة لاعبين على حساب غيرهم، وهو ما ميز المدرب الإيطالي الذي حظي بعلاقة قوية مع لاعبيه طوال مسيرته التي امتدت 11 عاماً، كأكثر مدرب خاض مباريات مع المنتخب في 104 مباريات دولية، ويعتبر كذلك أكثر مدرب حقق انتصارات في تاريخ كأس العالم بـ 9 انتصارات، كما أنه أكثر مدرب أشرف على التدريب بعدد المباريات في كأس العالم بـ 18 مباراة.
في مونديال 78 قاد بيرزوت المنتخب واعتمد على خطة هجومية بحتة 4-3-3، ولكنها لم تفلح في ذلك الوقت وخرج من الدور الثاني، فانتظر 4 أعوام ليعاود الكرة ولكن بأفكار جديدة وابتكارات عديدة صنعها بنفسه، على الرغم من البداية المتعثرة في دور المجموعات والتعادل في مباريات المجموعة، كلها أمام بولندا والكاميرون وبيرو، إلا أنه انتفض سريعاً وحقق الفوز على البرازيل والأرجنتين في الدور الثاني ليتأهل إلى المباراة النهائية ويواجه منتخب ألمانيا الغربية وتوج باللقب، واعتمد إنزو عدة خطط كان لها الأثر الأكبر في التتويج باللقب كخطة 5-2-3 «الكاتيناتشو» و4-5-1 و4-3- 3.
عدد اليوم
