الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الإقليمية تبحث عن فرص في سوق السياحة المصرية

الشركات الإقليمية تبحث عن فرص في سوق السياحة المصرية
1 يناير 2011 21:48
مثل توقيع بنك القاهرة لاتفاقية تعاون مع شركة مصر للسياحة مؤخراً نقلة نوعية في مسيرة ومستقبل “بيزنس” الترفيه في مصر. ووفقاً للاتفاق يلتزم البنك برصد نحو 40 مليون جنيه لتمويل رحلات سياحية داخلية وخارجية لعملاء شركة مصر للسياحة. بدأ هذا “البيزنس” منذ ثلاث أو أربع سنوات، يلفت انتباه واهتمام كثير من المؤسسات المالية، نظراً لنموه السريع ودخول شرائح اجتماعية واسعة مجال الحصول على خدماته. وتؤكد الاتفاقية معدلات النمو الذي من المنتظر أن يشهده بيزنس الترفيه في مصر مستقبلاً. وهو البيزنس الذي لم يكن معروفاً على نطاق واسع قبل عدة سنوات حيث شهدت الفترة الأخيرة تنظيم هذا البيزنس وإنشاء الآليات والمؤسسات الداعمة له بحيث لم يعد مقصوراً على أنشطة فردية أو أنشطة شركات صغيرة بل أصبح مجال عمل جديداً لمؤسسات وكيانات كبرى وجدت فيه أرباحاً كبيرة وفرصاً للنمو، مما يمهد لظهور وكالات ضخمة للسفر والسياحة في السوق المصرية على غرار الأسواق الأوروبية والأميركية، حيث تسيطر وكالات السفر العالمية على نصيب الأسد في بيزنس السياحة والترفيه حول العالم. وتسعى الجهات العاملة في بيزنس الترفيه في مصر مع دخول البنوك كمؤسسات تمويل قوية الى توسيع نطاق الخدمات التي يشملها هذا “البيزنس” ليتضمن إلى جانب تمويل رحلات السفر خارج البلاد والمصايف داخل البلاد تمويل شراء حقوق “التايم شير” وبيوت الإجازات في الساحل الشمالي والمناطق السياحية المختلفة وتمويل الجهات المنظمة للحفلات والسباقات والمشروعات الكبرى للترفيه ومنها المدن الترفيهية العملاقة، التي من المنتظر بناء ثلاث منها في القاهرة والاسكندرية والغردقة وهي تحاكي “ديزني لاند“ العالمية. وتقدمت إحدى المجموعات الاستثمارية العربية الكبرى بمشروع لإقامة هذه المدن الثلاث الى وزارتي السياحة والاسكان المصريتين والمنتظر صدور الموافقات والتراخيص خلال العام القادم. وسوف يمتد بيزنس الترفيه وآليات تمويله الى أنشطة الأندية الصحية والرياضية والعناية الشخصية وغيرها من الأنشطة الترفيهية التي تمثل صناعة متكاملة الأركان تحتاج الى تمويل ضخم وخبرات متنوعة ومبادرة من المستثمرين العاملين في هذا المجال. ويجيء هذا مع دخول شركات عالمية معروفة في “بيزنس” الترفيه السوق المصرية في الأشهر الأخيرة عبر مشاركات مع شركات مصرية أو بطريقة منفردة. وفي مقدمة هذه الشركات شركة “كيدزانا” العالمية التي ستبدأ نشاطها في مصر قريباً مع مشروع “كايرو فاستيفال سيتي” الذي تطوره مجموعة “الفطيم” الإماراتية حيث سيتضمن المول التجاري المصاحب للمشروع سلسلة من أماكن الترفيه والنوادي الصحية للأطفال والكبار وصالات التزلج على الجليد. ويرى خبراء في مجال السياحة والسفر والترفيه أن حجم هذه السوق في مصر يدور حالياً حول عشرة مليارات جنيه سنوياً (نحو 1,8 مليار دولار) وهو حجم إنفاق المصريين على مجالات الترفيه والمصايف والسياحة الداخلية والخارجية وغيرها يضاف إليها عشرة مليارات دولار متوسط الدخل المصري من السياحة الوافدة للبلاد البالغة نحو 13 مليون سائح وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية. ويؤكد الخبراء أن حجم هذه السوق سوف يتضاعف خلال السنوات الست القادمة بفعل خطط تنشيط وجذب وترويج تقوم بها الجهات المعنية كما أن دخول البنوك على خط توفير التمويل للقيام بالرحلات لحساب عائلات مصرية تنتمي للطبقة المتوسطة يسهم في توسيع نطاق هذا البيزنس والفئات الاجتماعية المستفيدة منه. وتؤدي حالة الانفتاح الثقافي والسفر الذي بدأ يمارسه المصريون في السنوات الأخيرة الى زيادة عملاء وزبائن هذا النشاط. كما ساهم تحسن مستوى معيشة شرائح واسعة من الطبقة الوسطى وزيادة دخولهم في توجيه جانب من الإنفاق الى الرحلات والمصايف والمشاتي وشراء بيوت الإجازات التي تمثل وسيلة استثمارية مربحة لكثير من المصريين خاصة بعد الارتفاعات المتواصلة في أسعارها عقب السماح للأجانب بتملك بيوت الإجازات في بعض المناطق المصرية ومنها الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم والساحل الشمالي. ولعبت عوامل اجتماعية وديموغرافية واقتصادية دوراً في اتساع نطاق بيزنس الترفيه في مصر في السنوات الأخيرة منها اتساع قاعدة الطبقة الوسطى الأكثر اهتماماً بهذا المجال وزيادة أعداد الشباب وصغار السن في التركيبة السكانية والانفتاح الإعلامي ووجود فضائيات متخصصة في هذا المجال. كما أن دخول البنوك كممول لهذه الأنشطة ـ في اطار توجه البنوك الى التركيز على القروض الشخصية في المرحلة المقبلة ـ ساهم في تيسير حصول الكثيرين على تمويل لاحتياجاتهم الترفيهية على مختلف أنواعها. ويؤكد محمد كفافي، رئيس بنك القاهرة، أن خطوة البنك الأخيرة بتوقيع بروتوكول تعاون مع شركة مصر للسياحة لتمويل عملائها ورصد 40 مليون جنيه لهذا المجال نوع من الاستجابة لاحتياجات السوق والعملاء. وقال كفافي إنه بالمعايير الاقتصادية فان سوق الترفيه في مصر تسجل نمواً مطرداً وهناك طلب كبير على هذه الخدمات، وبالتالي فإن تمويل هذه الخدمات نوع من البيزنس المضمون والمربح لأي بنك، مشيراً إلى أن المنافسة المصرفية في المرحلة المقبلة سوف تتركز على القروض الشخصية والتجزئة المصرفية لأنها متنوعة وتشمل باقة واسعة من المنتجات وتتميز بالربحية العالمية والسريعة إلى جانب تنويع المخاطر. وأوضح كفافي أن بنوكاً عديدة ربما تدخل هذا المجال مستقبلاً وبنك القاهرة درس هذه السوق جيداً ورسم خريطة لمسارها المستقبلي وتوقعات النمو بها وبالتالي كان القرار بدخولها كبنك ممول لعملاء تتم دراستهم جيداً وتقديم منتج مالي يتوافق مع متطلباتهم. ويشير المهندس سامي القريني، رئيس شركة “يافا ماك” السياحية، إلى أن سوق السياحة والسفر في مصر تسجل نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة بسبب الاهتمام المتزايد بهذا المجال والانفتاح على الأسواق العالمية وانتشار ثقافة الترفيه. ويقول إن فكرة بيوت الإجازات لم تكن معروفة قبل عشر سنوات في مصر ولكن بدأت تأخذ طريقها الى الانتشار في الفترة الأخيرة بسبب تحسن الأحوال المعيشية وزيادة الدخول كما أن دخول شركات عالمية السوق المصرية مؤخراً أدى الى انتشار الوعي والتعريف بمنتجات الترفيه المختلفة كما أن الخطوة الأخيرة من جانب البنوك بدخول مجال تمويل هذه الخدمات سوف يسهل على الكثيرين الحصول عليها خاصة تمويل شراء بيوت الإجازات عبر آلية التمويل العقاري أو آلية التأجير الذي ينتهي بالتملك.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©