الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

آثار تدمر مهددة بالزوال جراء الاشتباكات

4 ابريل 2013 19:55
قال ساكن أمس، إن مدينة تدمر السورية الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين، تتعرض لأضرار بفعل الاشتباكات بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة الساعين لإطاحته. وأظهرت لقطات فيديو التقطها الساكن نفسه، دائرة رمادية كبيرة خلفتها قذيفة مورتر على الواجهة المبنية من الحجر الرملي لمعبد بعل الذي بني في القرن الميلادي الأول. كما تضررت بعض أعمدة المعبد جراء إصابتها بشظايا. وأضاف الساكن الذي طلب عدم ذكر اسمه، خوفاً من السجن «المعارضون يتمركزون حول البلدة.. إنهم يختبئون في الصحراء.. بعضهم إلى الشرق والبعض إلى الغرب». وتابع أن هذه المجموعات تهاجم المواقع الحكومية في البلدة أثناء الليل. وبعد اختبائهم في بساتين النخيل زحف المسلحون نحو مدينة تدمر وأطلال الموقع الأثري الذي كان يوماً نقطة توقف حيوية للقوافل التي تعبر الصحراء السورية محملة بالتوابل والحرير والعطور. وذكر الساكن أن الحكومة ترد بقذائف المورتر والمدفعية والصواريخ. وأضاف الساكن الذي يؤيد المعارضة «بالنسبة للشهرين الماضيين تعرضنا للقصف كل ليلة. اتخذ الجيش موقعاً في المتحف بين البلدة والأطلال القديمة». وتابع أن الجنود يقيمون في الفنادق الفخمة التي كانت تمتلئ يوماً بالسائحين، كما دخل الجيش المسرح الروماني ووضع قناصة خلف جدرانه الحجرية». وخرج سكان تدمر إلى الشوارع في مارس 2011 للدعوة لإجراء إصلاحات ديمقراطية وإنهاء حكم أسرة الأسد المستمر منذ نحو 40 عاماً. ولكن كما هو الحال في غيرها من المدن، قمعت الشرطة وقوات الأمن الانتفاضة مما أدى إلى اندلاع تمرد مسلح وحرب أهلية أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص وتشريد الملايين في أنحاء سوريا. وسيطرت قوات المعارضة على مساحات واسعة من سوريا لكن الحكومة ما زالت تسيطر على تدمر. وقال مأمون عبدالكريم وهو مدير عام الآثار والمتاحف في وزارة الثقافة إن الجزء الداخلي للمعبد لم يتضرر في الهجوم بقذائف المورتر، وإن كان ما حدث من أضرار يشبه ما يخلفه حريق. وأضاف عبر الهاتف من دمشق أن الاشتباكات في بساتين النخيل خلف المعبد والطلقات الطائشة قد تصيب الأعمدة وواجهة المعبد. لكنه أكد أن الموقع الأثري آمن إلى حد كبير. وتابع «الأمور أصبحت تحت السيطرة وفيما يتعلق بالأضرار لم يلحق ضرر كبير بالمواقع الأثرية.. الجيش السوري يوجد في بعض مناطق الموقع الأثري ونحن نعارض هذا». نناشد كلا من الحكومة السورية وجميع الأطراف الابتعاد عن الموقع كي لا يصبح هدفاً لكل جانب». ورصدت إيما كونليف الباحثة في جامعة دورهام في بريطانيا الدمار الذي لحق بالمواقع الأثرية في سوريا أثناء الصراع. ويتضمن عملها توثيق الهجمات على مدينة حلب القديمة التي شهدت معارك ضارية وحرائق في أسواقها الشهيرة وفي قلعة الحصن وهي قلعة صليبية تقع على قمة تل بمحافظة حمص. وقالت عبر الهاتف من دورهام إن «القلاع القديمة التي يوجد منها الكثير، بها ميزة كبرى وهي في الحقيقة الجدران السميكة التي توفر الحماية من العدو». وأضافت أن هذه الجدران السميكة تجعل من الموقع مكاناً مثالياً لإقامة قاعدة عسكرية لكن ذلك يجعلها عرضة للاستهداف من قبل القوات المعادية. وبعد الاطلاع على لقطات الفيديو المصور في تدمر، قالت كونليف إن نمط الأضرار يتوافق مع تلك التي تسببها الأسلحة المملوكة للحكومة لكنها أضافت أن من الصعب تأكيد ذلك. وتابعت «من غير الواضح بدرجة كبيرة ما هي الذخائر المتاحة للمتمردين، لم يترددوا في إتلاف تراثهم عندما اقتضت الضرورة في مواقع أخرى أو في استغلالها رغم علمهم بأن ذلك سيضعها في مرمى النيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©