السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

سارة الزيدي: رحلة تطوير الذات تبدأ بالعلم

سارة الزيدي: رحلة تطوير الذات تبدأ بالعلم
1 مايو 2018 21:36
أحمد السعداوي (أبوظبي) من واقع خبرتها الممتدة سنوات عدة، تتطرق خبيرة تطوير الذات الإماراتية، سارة الزيدي، إلى أفضل الأساليب العلمية المستخدمة في تطوير الذات، والكيفية التي يعرف بها الشخص مدى احتياجه لتطوير مهاراته الذاتية، وكيف يوجه تلك المهارات، بما ينعكس إيجاباً على مسيرة حياته والمجتمع الذي يعيش فيه، وغيرها من الموضوعات والقضايا التي تشغل بال كثيرين من المهتمين بعلم تطوير الذات باعتباره واحداً من أبرز العلوم الحديثة التي تفيد الكثيرين في تغيير أنماط حياتهم، وتطوير قدراتهم إلى الأفضل، وأبرزها التعلم وطلب العلم. جودة الحياة تقول سارة الزيدي: «إن تطوير الذات رحلة يبدأها الشخص في لحظة شعور عميقة، ورغبة في تحسين وتطوير جودة حياته إلى مسار أفضل، وهي رغبة يُفترض أن تنبع من الداخل للتغيير للحصول على نتائج جيدة، أما الإجبار من طرف خارجي فلن يؤتي ثماره، فالإنسان الذي يرغب في تحسين حياته يجب أن يسعى لتغيير داخلي في نفسه أولاً، وهذا هو بالضبط ما نقصده بتحمل المسؤولية، والذي هو المفتاح الأساسي لتطوير الذات. أما بالنسبة للأساليب فهي تعتمد على جوانب يجب أن يعمل عليها الشخص، منها الصحي والاجتماعي والعلمي والأسري والمالي والعملي والروحي وغيرها، وكلها جوانب مهمة للإنسان حتى يحقق لنفسه الحياة الطيبة». وتضيف الزيدي: «يحتاج الشخص في بداية رحلة تطوير الذات إلى مصدر يستقي منه العلم والمعلومات المهمة، والتي ستكون زاد الطريق له، فهو مسافر في رحلة إلى أعماقه، والتعرف على ذاته، أما مصادر المعلومات فهي مختلفة، وأهمها القراءة والاطلاع، فالقراءة فن بحد ذاتها، فهناك مئات الكتب في كل مكان، ولكن أياً من هذه الكتب يستحق ساعات من يومك وأيام من حياتك؟، يجب أن يُنتقى الكتاب بعناية، فمن المهم أن يكون المحتوى جيداً، ويخدم القارئ، ويضيف له آفاقاً جديدة في رحلة حياته. وهناك أيضاً الدورات والبرامج التدريبية المعتمدة لمدربي توجيه الحياة، وهناك الكثير منهم سواء من العالم العربي أو الغربي، كذلك الجلسات الاستشارية المتخصصة التي تساهم بشكل كبير في التعرف على مكنونات النفس وإمكانات الشخص ومهاراته وحتى الحلول لبعض الإشكاليات، ولكن مدرب الحياة المتمكن والواعي يستطيع رؤية الحلول ووضعها على الطاولة أمام الشخص ليختار منها المناسب له». أساليب متباينة وحول أساليب تطوير الذات وارتباطها باختلاف الأشخاص، قالت: «إن طرق التعلم والاستجابة تختلف من إنسان لآخر، فهناك أشخاص سمعيون يتأثرون ويستجيبون أكثر عن طريق السمع، وهناك البصريون وهناك الحسيون، وهناك من يجمع بين طريقتين أو أكثر، كما أن الشخص قد يميل إلى كونه يستخدم الفص الأيمن من الدماغ أكثر من الأيسر، فهو يتعلم أكثر عن طريق الألوان والموسيقى والأصوات، بينما الذي يستخدم الفص الأيسر يميل إلى كونه يتعلم أكثر عن طريق الأشكال والتحليلات والأرقام، وهناك من يستخدم الفصين بالتساوي. وهناك أيضاً اختبارات الشخصية، ومن أشهرها على الإطلاق اختبار MBTI الذي أدعو جميع القراء للقيام به للتعرف أكثر على نوع الشخصية، وهو موجود مجاناً على الإنترنت، وتُقسم الشخصيات البشرية إلى 16 نوعاً، وعن طريق الإجابة على الأسئلة بصدقية تستطيع أن تتعرف على جزء كبير من شخصيتك في العمق، نقاط القوة والضعف، وهل تستمد طاقتك من الخارج أي من الناس والأشياء أم من الداخل أي من الأفكار والقيم، وكذلك أنسب الوظائف لك. أما عن الأسلوب المشترك لجميع الأشخاص في التطوير الذاتي فهو الكتابة، فكثير من المعلومات قد تمر على الإنسان من دون أن يستفيد منها، لأنه لم يدونها». ضغوط الحياة وعن الكيفية التي يمكن لإنسان العصر الحالي مواجهة ضغوط الحياة المتباينة ويطوعها لتقوية ذاته، تقول الزيدي: «من المهم أن يستقطع الشخص وقتاً خاصاً للعناية بذاته خلال اليوم، وممارسة أنشطة هادفة، مثل ممارسة القراءة، فالعناية بالذات لا تعني الذهاب لصالون التجميل أو تجمع الأصدقاء ولا تعني أيضاً العمل المتواصل من أجل الصعود على السلم الوظيفي أو جمع المزيد من المال ولا نقلل من أهمية ذلك أيضاً. ولكن العناية بالذات تبدأ من قدرة الشخص على الجلوس بمفرده من دون مشاعر انزعاج من عدم التواصل مع أحد، لأنه في تلك اللحظة هو في تواصل مع أهم شخص على الإطلاق وهو نفسه». الشخصية الإيجابية فيما يتعلق بتأثير الشخصية الإيجابية على الذات والمحيطين، أكدت أن الإيجابي الواعي شخصية مؤثرة أينما يكون، فهو متصالح مع ذاته ومع الآخرين، لا يحمل أي مشاعر سلبية تجاه أحد، لأنه يعلم أن الشعور السلبي تجاه الآخرين هو مؤشر لوجود اضطراب داخلي أصلاً، كما أنه يقدر قيمة حياته وقيمة الوقت فلا يضيعه في الأمور التافهة، وهذا لا يعني أن الإيجابي ملاك، هو إنسان حاله من حال الناس، تمر عليه مشاعر متباينة، فقد يشعر بالغضب أو الحزن أو الألم، ولكنه يملك مهارات عالية في إدارة مشاعره وأفكاره، فلا يصب هذه الاضطرابات على الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©