سعيد ياسين (القاهرة)
تشهد الدورة الحادية والسبعون من مهرجان كان السينمائي الدولي التي تقام خلال الفترة من 8 إلى 19 مايو الحالي، حضوراً استثنائياً للسينما العربية، التي تسعى إلى تجاوز التمثيل المشرف، والدخول في دائرة المنافسة القوية على الجوائز في أقسام المهرجان المختلفة، رغم المنافسة الشرسة التي تواجهها من السينما الأميركية والفرنسية والإيطالية واليابانية والصينية والهندية والألمانية والبولندية وغيرها، ومن عشرات الأفلام التي تطرح العديد من القضايا المعاصرة التي يشهدها العالم اليوم.
ويشارك في المسابقة الرسمية التي تضم 18 فيلماً فيلمان عربيان، هما المصري «يوم الدين» الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، وينافس على السعفة الذهبية، وهو العمل الأول للمخرج أبو بكر شوقي، وتتناول أحداثه قصة رجل مصاب بالجذام يخوض رحلة مؤلمة بحثاً عن عائلته، ويمر بأكثر من محافظة برفقة طفل يتيم وحمار، وحصل الفيلم من قبل على منح إنتاجية من مهرجان الجونة، وهو إنتاج المصرية الأميركية دينا إمام، وانضم لها كمشارك في الإنتاج المنتج محمد حفظي. أما الفيلم الثاني، هو الفيلم اللبناني «كفر ناحوم» للمخرجة نادين لبكي التي تشارك للمرة الأولى في المسابقة الرسمية، بعدما شاركت من قبل بفيلمي «سكر بنات» و«هلا لوين؟» في أقسام موازية، وتدور أحداث «كفر ناحوم» وهو اسم لقرية فلسطينية محتلة تقع على ساحل بحيرة طبريا، وتضم العديد من الآثار المسيحية التاريخية المقدسة، في منطقة عربية تعصف بها أزمات ومشاكل سياسية واجتماعية طاحنة، لكن هناك طفلاً يعيش بإحدى قرى المنطقة، يرفض الاستسلام لهذا الواقع ويقرر التمرد على نمط الحياة والواقع الذي يعيشه في قريته، ويقرر رفع دعوى قضائية للضغط على الحكومة ومجتمعه بشكل عام لتنفيذ مطالبه، كما أن الدعوى تكون ضد والديه اللذين أنجباه إلى هذا العالم، وهو من تأليف جهاد حجيلي وتمثيل مجموعة شباب يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى. فيما تضم مسابقة «نظرة ما» التي تعد ثاني أهم قسم في المهرجان 15 فيلماً، ويعرض فيها فيلمان عربيان، هما المغربي «صوفيا» للمخرجة مريم بن مبارك، والسوري «قماشتي المفضلة» للمخرجة جايا جيجي.
وقالت المخرجة نادين لبكي، إنها فخورة باختيار فيلمها «كفر ناحوم» للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، ليكون أول عمل لبناني منذ 27 عاماً ينافس على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان، منذ مشاركة فيلم «خارج الحياة» للمخرج الراحل مارون بغدادي، وحاز وقتها جائزة لجنة التحكيم، وأوضحت أن الفيلم شديد الواقعية وموضوعه مؤلم جداً، حيث يتناول حقوق الطفل وأوجاعه والمشاكل التي يعانيها في دول كثيرة لا يحصل فيها على حقوقه، وبالتالي يتمحور حول قضية حاضرة جداً ومطروحة بقوة في الوقت الراهن، ولفتت لبكي إلى أن خطوات السينما اللبنانية كانت خجولة لأنها كانت تنطلق من جديد، وأنها بدأت تعود بخطوات صغيرة ولكنها ثابتة، وكان من الطبيعي أن تبرز وتظهر كل الكفاءات والمواهب التي تختزنها. فيما قال الفنان محمود فارس الذي يشارك في بطولة فيلم «يوم الدين» إنه كان شارك في الفيلم منذ ثلاث سنوات، وفوجئ بترشيحه للمسابقة الرسمية بالمهرجان، وأشار إلى أنه يجسد فيه شخصية عضو بإحدى العصابات بمستعمرة الجذام، وأنه صور على بعد 170 كيلومتراً من طريق الواحات، داخل مستعمرة نفايات، وشارك ضمن طاقم العمل أشخاص من كندا وأميركا، وأشادوا بأداء الممثلين المصريين وقتها، ومنهم سيد رجب، وراضي جمال وشهيرة فهمي ومحمد عبد العظيم.
عدد اليوم
