الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عمار علي حسن: السياسة مجال «الخيال» بامتياز

عمار علي حسن: السياسة مجال «الخيال» بامتياز
1 مايو 2018 21:52
عبير زيتون (أبوظبي) نادرة وشحيحة هي حلقات النقاش التي تصدت للحديث عن موضوع مستقبلي جديد وسائل، مثل موضوع «الخيال السياسي» بوصفه منتجاً ثقافياً، ومحركاً من محركات التاريخ المهمة اليوم لصناعة المستقبل والتنبؤ بتحولاته، بعكس ما فعلت ندوة الروائي والمفكر السياسي المصري الدكتور عمار علي حسن مساء أمس، في قاعة «كاتب وكتاب» التي ضجت بحضور وتفاعل جماهيري لافتين، عكسا في عفويتهما، مدى يقظة القارئ العربي، وحاجته لنوع جديد من التفكير في تاريخ المستقبل أو قراءة الواقع، من منطلقات ومقاربات مختلفة جوهرياً عن السائد والنمطي والمتكرر. واستفاض د.علي حسن في شروحاته بين النظري والتطبيقي، مروراً بالإجرائي خلال الندوة التي قدمتها الدكتورة، والباحثة في مركز المستقبل أمل صقر في معنى الخيال السياسي المفارق للشرود والأوهام والخرافات والأساطير والتنبؤات، مؤكداً أن المقصود بالخيال هنا «التنبؤ العلمي» الذي يقوم على الإبداع، والخلق ترفده ينابيع معرفية مركزية، تتغذى في أصولها من استقراء التاريخ بوصفه ذاكرة، ومن توظيف الخيال الإبداعي في الأدب والشعر بوصفهما نوعا من المجاز الإبداعي الواعي والقاصد في نقده غير المباشر للعالم الاجتماعي الحقيقي وقواعده، مستشهداً بعشرات الأعمال الأدبية العربية والأجنبية التي تبرهن على وظيفة ودور الآداب الإنسانية في إثراء الخيال الاجتماعي والسياسي والتي شكلت عبر التاريخ بعداً جديداً ومغايراً لكل قائد سياسي يطمح للخروج من جمود التفكير السياسي، وتوليد رؤى مستقبلية استشرافية أكثر تطوراً، وأعلى قدرة على تلبية حاجات الشعب الآنية والآتية، وكذلك طموحاته وآماله الشخصية. ولكن يبقى السؤال الأهم، ألا وهو ماهي حاجتنا اليوم إلى التأسيس لرؤية الخيال السياسي؟ ولماذا يحتاج السياسي إلى الخيال؟ وكيف يمكن للسياسة أن تكون مجالا للخيال في توزعها بين الإيهام والإبهام والإلهام؟ يرى المفكر السياسي علي حسن في حديثه أن السياسة هي مجال «الخيال» بامتياز، مستشهداً بتعليق الكاتب المعروف توماس فريدمان على الانتقادات التي وجهت إلى (سي. آي.إيه) عقب أحداث 11 سبتمبر بقوله، «إن الجهاز لم يفشل في جمع المعلومات الجيدة والكافية عن هذا المخطط لكنه أخفق في حيازة «الخيال» الذي يعطيه قدرة على التفكير والتبصر بطريقة خلاقة في المعلومات المتوافرة لديه. فالخيال حسب رأي د. علي حسن يساعد في «الفهم» كما تفعل الذاكرة، ويخلق أدوات تحليلية وإبداعية جديدة لرؤية واقع الأمة، رؤية خلاقة متجاوزة ومحركة ومبتكرة خاصة للبؤر الشعبية المحاصرة بالعجز، وفقدان الخيال والمسكونة بتقليدية مزمنة في العمل، خاصة أن المجتمعات لا تتمايز بما تنتجه من أعمال فنية وصناعية فقط، وإنما تتمايز بالأحلام المشتركة، وبما تحققه من تصورات حول الحاضر والمستقبل. وأكد المفكر السياسي المصري حاجتنا الماسة اليوم إلى أن «نتخيل» بقدر ما نستطع استناداً على التاريخ والوقائع العلمية للبناء لرؤى المستقبل الذي يصاغ أولاً في خيال الشعوب قبل أن يتحول إلى قوة مادية مع انتقاله إلى الواقع، وضرورة تفعيله في حياتنا المعاصرة والضاجة بالتحولات حتى نجعل التاريخ يتقدم في خط مستقيم إلى الإمام بعيداً عن تعرجه بنا كما يجري الآن يمنة ويسرة، وصعوداً وهبوطاً، دون أن يودي بنا إلى مكان، وبذلك فقط نساعد أنفسنا على المضي إلى الأمام، حتى لو بدت الخطوات بطيئة، لكنها تبقى أفضل من التقهقر إلى الخلف أوالثبات دون المكان أوفي المكان ذاته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©