الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات تكنولوجيا معلومات تخطط لطرح أسهمها في اكتتاب عام

شركات تكنولوجيا معلومات تخطط لطرح أسهمها في اكتتاب عام
8 ابريل 2011 21:25
يعتزم عدد من شركات التكنولوجيا الأميركية الناجحة مثل “فيس بوك” و”جروبون” و”لينكدين” طرح أسهمها في اكتتابات عامة أولية، توقعاً منها لجذب العديد من المستثمرين. وكشفت دراسة أجرتها مؤسسة “ايرنست أند يونج” في شأن طروحات الاكتتابات العامة الأولية عن اعتزام 150 شركة طرح أسهمها قريباً في مسعى منها لجمع 42 مليار دولار. وأوضحت الدراسة أن 22 في المئة من هذا العدد عبارة عن شركات تكنولوجيا معلومات تدعمها تلك المؤسسات التي تستثمر أموال مساهميها في شركات جديدة أو في مشاريع واعدة الربحية، ولكنها تنطوي على شيء من المخاطرة. وعادة تطرح هذه الاكتتابات بعد نهاية ربع السنة الأول حين يتسنى للمدققين مراجعة دفاتر حسابات الشركات الجديدة مراجعة شاملة. وقال مارك هانثو نائب رئيس قطاع أسواق الأوراق المالية العالمية في “دويتش بنك”: “مع افتراض أن تظل الأسواق متعافية وراسخة نحن نوشك أن نخوض مرحلة من النشاط المحموم في الصفقات الصغيرة”. تعد هذه الظاهرة إلى حد بعيد مؤشراً صحياً، إذ إنها تدل على ثقة المستثمرين في الأجل الطويل واستعدادهم للمجازفة في شركات منطوية على مخاطرة عالية نسبياً في وسعها تحقيق أرباح هائلة. يذكر أن مؤشر الاكتتابات العمومية الأولية لبورصة “فاينانشيال تايمز” FTSE ارتفع بنسبة 20,3 في المئة العام الماضي مقابل ارتفاع مؤشر “ستاندر أند بورز” 500 بنسبة 12,8 في المئة، وهو ما يعتبر تحولاً جذرياً عن عام 2008 حين كان المستثمرون يبتعدون عن ذلك النوع من الاكتتابات العمومية، ففي ذلك العام هبط مؤشر الاكتتابات العمومية الأولية بنسبة 50 في المئة، بينما سجل مؤشر “ستاندرد” هبوطاً نسبته 23 في المئة. وقال ويل براونر رئيس قطاع أسواق الأوراق المالية لشركات المعلوماتية في “بنك باركليز”: “إن الحاجز الذي يمنع الشركات من طرح اكتتابات عمومية آخذ في الزوال. وحين أعيد فتح هذه السوق كان المستثمرون يتساءلون عن نسبة السعر إلى الربح وعما إن كان من المجدي الاستثمار فيها. أما الآن، فينظر المستثمرون إلى ما هو أبعد من ذلك، وهم معنيون بمدى نمو الشركة المنتظر أكثر من اهتمامهم بالربحية. ومدير الصندوق المستعد لمخاطرة أكبر يتوجه مباشرة إلى سوق الاكتتابات العمومية الأولية”. غير أن ذلك يزيد أيضاً من خطر ما يسمى بفقاعة المعلوماتية. ولا يزال العديد من المستثمرين يتذكرون السباق المحموم إلى شراء أسهم في اكتتابات عمومية أولية في أواخر تسعينيات القرن الماضي حين كان موضوع الحديث في المجتمعات والمنتديات كافة منصباً على الأسهم الساخنة. وقال هارولد برادلي كبير مديري الاستثمار في مؤسسة “كوفمان فاونديشن” التي تعمل في مجال تشجيع ريادة الأعمال: “إنه بالتأكيد هوس الاستثمار في شركات المعلوماتية، ورغم أن هامش ربحية هذه الشركات محدود، إلا أنها مدعومة بتقدير هائل لقيمتها”. بالتأكيد هُناك من يتشكك في القيم المقدرة لشركات مثل “فيس بوك” التي تبلغ 70 مليار دولار أو “تويتر” التي قدرها صندوق “جي بي مورجان” الخاص بما يبلغ 4,5 مليار دولار أو “جروبون” التي قيل إن “جوجل” قدرتها بنحو 5 مليارات دولار. كثير من المستثمرين المعتادين على الاستثمار في ذلك النوع من الشركات يشككون في تلك التقديرات الهائلة. وقال أحد كبار المصرفيين في “وول ستريت”: “من الصعب معرفة من الذي يشتري هذه الأسهم ولماذا يشتريها؟”. كما وصف باري ديلر أحد هواة الاستثمار في شركات المعلوماتية هذه التقديرات بأنها “مجنونة”. غير أن ذلك لم يقلل تحمس المصرفيين إلى هذا النوع من الشركات. والعديد منهم يرى أن هذه الشركات واعدة، وأن لديها الاستعداد للنمو والنضج، ولكنهم يتوقعون أن يستغرق ذلك، وقتاً ليس بالقصير. وقالت جاكي كيلي رئيسة قطاع الاكتتابات العمومية الأولية للأميركيتين في “ايرنست اند يونج”: “تستغرق الشركات في المتوسط نحو سبع أو ثماني سنوات قبل أن تطرح اسهمها للاكتتاب العام، وهي أطول من فترة الأربع أو الخمس سنوات التي كنا نشهدها من قبل وأطول كثيراً من الفترات القصيرة جداً التي شهدناها خلال ما يسمى ازدهار دوت كوم. وأضافت أن عدداً كبيراً جداً من الشركات كان يأتي إلى شركتها للتدريب على مهارات ما قبل الاكتتاب العمومي مثل طريقة التحدث مع المستثمرين والتعامل مع المدققين والمراجعين ونشر التقارير الدورية. وزادت قائلة: “إن مثل هذه الشركات ستكون مستعدة تماماً للإقدام على طرحها اكتتابات عمومية أولية. ربما بزغ اسم هذه الشبكات الاجتماعية منذ عام أو عامين فقط ولكنها بدأت نشاطها قبل ذلك بعدة سنوات”. وهناك بعض العوامل التي تجذب المستثمرين حالياً. فالشركات التي تبيع خدمات البرمجيات أو ما يسمى ببرمجيات سحابية تقدر بقيم كبيرة. يتوقع أن تقوم كورنر ستون أون ديماند “شركة خدمات برمجيات” بتحديد سعر اكتتابها العمومي الأولي قريباً، والمتوقع أن يكون الإقبال على أسهمها أكبر من عدد الأسهم المعروضة. كما أن شركة سمارت تكنولوجيز المتمركزة في كلجاري “والتي تصنع سبورات بيضاء رقمية يمكن أن يشترك عدد من الأشخاص في استخدامها عن بعد” طرحت أسهمها العام الماضي للاكتتاب العام الأولى، وبلغ سهمها آنذاك سعراً قياسياً من حيث تقدير قيمة الشركة في سوق الولايات المتحدة. ومن المنتظر أن يشكل التواصل الاجتماعي وغيره من خدمات الشبكة 2 “web 2.0” أهمية كبيرة، إذ تقدمت شركات مثل لينكدين “شبكة الأعمال المركزية” وسكايب “لخدمات الاتصالات الهاتفية المرتكزة على شبكة الإنترنت” بطلبات طرحها للاكتتاب العمومي في هذا العام. ومن المتوقع في العام أو العامين المقبلين أن تقوم كل من “فيس بوك” (أضخم شبكة تواصل اجتماعي في العالم) وجروبون “التي تقدم حسومات لمجموعات من الأفراد” بطرح اكتتابات عمومية، إذ تمكنت كل منهما من تأجيل هذا الإجراء من خلال جمع أموال عن طريق طرح اكتتابات خصوصية. ويرى بومر أن تلك الطروحات الخصوصية حتى إن كانت غير موثوق بها تماماً تتيح للمستثمرين أن يقيموا كل اكتتاب على حدة بدلاً من الاعتماد على موجة من الاكتتابات العمومية الأولية المتنافسة “على غرار ما حدث في تسعينيات القرن الماضي”، وذلك دعماً لعمليات التقييم. وأضاف بومر: “لست مضطراً لأن تنتظر لترى كيف تتداول شركة مشابهة؛ لأنه في وسعك الآن أن تضارب اعتماداً على قيم الاكتتابات الخصوصية”. نقلاً عن “فاينانشيال تايمز” ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©