الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاوف من ارتفاع أسعار الخدمات بعد شراء «ايه تي اند تي» لـ «تي موبايل»

مخاوف من ارتفاع أسعار الخدمات بعد شراء «ايه تي اند تي» لـ «تي موبايل»
8 ابريل 2011 21:25
وصف محللون صفقة “دويتش تليكوم” و”ايه تي اند تي” بأنها مفيدة وإيجابية لكلا الشركتين، فيما قالت مؤسسة بيرنشتاين ريسيرش البحثية إن الصفقة تشكل ميزة كبرى لوحدة تي موبايل الأميركية التابعة لـ”دويتش تليكوم” نظراً؛ لأنها من المتوقع أن تزيد قيمتها السوقية بنسبة تصل إلى 50% من قيمتها الحالية. وكانت “دويتش تليكوم” قد وافقت على بيع الوحدة الأميركية التابعة لها المسماة تي موبايل إلى “ايه تي اند تي” في صفقة بلغت قيمتها 39 مليار دولار من النقد والأسهم. وقالت “ايه تي اند” تي أثناء حملتها لترويج استحواذها على “تي موبايل” الأميركية مقابل 39 مليار دولار إن هذا الاندماج الضخم سيكون في مصلحة المستهلكين من جهة ويعزز الابتكار من جهة أخرى، غير أن عدداً من نشطاء حماية المستهلك وخبراء التكنولوجيا والمحللين الماليين يرسمون صورة أكثر تعقيداً. وقال محللون إن إتمام الصفقة ستؤدي على الأرجح إلى النهوض بخدمة الهواتف المحمولة تدريجياً، ولكنها ستعمل على زيادة الأسعار من خلال استبعاد منافس رئيس من سوق كثيفة. ذلك أن سبرينت نكستل وتي موبايل الأميركية طالما كانتا أكثر شركات الخدمات اللاسلكية الأميركية، تقديماً لحسومات وتخفيضات من خلال تقديم عروض أرخص من عروض كل من “ايه تي اند تي” و”فيريزون وايرلس” (شركة التآلف بين فودافون جروب وفيريزون كوميونيكيشنز)، كما أنهما الشركتان الوحيدتان اللتان تقدمان خدمات المكالمات والبيانات غير المحدودة. وقال بول رينولدز المحرر في صحيفة تقارير المستهلكين: “يمكن بل يرجح أن تستمر هذه الأسعار المنخفضة بعد الاندماج فقط إلى أن تنتهي تي موبايل من التزاماتها التعاقدية ثم سترتفع إلى مستويات أسعار ايه تي أند تي وغيرها من شركات الاتصالات الكبرى”. وقالت الشركتان إنهما تعتزمان إلغاء اسم تي موبايل التجاري، وقالت ليديا كايدين المحامية في نيويورك التي ظلت عميلة لشركة تي موبايل طوال ست سنوات إنها قلقة من زيادات الأسعار. غير أن ايه تي أند تي تقول إن الوفر من الاندماج سيساعدها على المحافظة على الأسعار. كما أن الصفقة المقترحة قد تعطل الإبداع من خلال توسعات ايه تي أند تي على نحو يكسبها قوة أكبر على فاعلين جدد مثل جوجل وعلى مصنعي أجهزة ومطوري برمجيات لاسلكية تعتمد على شركات اتصالات لتوزيع برامجها على مستهلكين، إذ سيكون لايه تي أند تي وتي موبايل الأميركية معاً 129 مليون عميل وهو عدد يزيد بنسبة 30% على عدد عملاء فيريزون وايرلس أقرب منافسيها. وقال ديفيد باكمان أحد شركاء شركة فينروك: “سيكون لايه تي أند تي وتي موبايل قوة هائلة مع مقدمي البرمجيات ومصنعي الأجهزة وسوف يستخدمون تلك القوة”. وقال باتريك مورك مدير تسويق متجر تطبيقات جيتجار ان ايه تي أند تي تمنع هواتفها الاندرويد من تحميل تطبيقات خارج سوق اندرويد (جوجل) على نحو يعطل شركات مثل جيتجار، أما تي موبايل فإنها تسمح لمستهلكين بتحميل تطبيقات لهواتف تعمل على نظام تشغيل اندرويد (جوجل) من أي مصدر. وقال مورك إن المشكلة تكمن في أن منهج ايه تي أند تي ستتبعه تي موبايل إذا اندمجا معاً وبالتالي سيضران بقدرة المطورين على استثمار التطبيقات. وأكد بعض مطوري البرامج أن الصفقة قد تفيدهم من خلال تقديم شبكة أكثر قوة ما يعد ميزة لمطوري الألعاب متعددة اللاعبين التي يلزمها وصلة إنترنت موثوق بها. غير أن ابل وجوجل اللتين تعتبران من أهم القوى الفاعلة وراء ازدهار الهواتف الذكية وما يتعلق بها من برمجيات رفضتا التعليق على هذه المسألة، بينما قالت ايه تي أند تي إنها رائدة في مجال الابتكار وتتعاون مع أكثر من 1000 مطور. ويتفق العديد من المحللين مع وجهة نظر ايه تي أند تي في أن صفقة الاندماج يمكن أن تحسن جودة المكالمات الصوتية وخدمة البيانات التي تزيد أهميتها باطراد للمستهلكين الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة في تصفح الشبكة وإرسال الرسائل وتحميل تطبيقات لاسلكية. ويكمن السبب في أن ايه تي أند تي ستستغل شبكة تي موبايل أميركا اللاسلكية التي يقل عبئها عن عبء شبكة ايه تي أند تي لأنها غير مضطرة لدعم ملايين من مستخدمي هاتف آي فون الذي يستخدم كميات ضخمة من البيانات. يذكر أن مستهلكين ومنظمين انتقدوا شبكة ايه تي أند تي لضعف تغطيتها وتقطع مكالماتها الهاتفية منذ اطلاق اي فون (ابل) على الشبكة عام 2007، وفي أحدث تقارير المستهلك أوضحت استطلاعات الرأي حصول خدمة ايه تي أند تي للهواتف المحمولة على المركز الأخير، بينما حصلت تي موبايل على المركز قبل الأخير. فإذا تمت الصفقة، فإن ايه تي أند تي ستستفيد من مواقع أبراج المحمول التي كان بناؤها سيستغرق خمس سنوات وستتحسن كثافة شبكتها بنسبة 25% أو أكثر في بعض من أزحم مناطقها بما يشمل نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو. عن “وول ستريت جورنال” ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©