السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تأتأة الأطفال

9 أغسطس 2008 00:57
يمر كثير من الأطفال في مرحلة اكتساب اللغة بين سن 2-6 سنوات تقريبا بمرحلة تدعى ''عدم الطلاقة اللفظية''، أي يحدث لديهم تقطيعات في كلامهم أبرزها الإعادة سواء إعادة مقطع من الكلمة أم صوت منها، وذلك لأن هذه المرحلة هي المرحلة الذهبية لاكتساب معظم المهارات بما فيها المهارات اللغوية، ويتخلص معظم هؤلاء الأطفال من هذه الصعوبات بعمر 6-8 سنوات على أقصى تقدير· ولكن إذا استمرت هذه الأعراض لما بعد سن 6-8 سنوات أو زادت حدتها، بمعنى أن الإعادة تزيد على ثلاث مرات للصوت الواحد أو الكلمة الواحدة، مثل: أنا أنا أنا أنا، وظهرت أعراض أخرى مثل التوقف، أي توقف الصوت أو ما يصفه الأهل بتوقف الهواء في الحلق أو ظهور أعراض مصاحبة مثل رمش العينين أو احمرار الوجه أو الشد على الفك أو غير ذلك؛ فهذه مظاهر تستدعي استشارة أخصائي نطق ولغة، حيث هناك اعتقاد في هذه الحالة بأنها ليست فقط عدم طلاقة حقيقية ولكنها قد تكون مؤشرا لتأتأة حقيقية· أي أنه إذا استمرت هذه المظاهر أو زادت سوءا أو بدأت مظاهر أخرى بالظهور فإن الأمر يكون غالبا مقدمة لمشكلة من مشاكل الطلاقة اللفظية والمعروفة باسم التأتأة· وهي في الحقيقية مظهر من مظاهر عدم الطلاقة في الكلام والتي تستمر لفترات طويلة من الحياة وقد تؤثر نفسيا وبشكل سيئ على الإنسان، سواء في حياته العملية أم العلمية أم الاجتماعية؛ لذا يفضل أن يتم التعامل معها مبكرا بعمل برنامج منزلي يساعد الأهل في طريقة التعامل مع الطفلة وكذلك برنامج تدريبي مباشر للطفلة للحد من تطور الأعراض والمظاهر· فمع التقدم بالعمر وصعوبة التخلص من المشكلة وظهور بعض الاستهزاء من الآخرين والتوتر من الأهل وغير ذلك من مظاهر لافتة للانتباه يبدأ الطفل بتكوين صورة سيئة عن الكلام وعن نفسه، ويبدأ إما بالانسحاب الاجتماعي أو العدوان اليدوي للتعامل مع آثار المشكلة· العلاج الوحيد المتوفر حاليا للحد من التأتأة أو التخلص منها هو التدريب الكلامي لدى أخصائي نطق ولغة، ونتائج التدريب ونجاحه يحكمها عدد من الأمور أهمها: عمر المتدرب ومدة التأتأة التي مر بها - طبيعة التأتأة- الظروف الأسرية والنفسية المصاحبة- الالتزام بما يتطلبه التدريب من طرق وتقنيات قد يحتاج الشخص إلى اتباعها طوال عمره· إذاً مشكلة التأتأة ليست مستحيلة الحل بل متراكمة ويمكن الحد منها بشكل كبير مع توافر الظروف والاستعداد والتعاون بين المدرب والمتدرب والأهل· وأود أن أشير لبعض النقاط التي ساعدت صديقتي وأتمنى أن تساعد من يحتاجها: التدريب يكون ناجحا بنسبة جيدة مع الالتزام بما يطلبه المختص والاستمرار لحين نهاية البرنامج· لا تطلب من الطفل المتأتئ أن يأخذ نفسا قبل أن يتكلم أو أن يفكر وخصوصا أمام الناس؛ لأن الذي يحدث معه هو شيء خارج عن سيطرته· أكد للطفل أنك تحبه مهما كان، واجعل من فترات كلامك معه فترات مرحة وناجحة· تجنب التعبير عن الامتعاض لما يحدث مع الطفل ولو حتى بتعابير الوجه ولا تتحدث عن مشكلته أمامه· ركز على المهارات الأخرى التي يجيدها الطفل مثل اللعب، والرسم، والغناء· أعط الطفل وقته للحديث ولا تكمل بدلا عنه الكلمات والجمل· جميلة حسن - أخصائية نفسية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©