«كونوكو فيليبس» تتطلع إلى مشروعات في المياه العميقة

بعد أن استطاعت كونو فيليبس اجتذاب المستثمرين من خلال اتباعها استراتيجية “الانكماش الرامي إلى النمو” تتوجه الشركة مجدداً إلى صفقات الاستحواذ وخصوصاً في مشاريع المياه العميقة وحقول النفط الصخري. وأفاد جيم مولفا رئيس كونوكو التنفيذي بأنه يعتزم زيادة الإنفاق الرأسمالي المخطط لهذا العام من 13,5 مليار دولار إلى 16 مليار دولار بغرض انتهاز الفرص السانحة رغم مواصلته بيع أصول وفق سياسته التي ترمي إلى النهوض بكفاءة الشركة والتي نجحت في ارتفاع سعر سهم الشركة بنسبة تفوق 40 في المئة في العام الماضي. وقال جيم مولفا:”نود أن نعزز وجودنا في خليج المكسيك. وقد آن الأوان لانتهاز هذه الفرصة ونحن على ثقة بأن لدينا رأس المال والتقنية والخبراء وسجل سلامة جيداً”. ويشكل ذلك أحد الأسباب التي جعلت كونوكو شريكاً مؤسساً مع كل من اكسون موبل ورويال داتش شل وشيفرون في شركة احتواء الآبار البحرية التي تأسست عقب كارثة ماكوندو (بي بي) بغرض تقديم خدمات مواجهة حوادث التسريب النفطي في الخليج. وتدرس كونوكو عدة خيارات من بينها مشاركة شركات كبرى أو شركات صغرى في مشاريع تنقيب عن آبار أو مشاريع حقول سبق اكتشافها. وتتطلع إلى إبرام اتفاقية مفيدة لها ولغيرها. وتتطلع كونوكو خارج خليج المكسيك إلى مشاريع مياه عميقة في غرب أفريقيا وتجرى محادثات حول إمكانية الاستحواذ على مناطق تنقيب قبالة سواحل انجولا. وتتميز كونوكو بوضع قوي سواء في مجال الغاز الصخري والنفط الصخري حيث لديها استثمارات تتجاوز مليار دولار في منطقة صخور ايجل فورد النفطية التي تقع مناطق امتيازها في الموقع المحتوي على نسبة ضئيلة من الكبريت والمؤلف من 70 في المئة سوائل تشمل نفطاً ومكثفات غاز طبيعي. ويتطلع مولفا إلى توسيع نشاط الشركة في مجال النفط الصخري في مناطق تتجاوز الحقول المعروفة في ايجل فورد بولاية تكساس مارسيلوس في حوض اباليشيان شمال شرقي الولايات المتحدة. وقال مولفا إن الشركة تسعى إلى اكتشاف حقول جديدة واعدة في مارسيلوس وايجل فورد وأن الشركة تبذل جهوداً في هذا الشأن في كل من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الشرقية والصين. وهذا لا يعني أن كونوكو (ثالث أكبر شركة نفط في الولايات المتحدة) تتخلى عن استراتيجية الانكماش الرامي إلي التوسع التي تتبعها. إذ يعتزم مولفا بيع أصول أخرى تتراوح قيمتها بين 5 و10 مليارات دولار خلال العامين المقبلين بجانب الأصول المبيعة العام السابق البالغة قيمتها 7 مليارات دولار، وكانت الشركة قد بدأت إعادة الهيكلة بعد أن كشفت عن خسارة بلغت 31,8 مليار دولار في الربع الرابع من سنة 2008 وتقليص 34 مليار دولار من قيمة أصولها وتسريح 1300 من موظفيها وعمالها واستقطاع 2,8 مليار دولار من إنفاقها الرأسمالي ومع ذلك صمدت الشركة. وأضاف مولفا أن للشركة أصولاً قيمة في أميركا الشمالية وبحر الشمال في وسعها أن تفيد شركات أخرى. وهو يدرس أيضاً أن يبيع أصولاً في مناطق لا تحتفظ كونوكو بها سوى بنسبة صغيرة وخصوصاً إن كانت في دولة يصعب عليها الشغل فيها أو إن كانت تلك الأصول ستأتي بفائدة أكبر لآخرين. غير أنه يمهل نفسه سنتين لإتمام صفقات البيع تلك ويقول في ذلك: “لا أريد أن أخضع لضغوط السوق ولا نريد مجرد التخلص من أصولنا”. نقلاً عن: فايننشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي