الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حواضن الثقافة النخبوية في مواجهة طغيان القيم الاستهلاكية

حواضن الثقافة النخبوية في مواجهة طغيان القيم الاستهلاكية
1 مايو 2018 22:23
محمد عبدالسميع (أبوظبي) ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عقدت بمجلس الحوار، جلسة حوارية عن «الصالونات الأدبية في الخليج العربي ودورها»، بمشاركة الدكتورة أمل صقر، وهديل الحساوي. في البداية أشارت صقر إلى أنه يمكن وصف الصالونات الأدبية في الخليج بمنصات تهدف إلى خدمة المجتمع عبر تحويل الكتاب والمناقشات إلى جزء من النشاط الدوري في الحياة، ومن خلال هذه الجلسة، سنتعرف على أبرز ملامح هذه الظاهرة، وهل يمكن تفعيل دورها من خلالها نقل أنشطتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام؟. وأضافت صقر: من الثابت تاريخيا أن ظهور الصالونات الأدبية أثر بشكل كبير على الحركة الثقافية والتحول السياسي والاجتماعي، وفِي العصر الحديث أثّرت الصالونات الثقافية في الحركة الاجتماعية والفكرية والثقافية العربية، ومن أشهرها صالون الأميرة نازلي وصالون ماريان في حلب، وكان صالون مي زيادة من أهم الصالونات العربية في العصر الحديث، حيث ارتادته نخبة من ألمع المثقفين والمفكرين العرب، وساعد ذلك نهوض المجتمع العربي منذ أواسط القرن الماضي في المجالات الثقافية. وتابعت صقر: كان صالون مي زيادة الأدبي يضم عددا من أبرز المبدعين في عصرها، مثل عباس العقاد وأحمد لطفي السيد واحمد شوقي، وكان هذا الصالون له آثار واضحة في حركة الأدب والثقافة إذ أشعل المعارك الأدبية بين رواده، ما ساهم في إنتاج محتوى أدبي متميز، كما كان صالون العقاد من الصالونات الرائدة في عصره. وفي الإمارات ظهر العديد من الصالونات والمجالس باعتبارها إحدى أهم المنصات التي تهدف إلى تعزيز الثقافة بين أفراد المجتمع، وأخذت على عاتقها تعميم الفعل الثقافي والترويج لمختلف أجناسه، منها على سبيل المثال: صالون بحر الثقافة، مجلس الفكر، صالون الملتقى، نادي أصدقاء نوبل، الصالون المتجول، صالون الأدب الروسي، وغيرها من الصالونات. من جهتها، قالت الدكتورة هديل الحساوي إن الكويت كانت مثل شقيقاتها العربيات فكانت بحق رائدة الثقافة في منطقة الخليج ولكن بعد ثورة المعلومات واختلالات الغث بالسمين في الفكر والأدب وارتماء بعض الأجيال الجديدة في حضن مايسمي «الثقافة الضبابية»، ما استدعى بعض النخب الثقافية لإقامة فعاليات وصالونات أدبية متعددة، إلا أن بعضها فشل ولم يستمر وبعضها تراجع في مساره، وفِي وسط هذا الضجيج الفكري لمعت بقعة ضوء «الملتقى الثقافي» الذي تولدت فكرته عند الروائي طالب الرفاعي الذي كان مهتما بإخراج الإبداع الكويتي من الدائرة المحلية الي الدائرة العربية، وقد دعمه في خروج فكرة الملتقى والصالونات إلى النور مجموعة من النخبة الأدبية، وقد قرر المؤسسون اختيار منزل الأديب الرفاعي مقرا لفعاليات الملتقي، كما حددوا أهداف الملتقي التي تنبثق من رسالة سامية في العمل علي تشجيع ونشر وتأكيد أهمية الإبداع والثقافة والفن الإنساني. وأكدت الحساوي دور الصالونات الأدبية في تكريس مبادئ الحوار، وتسليط الضوء على الأنشطة الفكرية، والثقافية المختلفة، وتزايد أهميتها في ظل ما يسمى بـ«ثقافة الصورة»، المتمثلة في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وطغيان القيم الاستهلاكية على روح العصر. وباعتبارها الوسيلة الوحيدة لعودة زمن الكتاب والثقافة والفكر والابداع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©