السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اللهم لا حسد

6 يونيو 2010 23:52
منذ عقود كان حليم يشدو بأغنيته الشهيرة “ضحك ولعب وجد وحب”، فالإنسان بعد الكد والتعب والعمل، يحتاج إلى الحب والضحك وأيضاً اللعب، وبالطبع الرياضة وسيلة للترويح عن النفس، ولو عاش “العندليب” أيام الاحتراف، والملايين التي وصلت إلى أرقام فلكية للاعبي كرة القدم، لربما غنى لـ”الساحرة المستديرة”، فهي “لعب وضحك ومتعة” في المقام الأول، ولكنها ودعت عالم الهواية بلا رجعة، ودخلت “مغارة” المال، لتصبح الكرة “دجاجة تبيض ذهباً”، وأن تفرض سطوتها دون أن تترك “الفتات” ولو أقل القليل للألعاب الأخرى، التي نالت بجدارة لقب “الشهيدة والمظلومة، وربما “الميتة” جماهيرياً وإعلامياً، ومُعدمة من ناحية المقابل الذي يحصل عليه من يمارسها، حتى لو كان محترفاً، خاصة في أوطاننا نحن العرب، فلسنا مهمومين إلا بكرة القدم، وليتنا تفوقنا فيها على بقية العالم!! لم يكتف لاعبو الكرة بأنهم يمارسون اللعبة للمتعة، سواء الشخصية، أو للمتفرجين، بل وسيلة لجني الملايين، وبدأ الحديث عن الصفقات الخيالية التي تخطت حاجز المائة مليون يورو، بل إن بعضها سوف يتجاوز المائة الثانية، كما تردد بشأن عرض ريال مدريد للحصول على خدمات الساحر ليونيل ميسي الذي فضل البقاء في برشلونة ومعقل كتالونيا. وبالطبع الحديث عن الصفقات الخيالية، التي انتقلت عدواها إلى عالمنا العربي، أصاب الكثيرين بالدهشة، ويتساءل البعض: كيف يتم الصرف لدرجة البذخ على لاعبين أو لعبة في الأساس للترويح عمن يمارسها أو يتابعها؟!! ومنذ أن أعلن الاتحاد الإسباني عن مكافآت لاعبي “الماتادور” في كأس العالم الذي ينطلق بعد أيام في جنوب أفريقيا، قامت الدنيا ولم تقعد، وعلت الأصوات التي تندد وتشجب، فليس من المعقول أو المنطقي أن تصل مكافأة فريق إلى ما يتقاضاه ألف موظف على مدار عام بأكمله!! ويستند المنتقدون في رأيهم إلى أن الكرة مجرد لعبه، كما أن إسبانيا في الأساس تعاني أزمة اقتصادية، وعجزاً مالياً كبيراً في الموازنة العامة للدولة. من المؤكد أن العقل والمنطق يفترضان أن تكون المكافآت معقولة، وهو ما يعني أن الوقت قد حان لوضع حد لـ”غول” الصفقات التي لا يعرف أحد إلى أي مدى يمكن أن تصل إليه، فالتعاقدات تخطت كل الحدود، لدرجة أن مدرب يمكن أن يتقاضى عشرات الملايين سنوياً، وربما يكون الأمر مقبولاً في أوروبا، لأن الأندية تكسب أضعاف ما تنفقه، ولكن كرة القدم في وطننا العربي “موت وخراب ديار”. وفي النهاية أقول إنه عصر “المجنونة” يا عزيزي، واللهم لا حسد. abadi ahmed@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©