السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحّالة في اتجاهات متعاكسة

رحّالة في اتجاهات متعاكسة
1 مايو 2018 22:33
إبراهيم الملا (أبوظبي) استكمالاً لسلسلة الندوات التي ينظمها مشروع «ارتياد الآفاق» بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، استضاف مجلس «كاتب وكتاب» مساء أمس الأول، ندوة بعنوان: «الرحلة المترجمة: الرحلة الشرقية إلى الغرب، والرحالة الغربيون جهة الشرق»، شارك بالندوة عدد من المترجمين والكتاب والروائيون العرب والأجانب وهم الطائع الحداوي، وعبدالنبي ذاكر، ورشيد أركيلة، وثلاثتهم من المغرب وأعضاء بلجنة التحكيم في جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، إضافة إلى مشاركة الشاعرة والمترجمة الإيرانية مريم حيدري، والروائي الألماني ديفيد فاغنر. قدم الندوة وعرّف بضيوفها الشاعر السوري نوري الجراح الذي أشار إلى أن «المركز العربي للأدب الجغرافي» المنبثق من مشروع «ارتياد الآفاق» ،عمل خلال الخمسة عشر عاماً الماضية على إحياء نص الرحلة المكتوب باللغة العربية. وأشار الباحث المغربي عبدالنبي ذاكر في مداخلته إلى أن أدب الرحلة انطلق بداية من المغرب العربي، بحكم موقعه المنفتح على ثقافات مختلفة، وقال إن المرأة المغربية كان لها دور حيوي في تفعيل أدب الرحلات وولادته كحقل تعبيري وثقافي مهم في تاريخ الشعوب، مثل الكاتبة المغربية: فاطمة خليل التي قدمت أول أطروحة دكتوراه في مجال أدب الرحلات، وكذلك نصوص ليلى أبوزيد المتعلقة بأدب الرحلة، والتي تمت ترجمتها للغات الأخرى مثل رحلتها الشهيرة إلى لندن. بدورها، قالت الشاعرة والمترجمة الإيرانية مريم حيدري إنها ترجمت مذكرات الكاتبة: تاج السلطنة، ابنة الشاه ناصر الدين شاه الذي كان أحد ألمع ملوك القاجار في أواسط القرن التاسع عشر، وله رحلة شهيرة إلى أوروبا، امتلكت قيمة أساسية في الأدب الفارسي المعاصر، الذي نقله ناصر الدين شاه من مرحلة المقامات ذات الصيغ اللغوية الصعبة والمعقدة والمطولة، إلى مرحلة النثر المكثف الذي استفاد منه شعراء الحداثة في إيران بعد ذلك. ووصفت حيدري كتاب: «مذكرات تاج السلطنة» بأنه أول نص نثري نسوي في إيران يتطرق إلى حياة البلاط وإلى تفاصيل المجتمع الإيراني في نهايات القرن التاسع عشر، وكانت المؤلفة من أوائل الداعيات إلى حرية المرأة، ومن أولى النساء اللواتي خلعن الحجاب في إيران، كما أنها انتقدت وضع المرأة وسط ضغط التقاليد الاجتماعية الرجعية والتفاسير الدينية المشوشة والمغلوطة. في اتجاه مواز، أشار الباحث والمترجم المغربي رشيد ركيلة إلى أنه ترجم كتاب «رحلة ناصر الدين شاه» من اللغة الفرنسية، ووصفه بالعمل الكبير والمضني من ناحية تتبع التفاصيل المكانية والتعبيرات المكثفة والموجزة التي وصف بعضها بالتعبيرات الإدارية أو التقريرية، وقال إن ناصر الدين شاه كان يعبر عن رأيه في جملة واحدة، وأحيانا بكلمة واحدة. أما الأديب الألماني ديفيد فاغنر، فأوضح أن روايته بعنوان: «حياة» هي قصته الحقيقية التي استمرت معاناتها مدة 12 عاما، ووصفها برواية تتقصّى أثر السفر نحو الذات والتأمل في أحوال المرض وترقب الموت والعودة مجددا إلى الحياة، مضيفا أن الرواية تحكي قصة رجل يعيش بكبد مريضة ينتظر أن يموت أحدهم وهو هنا شخص فرنسي محجوز في السجن ليحصل على كبده وليُمنح فرصة عيش حياةٍ طبيعيّة، ويتابع من على سريره في المستشفى، حوادث السير القاتلة والجرائم وضحايا الحروب، وينتظر، ويحلم بكبده الجديدة. وأشار طه الحداوي آخر المتحدثين في الندوة إلى أن استخدام المقارنات الإثنوغرافية والإنثروبولوجية مهمة جداً عند الحديث عن ترجمة أدب الرحلات من وإلى العربية، وقال إن المناهج الحديثة المتعلقة بتحليل وقراءة كل رحلة مدونة وموثقة على حدة، هي مناهج تتطلب من الباحث جهداً خاصاً وأمانة علمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©