الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمود درويش في «أبوظبي للكتاب»: أنا لغتي.. أنا ما قالت الكلمات

محمود درويش في «أبوظبي للكتاب»: أنا لغتي.. أنا ما قالت الكلمات
1 مايو 2018 22:34
أبوظبي (الاتحاد) نظمت «الموسوعة الشعرية» ندوة نقديّة مخصّصة لقراءة الأثر الإبداعيّ للشاعر الفلسطينيّ محمود درويش تحت عنوان: «أنا لغتي... أنا ما قالت الكلمات». شارك فيها الشاعر اللبنانيّ عبّاس بيضون، والكاتب الجزائريّ وأستاذ الأدب المغاربيّ والأدب المقارن مراد يلّس، واختُتمت بقراءة مسرحيّة لبعض أشعار درويش أدتها الممثّلة والمخرجة العراقيّة نماء الورد. بدأت الندوة بقراءة عبّاس بيضون مداخلة مكرّسة لعمل درويش الشعريّ بعد بيروت. فبعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في 1982 نزح محمود درويش عنها كما هو معلوم. وكان هذا النزوح في نظر بيضون مفصليّاً في حياة درويش وفي شعره، والأرجح أنّه شكّل في شعره نقلة تكاد تكون حاسمة. «لقد تحرّر الشاعر من الإلقاء. تحرّر من قصيدة راهنيّة يتوجّه خطابها إلى جمهور حاضر وتستنفر جمهوراً حاضراً وتقاس على مجاراته، ما يستدعي درجة من التحريض والتعبئة. تحرّر محمود درويش من الجمهور ومن خطابه. لقد صارت قصيدته، حتّى تلك الجماهيرية، ذات سلطة على الجمهور والجمهور يرضى بها وإن تحرّرت من نمطه ومن التوجّه المباشر إليه، ومن تقليب أحوال ومواقف ورسائل ذات إثارة مضمونة له». «من هذه الناحية، أضاف بيضون، انقلبت العلاقة بين الشاعر والجمهور. فالشاعر يتجاسر على أن يسرّب إلى شعره صوراً ونهايات غريبة والجمهور يراعيها فيقبلها وبعد ذلك تغدو من عدّته ومن جهازه. هكذا يتعلّم الجمهور من الشاعر ويتّسع مخزونه. لكنّ ما فعله محمود درويش في هذا المجال هو أنّه ضمِنَ الجمهور وتحرّر منه». أمّا الكاتب الجزائريّ وأستاذ الأدب المغاربيّ والأدب المقارن بباريس مراد يلّس فقد تمحورت مداخلته حول موضوع «الظلّ والنور في عمل محمود درويش». وقد ترجمت المداخلة إلى العربية وقرأتها الدكتورة هناء صبحي، الأستاذة في جامعة السوربون-أبوظبي. بدأت المداخلة بقبسة من كتاب «معذبّو الأرض» للمفكّر الشهير فرانز فانون يقول فيها إنّ «تصفية الاستعمار تعني خلق لغة جديدة، وإنسانيّة جديدة، إنّها خلق بشر جدد». تلتها قبسة ثانية تمثّلت في أبيات للشاعر والروائيّ الجزائريّ محمّد ديب من قصيدته «الظلّ الحارس»: «بعيدة هي لألأة النجوم/‏‏‏ والأرض حولكم في احتلاك/‏‏‏ مظلمة هي البيوت/‏‏‏ التي تكتنف استراحتكم». ثمّ طرح المحاضر سؤالين قال إنّهما يهيكلان مداخلته. فمن جهة، كيف يتهيّأ الأثر الشعريّ وفقاً للمسار الإنسانيّ والثقافيّ والإيديولوجيّ لصاحبه؟ ومن جهة ثانية، وبالنتيجة، كيف يتمكّن الطموح الشعريّ من صون العلاقة الأساسيّة مع مشروع سياسيّ لا يفتأ يغّذي الكتابة وينعشها، إلى حدّ المجازفة بتشويهها أو تقنيعها؟ ثمّ اختتمت الندوة بقراءة ممسرحة لعدد من قصائد محمود درويش من مجموعاته الشعرية الأخيرة قامت بها الممثلّة العراقيّة نماء الورد، وسمّت قراءتها «منادمة عراقيّة مع محمود درويش».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©