شهد ملعب «مجمع ند الشبا الرياضي» أمس حدثا هو الأول من نوعه في العالم، وذلك بتنظيم مباراة ودية في كرة السلة تحت شعار «معا نتكامل»، جمعت منتخبنا لذوي الإعاقة لكرة السلة، وفريق اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك في إطار مبادرة «مجتمعي مكان للجميع»، الهادفة إلى جعل دبي مدينة صديقة لذوي الإعاقة.
وحظيت المباراة بدعم ورعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، الذي حرص على المشاركة بنفسه في المباراة بالانضمام إلى فريق منتخب الإمارات لقيادته في المنافسة الودية، وأخيه سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذي تولى بدوره قيادة فريق اللجنة العليا، وذلك في لفتة كريمة ذات دلالة رمزية نبيلة تعبر عن مدى الدعم الذي توليه حكومة دبي لذوي الإعاقة وضمن كافة المجالات.
وتعد المباراة الفعالية الأولى ضمن سلسلة يتولى تنظيمها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، بالتعاون مع اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف نشر الوعي بالمبادرة التي انطلقت قبيل نهاية العام الماضي، بتوجيهات ورعاية سمو ولي عهد دبي. وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم دعم الإمارات لذوي الإعاقة انطلاقاً من التزام راسخ بتوفير الحياة الكريمة للمجتمع بكافة فئاته دون استثناء، مشيرا سموه إلى حرص الدولة على توفير كافة المعطيات التي من شأنها تحقيق الانخراط الكامل لذوي الإعاقة في المجتمع وتحقيق كافة السبل الكفيلة بتمكينهم وتأكيد فرص اندماجهم في محيطهم الاجتماعي وتفعيل مشاركتهم الإيجابية في تطوير مستقبلهم ومستقبل وطنهم.
وقال سموه: «عندما ينهض المجتمع بمسؤولياته فإن القدرات الفردية تتعاظم وتقترب من تحقيق المعجزات، هذا ما أثبتناه، وهذا ما نأمل أن تحققه مبادرة مجتمعي مكان للجميع، فقد كانت سعادتنا كبيرة بهذه المباراة فهي تجربة حاولنا من خلالها أن نلقي مزيدا من الضوء على هدفنا في إزاحة أي عراقيل وإذابة أي حواجز قد تحول دون إطلاق الطاقة الكامنة لدى هؤلاء المبدعين».
وأعرب سموه عن أمله في أن يتعاون الجميع في تحقيق هذا الهدف النبيل، وقال: «إنها رسالة إلينا جميعا بأننا متساوون وأن ذوي الإعاقة متى أتيحت لهم الفرص فإنهم قادرون على تحدي الإعاقة وعلى الإنجاز بل والتميز، لقد أبرزت المباراة ما يمكن لذي الإعاقة أن يقدمه لمجتمعه من عطاء مؤسس على خبرة ومهارة ومعرفة لا تتوفر للشخص الذي لم يختبر هذا التحدي.. وهو ما ظهر جليا حين قام أعضاء منتخبنا لذوي الإعاقة لكرة السلة بإرشادنا إلى كيفية التعامل مع المقاعد المتحركة وتمرير الكرة وتسديدها».
وكانت الفعالية قد شهدت في قسمها الأول منافسة حامية بين الفريقين، أحدهما بقيادة سمو ولي عهد دبي، والآخر يقوده سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث ما لبثت وتيرة الحماس أن ارتفعت خلال الشوط الثاني من المباراة خصوصا بعد تغيير تشكيلة الفريقين، ودمج قدراتهما، إذ ضم كل فريق أعضاء في منتخبنا لذوي الإعاقة للسلة إلى جانب قسم من أعضاء اللجنة العليا. وفي ختام الفعالية حيا سمو ولي عهد دبي الفريقين، ووجه تحية خاصة إلى أعضاء منتخبنا لذوي الإعاقة للسلة وأثنى على ما أظهروه من مهارة وأداء وصفه بأنه رائع ومشرف وطالبهم بأن يضعوا النجاح دائما نصب أعينهم حافزا لمزيد من التميز في هذه الرياضة كونهم شركاء في المسؤولية تجاه رفع راية بلادنا عالية خفاقة في شتى المحافل الرياضية الدولية ولكي يكونوا دائما قدوة لأقرانهم ونموذجا حيا للقدرة على قهر الظروف الاستثنائية وإثبات الجدارة بأعلى مراتب النجاح.
وشدد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على أهمية نشر الوعي بقدرات ذوي الإعاقة، قائلا سموه: «إن التحدي الذي واجهه فريقنا امس لا يعدو كونه لمحة بسيطة عما يضطر لمواجهته كل يوم إخوة لنا لا يختلفون عنا في شيء سوى أن إطلاق قدراتهم الكامنة والهائلة والتعبير عنها يأتيان بشكل مختلف»، وأضاف سموه: «اعتبر ما يحققونه كل يوم مصدر إلهام لي، إنهم بحق قدوة نعتز بها في الإصرار وتحقيق الإنجازات إنهم فرسان الإرادة». (دبي - وام)
قائد منتخبنا: فرصة للإبداع
وإثبات الذات
أعرب طارق علي عبدالله كابتن منتخبنا لذوي الإعاقة لكرة السلة عن سعادته الكبيرة بالحدث، قائلاً: «نشكر القيادة العليا ممثلة في سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، على هذه اللفتة الكريمة بمشاركة سموهما إيانا في هذه المباراة، وإتاحة الفرصة لنا للإبداع وإثبات الذات، فتحدي اليوم خير دليل على مدى القدرات الكامنة التي يمكن أن تنطلق متى سنحت لذوي الإعاقة الفرص المتكافئة». في الوقت نفسه أثنى جمهور المباراة على فكرتها وما تعبر عنه من رعاية تشمل بها حكومة دبي ذوي الإعاقة واهتمام بتضمينهم في محيطهم، وتمكينهم من المشاركة الإيجابية لتوظيف مهاراتهم التي قد لا تتوافر لدى الكثيرين دونهم، مؤكدين أن مشاركة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، وسمو الشيخ منصور بن محمد، تحمل بين ثناياها رسائل مهمة، القصد منها تثقيف المجتمع وتنبهه إلى ضرورة تعاون الجميع في تمكين ذوي الإعاقة، وتذليل الصعوبات كافة التي قد تواجههم ليكونوا مواطنين نافعين لأنفسهم، ورمزاً للتميز في العديد من المجالات الإبداعية، بما في ذلك المجال الرياضي. (دبي - وام)
لوتاه: ليسوا غرباء
قال حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي «ذوو الإعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي نعيش فيه وهم ليسوا غرباء في هذا المجتمع وإنما جزء أساسي يعيش ويتعايش مع ما تم توفيره لهم من خدمات ونظرتنا لهم بأنهم أناس أسوياء فقدوا السيطرة على جزء أو أجزاء من أجسادهم أعاقتهم قليلًا عن أداء بعض الأمور، ولكن هم في الوقت نفسه أسوياء ولديهم ثقة بالنفس وإرادة قوية تميزهم عن العديد من أفراد المجتمع وذلك بإصرارهم وسعيهم الدؤوب للعيش في المجتمع بكرامتهم وتفاؤلهم». وأضاف «الإعاقة ليست أساسا في الجسد وإنما في التفكير وفي خمول العقل وتوقفه عن أدائه وعدم القدرة على الابتكار فهذه الإعاقة هي التي تمنع الإنسان من الإنجاز والتطور والإبداع، وقد جاءت المبادرة الكريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم دعماً ومساندة وإحساساً بما يجب أن يكون بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وتقريبهم أكثر وأكثر من المجتمع ومن أفراده وطبقاته المختلفة ليحيوا حياة طبيعية كقيمة مضافة إيجابية». (دبي - وام)
الشيباني: الإعاقة الحقيقية تكمن في الحواجز النفسية
قال عبدالله الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي نائب رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق ذوي الإعاقة «إنه تنفيذاً لقانون حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عملنا على التنسيق لهذه المباراة الودية بين منتخبنا لذوي الإعاقة لكرة السلة وفريق من أعضاء اللجنة العليا وذلك لمعايشة التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة في حياتهم اليومية وتعزيز اندماجهم في المجتمع كأفراد قادرين على العطاء والمساهمة بكفاءة».
وأضاف: «ليس بالغريب على قادتنا وشعبنا تشجيع ودعم المبادرات الاجتماعية التي تساهم في تعزيز تماسك وتلاحم المجتمع بكافة أطيافه ونحن مستمرون في تنفيذ المزيد من المبادرات والبرامج لتحقيق الأهداف المرجوة». وتعليقاً على المباراة قال الشيباني: «كانت مباراة حماسية استطعنا من خلالها التأكيد على أن الإعاقة الحقيقية تكمن في البنية التحتية والحواجز النفسية وأنه متى ما تم تأهيل المجتمعات بالشكل السليم والحد من نظرة الشفقة والعطف تجاههم فإن ذوي الإعاقة قادرون على العيش بكرامة واستقلال مثلهم مثل أي شخص آخر في المجتمع».
وأكد أن الفعالية هي الأولى ضمن سلسلة فعاليات أخرى تنظمها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بالتعاون مع اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف نشر الوعي بمبادرة «مجتمعي مكان للجميع» من أجل دعم وتعزيز الجهود الحالية للإمارة في مجال تمكين ذوي الإعاقة وضمن إطار شامل يساهم في تعزيز فاعلية المشاريع والمبادرات القائمة وتفعيل الشراكات مع القطاع الخاص واستحداث المزيد منها وفق رؤية ترمي إلى تعظيم مشاركة وإدماج ذوي الإعاقة في المجتمع. (دبي - وام)
منصور بن محمد:
تحويل دبي لمدينة صديقة لذوي الإعاقة يتطلب تكاتف الجميع
أشار سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إلى أهمية المشاركة المجتمعية الحقيقية في تمكين ذوي الإعاقة ومنحهم الفرصة الكاملة لإثبات جدارتهم كعنصر قادر على التطوير الإيجابي في المجتمع، وقال: «هذه بلا شك خطوة أولى في رحلة الألف ميل التي نمضي فيها معا، إننا واثقون من أن مقصد رحلتنا كمجتمع ستكون حياة أفضل ورفاها لإخوتنا من ذوي الإعاقة إلى جانب أسرهم وأصدقائهم». وتطرق سموه إلى إصدار دبي لقانون يحمي حقوق ذوي الإعاقة من التمييز والإساءة والإهمال والاستغلال بما تحمله هذه الخطوة من دلالة وأهمية، وقال: «القانون ثمرة الدعم الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لفئة ذوي الإعاقة ونتيجة التعاون مع هيئة تنمية المجتمع». وأضاف سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم: «إن تحويل دبي إلى مدينة صديقة لذوي الإعاقة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تكاتفت جهود الجميع وأعني بالجميع هنا كافة مؤسسات القطاع العام والخاص إلى جانب كافة أفراد المجتمع على اختلاف مشاربهم وعملوا على أن يضمنوا ألا يشعر ذو الإعاقة بأنه مختلف وإن اقتضى هذا الأمر تغييرا في قوانيننا وممارساتنا وسلوكياتنا اليومية». وقام سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم بتوقيع ميثاق مبادرة «مجتمعي مكان للجميع» تأكيداً لتعهد دبي تجاه حماية ودمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. (دبي - وام)
عدد اليوم
