نيويورك (رويترز) - أظهر تقرير أمس أن وتيرة نمو قطاع الخدمات الضخم في الولايات المتحدة تباطأت في مارس الى أدنى مستوى في 7 أشهر مع تراجع الطلبيات الجديدة ومعدلات التوظيف.
وقال معهد إدارة التوريدات إن مؤشره للخدمات هبط الى 54,4 نقطة الشهر الماضي من 56 في فبراير، مسجلا أضعف قراءة منذ أغسطس. وتراجع مؤشر الطلبيات الجديدة إلى 54,6 من 58,2 بينما هبط معدل التوظيف الى 53,3 - وهو أضعف مستوى منذ نوفمبر - من 57,2 في فبراير.
من جانب آخر، ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر الأسبوع الماضي مما يشير إلى أن انتعاش سوق العمل فقد بعض قوته الدافعة في مارس.
وقالت وزارة العمل أمس إن الطلبات الجديدة لإعانة البطالة الحكومية زادت 28 ألفا إلى 385 ألفا بعد تعديل لأخذ العوامل الموسمية في الحسبان وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر.
وهذا ثالث أسبوع على التوالي ترتفع فيه الطلبات. وجاءت هذه البيانات بعد تقرير أظهر أمس الأربعاء أن القطاع الخاص أضاف في مارس أقل عدد من الوظائف في خمسة أشهر مما يشير إلى ضعف في نمو الوظائف بعد تسارع الوتيرة في فبراير.
وكان اقتصاديون قد توقعوا في استطلاع أجرته رويترز تراجع طلبات إعانة البطالة إلى 350 ألفا الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى، أظهر تقرير اقتصادي أن الولايات المتحدة وفرت 387 ألف وظيفة مدير في حين خسرت حوالي مليوني وظيفة مكتبية منذ 2007 بسبب تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة كبديل للعمالة المكتبية مما دفع الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة إلى أزمة أعمق.
وقسمت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي قوة العمل في الولايات المتحدة إلى 821 وظيفة من غسيل الأطباق إلى موظفي المكتبات. وقد أظهرت البيانات تحولات هيكلية أدت إلى زيادة التفاوت في الدخول خاصة مع وصول معدل البطالة إلى 7,7% حاليا.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن هذه الأرقام تفسير لماذا انخفض دخل الأسر المتوسطة في الولايات المتحدة بنسبة 5,6% منذ يونيو 2009 إلى 51404 دولارا سنويا رغم تعافي الاقتصاد. في الوقت نفسه فإن العشرة في المئة الأعلى دخلا من الأميركيين جنوا ثمار تعافي الاقتصاد. وكانت تقارير إخبارية ذكرت مؤخرا أن أعداد العاملين في 42 ولاية أميركية سجلت زيادة خلال فبراير الماضي في حين انخفض معدل البطالة في 22 ولاية خلال الشهر نفسه وهو ما يشير إلى تحسن واسع النطاق في سوق العمل الأميركية.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية أن عدد العاملين المسجلين في ولاية تكساس التي تصدرت القائمة زاد بمقدار 80,6 ألف عامل وهي أكبر زيادة منذ 1982، وفي المركز الثاني جاءت ولاية كاليفورنيا حيث زاد فيها عدد العاملين بمقدار 41,2 ألف عامل، في الوقت نفسه سجلت ولايات رود أيلاند وفيرمونت وكاليفورنيا ونيوجيرسي أكبر تراجع في معدلات البطالة.
كانت وزارة العمل الأميركية قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الماضي أن أصحاب العمل في الولايات المتحدة وظفوا خلال فبراير الماضي 236 ألف عامل وهو ضعف عدد الموظفين الجدد المسجل في يناير الماضي وكان 119 ألف عامل.
وأشارت وكالة بلومبرج إلى أن تحسن ظروف سوق العمل الأميركية تفسر تحسن الإنفاق الاستهلاكي المسجل خلال الفترة الأخيرة رغم زيادة الضرائب على الأجور بمقدار نقطتين مئويتين. ويمثل الإنفاق الاستهلاكي حوالي 70% من إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد الأميركي أكبر اقتصاد في العالم. ونقلت الوكالة عن روسل برايس كبير محللي الاقتصاد في مؤسسة أمريبرايز فاينانشال للاستشارات المالية أن “ظروف سوق العمل تواصل التحسن وأن المستهلكين يظهرون قدرا كبيرا من المرونة”.
من جانب آخر، أظهرت بيانات حكومية أول أمس أن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة قفزت الأسبوع الماضي الى أعلى مستوى منذ 1990 بينما أذكت بيانات اقتصادية ضعيفة القلق بشان الطلب على الطاقة في أكبر مستهلك للخام في العالم.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في احدث تقرير أسبوعي إن مخزونات النفط في الولايات المتحدة زادت بمقدار 2,71 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل الى 388,62 مليون برميل وهو أعلى مستوى لها منذ 1990 وقريبة من أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 391,9 مليون برميل الذي سجلته في 1982.
عدد اليوم
