الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون إلى التسامح والتعاون في بناء الإنسانية ونشر الخير والفضيلة

خطباء الجمعة يدعون إلى التسامح والتعاون في بناء الإنسانية ونشر الخير والفضيلة
2 يناير 2010 03:01
أكد خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس أن الله تعالى جعل الإيمان بجميع المرسلين ركناً لازماً للإيمان، فقال سبحانه وتعالى «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله». وقال صلى الله عليه وسلم «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة. قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين». ودعا الخطباء إلى تأمل سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، والخلفاء من بعدهم على مر التاريخ، حيث صور التسامح الديني ظاهرة وجلية، حاثين على التعاون في بناء الإنسانية ونشر الخير والفضيلة، لينعم الجميع بالأمن والسلام.وشدد الخطباء على أن الإسلام يحترم جميع الأنبياء، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أولى الناس بعيسى، الأنبياء أبناء علات، وليس بيني وبين عيسى نبي. ومعنى أبناء علات أي أن أمهاتهم مختلفة وأباهم واحد، والمقصود أن الأنبياء إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة.وذكّروا بأن رسالة سيدنا عيسى عليه السلام تضمنت تصديقاً لمن كان قبله من الأنبياء، وبشارة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى «وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد». وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة إن الله تعالى أرسل إلى الناس رسلاً يهدونهم سبل السلام ويبصرونهم بطريق الحق، وقصَّ علينا قصصهم لنأخذ منها الدروس والعبر. قال تعالى «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب». وأضاف الخطباء: ومما قصه الله تبارك وتعالى علينا في القرآن الكريم، نبأ سيدنا عيسى عليه السلام الذي ولد من أم طاهرة عفيفة اصطفاها الله على نساء العالمين. قال سبحانه «واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً، فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا».وتابع الخطباء: تعجبت مريم عليها السلام أن يكون منها غلام دون أن يمسها أحد من البشر، كما جاء على لسانها في قوله تعالى «قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا، قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا».وأوضح الخطباء أن الله عز وجلّ أظهر قدرته في خلق البشر، فقد خلق آدم عليه السلام من طين وسواه بيده ونفخ فيه من روحه، وخلق حواء من ضلع آدم، وخلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب، قال تعالى «إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون».وبيَّن الخطباء أن مشيئة الله تعالى تحققت لمريم عليها السلام فحملته فانتبذت به مكانا قصيا، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. ولفت الخطباء إلى المحنة العصيبة التي عاشتها مريم عليها السلام عندما اتهمها قومها، قال تعالى «فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا، يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا، فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا.» وأشاروا إلى أن الله سبحانه عندئذ أنطق عيسى عليه السلام، وهو طفل صغير، كما جاء على لسانه في قوله سبحانه وتعالى «قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا، والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا». ولفت الخطباء إلى أن الله تعالى أيّد عيسى عليه السلام بمعجزات كثيرة كما جاء في القرآن الكريم «وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني» وأكد الخطباء أن الله تعالى كرّم سيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم وعائلته آل عمران، ففي القرآن الكريم سورة مريم وسورة آل عمران وسورة المائدة. ونوه الخطباء إلى أن المائدة إحدى معجزاته عليه السلام، وهذا ما يدل على أن الإسلام يحترم جميع الأنبياء، فالإيمان بهم ركن من أركان الإيمان، وقد سجل التاريخ الإسلامي أروع الأمثلة في التسامح الديني مع غير المسلمين، فتراهم يعيشون في كنف المسلمين ترعاهم ذمة الله تعالى، ويتمتعون بالحرية في ممارسة شعائرهم، ويقومون بواجبهم في خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©