لندن، باريس (رويترز) - ارتفع مزيج برنت أمس بعد تراجعه لأقل مستوى في خمسة أشهر في الجلسة السابقة، لكن الأسعار ظلت قرب أقل مستوياتها هذا العام إذ أثرت بيانات ضعيفة وارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة سلباً على آفاق الطلب.
وجاء انخفاض أسعار النفط الأربعاء بعد تقرير الوظائف الأميركية الذي أظهر تراجع التوظيف في القطاع الخاص عن المستوى المتوقع في مارس، كما أضاف ارتفاع المخزونات النفطية الأميركية لأعلى مستوياته في 1990 المزيد من الضغوط النزولية ما بدد أي آمال في انتعاش قوي في الطلب على النفط في أكبر مستهلك في العالم.
وبحلول الساعة 0631 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر عقود خام برنت تسليم مايو 36 سنتا إلى 107,47 دولار للبرميل، مرتفعا أقل من دولار عن أدنى مستوى له هذا العام 106,78 دولار الذي سجله أمس.
ونزل برنت أكثر من 3% في الجلسة السابقة في أكبر خسارة يومية منذ بداية نوفمبر. وارتفع سعر عقود الخام الأميركي الخفيف تسليم مايو 6 سنتات إلى 94,51 دولار للبرميل بعدما هوى نحو 3% في الجلسة السابقة في أكبر تراجع له منذ شهور.
استثمارات الطاقة
من ناحية أخرى، قال عبدالله البدري الأمين العام لأوبك أمس إن المستوى الحالي لأسعار النفط لا يضر بالاقتصاد العالمي بل على العكس يساعد في تعزيز استثمارات الطاقة.
وبلغ متوسط أسعار النفط نحو 110 دولارات للبرميل هذا العام، وبعد مؤشرات أولية على استقرار الاقتصاد العالمي شهد الشهر الماضي سلسلة من التراجعات مع تعثر الانتعاش في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال البدري في مؤتمر للنفط في باريس “نعتقد أن المستويات الحالية للأسعار تدعم مستقبل الطاقة الذي نرسمه ولن تضر الاقتصاد العالمي.. سعر النفط كما نراه الآن مريح للمنتجين والمستهلكين”. وأضاف البدري “إذا انخفضت أسعار النفط عن مستويات معينة فسيجد الكثير من المستثمرين أن مشروعاتهم لم تعد قابلة للنمو والتطور”.
ووفقاً لمسح أجرته “رويترز” الأسبوع الماضي، فإن إنتاج أوبك في طريقه ليسجل هذا الشهر أدنى مستوياته منذ أكتوبر الأول 2011، بسبب اضطرابات في ليبيا وتسرب في خطوط أنابيب في نيجيريا وتوقف التصدير من وقت لآخر في العراق.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء النفط في الدول الأعضاء في أوبك يوم 31 مايو في فيينا لبحث السياسة الإنتاجية للمنظمة في النصف الثاني من العام.
سقف الإنتاج
وقال عبدالله البدري إن المنظمة راضية عن سقف الإنتاج الحالي الرسمي البالغ 30 مليون برميل يوميا من النفط، وذلك قبل اجتماع أوبك الشهر القادم لوضع سياسة الإنتاج.
وقال البدري إن الدول الأعضاء في أوبك لن تبحث مسألة تحديد حصة إنتاج للعراق حتى عام 2014. واستثنت أوبك العراق لأعوام عديدة من اتفاقات حصص الإنتاج.
من جانب آخر، خفض بنك باركليز بشكل حاد توقعاته لسعر النفط ليصبح أحدث البنوك الكبرى النشطة في سوق السلع الأولية التي تتخلى عن توقعاتها لارتفاع الأسعار مع زيادة الإنتاج الأميركي وضعف الطلب العالمي.
وقال محللون من باركليز في مذكرة بحثية “نظام الإمدادات العالمي على وشك استيعاب النمو المتوقع في الطلب العالمي من دون ضغوط كبيرة”. وأضافت المذكرة أن حلا سريعا لأزمة إيران وتعافي صادراتها وبطء تعافي الصين، أو تعثر التعافي الوليد للطلب الأميركي على الخام عوامل يمكن أن تؤدي لخفض سعر النفط.
انخفاض الاسعار
وقال باركليز إنه يتوقع الآن أن يبلغ متوسط سعر برنت 112 دولاراً للبرميل في 2013 انخفاضاً من توقعات سابقة قدرها 125 دولارا. ويتوقع البنك أن يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 95 دولارا في المتوسط مقارنة مع توقعات سابقة بلغت 108 دولارات للبرميل.
وتوقع كومرتسبنك الألماني متوسطا لسعر برنت قدره 119 دولارا للبرميل في 2013 في حين يتوقع بي.ان.بي باريبا متوسطا يبلغ 115 دولارا للبرميل.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت تراجعت أكثر من دولار للبرميل، أمس الأول، مع زيادة المخزونات في الولايات المتحدة، أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.
وكان سعر النفط قد بدأ التراجع باتجاه 110 دولارات للبرميل، صباح أمس الأول.
وعانت الأسعار من ضغوط إضافية جراء بواعث القلق بشأن توقف طويل لخط أنابيب في الغرب الأوسط، مما أفضى إلى تضخم المخزونات قرب نقطة التسليم لعقود الخام الأميركي في كاشنج بولاية أوكلاهوما.
عدد اليوم
