هناء الحمادي (أبوظبي)
سخروا وقتهم للترافع عن القضايا، فالعدل في حياتهم المهنية أساس الحكم.. ورغم مشاغلهم الكثيرة والقضايا التي تملأ أروقة المحاكم وملفاتهم لم يغفلوا الجانب الخيري في حياتهم، للترافع عن الضعفاء وأصحاب الدخل المحدود، الذين لا يحتاجون المال أكثر من حاجتهم للمساعدة القانونية، خاصة خلال الشهر الكريم.. وتزامناً مع عام الخير احتفت جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين بمبادرة 2017 عاماً للخير، حيث تسابق الكثير من المحامين بتقديم مبادرات مجتمعية وخدمات لغير القادرين في عام الخير.
برنامج شور
ويقول محمد الغفلي، محامٍ ومستشار قانوني: «إننا في دولة الإمارات نعيش في وسط أسرة واحدة كبيرة، الأمر الذي دفع أفراد المجتمع للتسابق في عمل الخير والتطوع محاولين رد الجميل للدولة، وتزامناً مع عام الخير وشهر رمضان تسارعت الكثير من المبادرات المجتمعية للمحامين والقانونيين في الدولة من أجل تقديم الكثير لدعم غير القادرين، ومن أهم المبادرات التي تنوعت في المحاماة تقديم الاستشارات القانونية لبعض الأفراد أصحاب الدخل المحدود، وكذلك إعداد صحائف الدعاوى والمذكرات بشكل مجاني، وفِي بعض الأحيان الدفاع عن بعض المتهمين في قضايا كيدية من أصحاب الدخل المحدود، وذلك بأخذ توكيل منهم والحضور معهم أمام النيابة أو أمام المحكمة بمختلف درجاتها، وكذلك المرافعة والدفاع عنهم أمام تلك المحاكم».
وأشار إلى أنه يوجد شريحة كبيرة من زملائه المحامين يقومون بالأمر نفسه، بل يوجد ما يزيد على 81 مكتب محاماة في دبي مشتركين في «برنامج شور» لدى محاكم دبي، موضحاً أن البرنامج أضاف له خبرات كبيرة في حياته، حيث يركز البرنامج على تقديم استشارات مجانية من دون عدد ساعات محددة لمختلف المتقاضين في مختلف القضايا، سواء كانت مدنية أو جزائية أو عمالية أو أحوال شخصية، وقد أقامت محاكم دبي مؤخراً حفل تكريم للعديد من مكاتب المحاماة المشاركة في «برنامج شور»، تقديراً لما قدمته هذه المكاتب من عمل خيري.
وقال «دائماً ما نرحب بأية أعمال تطوعية تساهم في خدمة المجتمع وأفراده، ولنا العديد من الاستشارات القانونية المجانية المنشورة في مختلف الجرائد والمجلات، وكذلك المشاركة في مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية المعنية بنشر الثقافة القانونية، بالإضافة إلى المجالس الرمضانية، وقد شاركت في أكثر من مرة في برنامج وزارة الداخلية «ثقافة احترام القانون»، كما أن لدي صفحة شبه دائمة في إحدى المجلات نطرح فيها الكثير من المواضيع القانونية التي تهم المجتمع، كل ذلك مجاناً، رافعاً شعار «مهما تطوعنا وقدمنا أعمال الخير فلن نوفي هذا الوطن حقه علينا».
تحقيق أمنية يتيم
وتسعى المحامية ريما الجرش لإضفاء أجواء ممتزجة بالسعادة وإدخال البهجة في قلوب الأيتام من خلال مبادرة «تحقيق أمنية يتيم»، حيث استطاعت في عالم الخير أن تشكل فريق الخدمة المجتمعية لتحقيق أكبر قدر من أمنيات الأيتام من خلال المشاركة مع مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي.. وريما مستشارة قانونية ولديها مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية عضوة في جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين، رئيسة فريق الخدمة المجتمعية، ترى أن هذه المبادرات المجتمعية والإنسانية تدعم أواصر المجتمع في البذل والعطاء والخير، مشيرة إلى أن مبادرة تحقيق أمنية رسمت الفرحة على وجوه الكثير من الأيتام، فقد تمكن الفريق من تحقيق أمنية 30 يتيماً، وذلك وفق خطة تهدف لزيادة العدد إلى 200 طفل حتى نهاية 2017.
وأوضحت أن الأمنيات كانت متنوعة، وعبرت عن أنماط تفكير مختلفة لدى الأبناء، وكشفت عن مواهبهم واهتماماتهم ورغبات وأمنيات ارتسمت في مخيلاتهم، وقد عبر الأطفال عن احتياجات تمنوا الحصول عليها، رغم أنها لا تكلف الكثير.. وتقول الجرش إن هناك أطفال تمنوا الحصول على ألعاب إلكترونية، مثل البلاي ستيش، ونظارات، والدراجات الهوائية، وعطورات وملابس، ورغم بساطة تلك الأمنيات في ذاكرة اليتامى فإننا نراها بالنسبة لهم أحلاماً تسعدهم حين تتحقق، وبالفعل لم يتوان الفريق عن توفير كل تلك الأمنيات التي بمجرد حصولهم عليها ظهرت البسمة على شفاههم، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تغرس روح التكاتف والتكافل بين أفراد المجتمع لتحقيق أمنية لأبنائنا الأيتام، خاصة خلال الشهر الكريم لأنها تمنح الأيتام إحساساً بأن الجميع يقف إلى جوارهم ويدعمهم في مسيرة حياتهم».
وبينت أنها لها مبادرات خيرية أخرى، مثل تقديم الاستشارات القانونية مجاناً لـ «أصحاب الهمم»، و«نشر الثقافة القانونية» عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
قافلة الخير
وعبر المحامي عبدالله محمد سلمان عن سعادته باختيار 2017 ليكون عاماً للخير، لأن ذلك يعكس النهج الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني وتقديم الخير للجميع دون مقابل، وانطلاقاً من ذلك تسابقت أيادي الخير لترسيخ هذا المفهوم لدى شريحة كبيرة من المحاميين القانونيين، حيث انطلقت الكثير من المبادرات المجتمعية التي تدعم عام الخير، خاصة خلال رمضان.
ويقول، «تعددت المبادرات وتنوعت الخدمات المجتمعية، التي تبرز الاهتمام بالأعمال الإنسانية، ونشر الخير في المجال القانوني، وقد انتهزنا هذا المناسبة للمشاركة في أعمال الخير من خلال تقديم الاستشارات القانونية، والحضور، وتمثيل الناس في مختلف القضايا من دون مقابل كأقل شيء يمكن تقديمه لدولتنا وللناس الذين بحاجة إلى الدعم والمساعدة القانونية، بجانب الانضمام لمبادرة «شور» التي أطلقتها محاكم دبي، والهادفة إلى تعزيز ثقة المجتمع بالنظام القضائي من خلال تقديم استشارات مجانية حول مختلف القضايا والدعاوى بإشراف نخبة من المحامين المختصين، حيث يستهدف «شور» في عام الخير تقديم الخدمة المجانية لـ 1000 متعامل من خلال 81 مكتب محاماة معتمد في دبي، وذلك بمشاركة محامين متخصصين يتطوعون لهذه الغاية».
وأشار إلى إبرام اتفاقية مع جمعية بيت الخير لتولي القضايا والاستشارات وتقديم العون لمن يحتاج من دون مقابل، على اعتبار بأنهم من المحامين الأوائل في هذه المهنة وتشجيعاً لبقية المحامين في الانخراط في أعمال الخير، في ظل تشجيع جمعية الإمارات للمحامين على المشاركة في الأعمال الإنسانية من خلال طرح البرامج والمبادرات الخيرية، مبيناً أنه ستكون هناك مبادرة «قافلة الخير» والتي تضم عدداً كبيراً من المحامين المشاركين، تتويجاً لجهود الجمعية في هذا المجال.
عدد اليوم
