الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبيدة بن الحارث.. الأمير الشاعر

7 يونيو 2017 20:08
سلوى محمد (القاهرة) عبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى بأبي الحارث، ولد في مكة عام 61 قبل الهجرة، له عشرة من الولد، أخواه الطفيل والحصين رضي الله عنهما، أول شهيد من أهل بيت النبي. من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يجله ويحبه تعظيما لمقامه رغم أنه يكبر النبي بعشر سنين، من أوائل الذين سارعوا إلى اعتناق الإسلام، حيث كان من الثلاثة عشر رجلاً وامرأة الذين أسلموا بعد الاثنين والعشرين الأوائل. قاد أول سرية في الإسلام، بعد أن اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم أميراً لها، تضم ستّين رجلاً من المهاجرين، وليس فيهم من الأنصار أحد، وعند بطن رابغ بالحجاز لقوا جمعاً عظيماً من مشركي قريش كان على رأسهم عكرمة بن أبي جهل، ووقف الفريقان موقف المتحاربين ولكن لم يدر بينهما قتال. كما اختاره النبي مع الإمام علي وعمه حمزة بن عبدالمطلب لمبارزة أبرز ثلاثة مقاتلين من قريش، وهم عتبة ابن ربيعة وأخوه شيبة مع ابنه الوليد بن شيبة، واجه عبيدة بن الحارث قطباً قاسياً من أقطاب المشركين، وهو عتبة فطعن كل منهما الآخر، وضرب عبيدة عتبة ضربة قاضية فأرداه صريعاً، وجرح عبيدة جراحات بليغة وانفصلت ساقه وحُمل إلى الرسول فلما دخل عليه أضجعه فوضع رأسه على ركبته وجعل يمسح الغبار عن وجهه، فقال عبيدة أما والله يا رسول الله لو رآك أبو طالب لعلم أني أحق بقوله منه حين يقول: وتسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل ويقول عبيدة: يا رسول الله، ألست شهيداً فأجابه النبي: «بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي»، ونزلت دموع النبي متأثراً فأنشأ عبيدة ليخفف ألم الرسول: ستبلغ عنّا أهل مكّة وقعة يهب لها من كان عن ذاك نائيا بعتبة إذ ولّى وشيبة بعده وما كان فيها بكر عتبة راضيا فإن تقطّعوا رجلي فإنّي مسلم أرجي بها عيشاً من الله دانيا مع الحور أمثال التماثيل أخلصت مع الجنّة العليا لمن كان عاليا وبعث بها عيشاً تعرقت صفوه وعالجته حتّى فقدت الأدانيا وأكرمني الرحمن من فضل منة بثوب من الإسلام غطّى المساويا ويوم الخندق قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللّهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبدالمطّلب يوم أُحد، وهذا عليَّ فلا تدعني فرداً وأنت خير الوارثين. توفى وهو ابن ثلاث وستين سنة في غزوة بدر متأثراً بجراحه، نزلت فيه وفي أصحابه آية: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 154».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©