الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق الطيور والحيوانات حديقة أليفة

سوق الطيور والحيوانات حديقة أليفة
9 أغسطس 2008 23:51
يهوى عادل محمد تربية الحيوانات· وفي فناء منزله العديد من الأقفاص التي يحوي كلّ منها نوعاً مختلفاً، هذا للعصافير وذاك للببغاء، وآخر للحمام، والبطّ، والدجاج، إضافة إلى القطط والكلاب· يرتاد عادل سوق الطيور بين الفينة والأخرى، لا لشراء متطلبات حيواناته من الغذاء وحسب، وإنما لمتابعة الأخبار والاطلاع على أحدث ما وصلت إليه من أنواع الحيوانات· يتنقل من محلّ إلى آخر باحثاً عن طيور بألوان مميزة، ليشتريها ويضمّها إلى المجموعة التي يملكها في منزله· فبالنسبة إليه، امتلاك عشرة ببغاوات غير كافٍ· يبتسم: ''أبحث في السوق عن ألوان جميلة، فأنا أحبّ طائر الببغاء لشكله ولونه وصوته''· محال متلاصقة يقع سوق الطيور في منطقة الميناء في مدينة أبوظبي· بناء حديث الشكل يضمّ مجموعة محال متلاصقة، عددها ثلاثة عشر، تختص في بيع الطيور والحيوانات الأليفة: أسماك، كلاب، قطط، سلاحف، ثعابين، فئران، أرانب، غزلان، حمام، وببغاوات· تؤمه الزبائن، من هواة تربية الحيوانات، من ساعات الصباح الباكر، عند افتتاحه في الثامنة والنصف وحتى العاشرة مساءً· يقول عادل: ''إنه سوق جميل، ومكانه مناسب، وأنا من زبائنه الدائمين، أشتري الحيوانات كلّما سنحت لي الفرصة، وأمتلك في منزلي ثمانية كلاب، وستّ قطط، وعشرة ببغاوات، وبطتين، وثلاث دجاجات· أضع كلّ نوع منها في قفص خاصّ، ولدي عامل يقوم على العناية بها باستمرار''· العناية بالحيوانات، بحسب عادل، ''ليست صعبة ولا مكلفة''· لكنّ المكلف برأيه، هو أسعارها، ''فقد شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً، نظراً للتشدد في عملية الاستيراد، خصوصاً مع شيوع مرض إنفلونزا الطيور إذ بات المعروض من الحيوانات في الأسواق محدوداً''· لذلك، يضطر عادل، مثل غيره من الهواة، إلى استيراد الأنواع التي تفتقر إليها أسواق الدولة، وبخاصة أنواع الكلاب· يتجوّل محمد عبيد بين المحال في السوق لشراء هدية مناسبة يقدّمها لوالدته قبل أن يغادرها مسافراً: ''تحبّ والدتي الحيوانات وتعتني بها، ولديها قطط وكلاب في المنزل· وهذه المرة أريد أن أهديها نوعاً محدداً من الطيور''· ينظر محمد إلى الطيور ويقارن بين الأشكال والألوان، فيقع اختياره على ''عصفور الجنّة''· وتبدأ مهمة انتقاء القفص المناسب بعد ذلك· ومن بين مجموعة الأقفاص مختلفة الأشكال والأحجام المعروضة في المحلّ، يختار محمد أحدها، ذهبي اللّون، يضع في داخله عشّاً من القشّ، ثم يشتري الطعام للعصافير وينطلق لمفاجأة الوالدة بالهدية· أما حمدة و''ربيعاتها'' نور وأمل، فقد كنّ يبحثن عن أرانب لشرائها، لكن عددها في المحال محدود· تقول حمدة: ''نحن من رواد السوق، نتردد عليه باستمرار، ونشتري القطط والكلاب، والسلاحف، والدجاج، والحمام، وكذلك الجمال، ونعتني بها بأنفسنا· فهي حيوانات موجودة في بيئتنا واعتدنا على وجودها في منازلنا منذ الصغر''· وبالرغم من إعجابهن بموقع السوق وإمكانياته ونظافته ونظافة المعروض من الحيوانات فيه، إلا أن الصديقات أجمعن على أنه يفتقد إلى العديد من الأنواع، التي يجدها الزبائن في أسواق أخرى في الدولة، مثل سوق الشارقة· موسم متأرجح تختلف الحركة في سوق الطيور والإقبال عليه من وقت إلى آخر، بحسب الفصول وأمزجة الزبائن، لكن أصحاب المحالّ يجمعون على أن موسم البيع ينشط شتاءً· وتكثر الطلبات بشكل خاصّ على العصافير الصغيرة الملّونة، إذ يشتريها الأهل لأطفالهم· يقول محمود عبدالجبار، بائع في أحد المحال: ''كان البيع في السابق أفضل، قبل انتشار مرض إنفلونزا الطيور· والآن ارتفعت الأسعار وتدنى عدد الزبائن، وأصبحت الأنواع المرغوبة باهظة السعر· فعلى سبيل المثال، يبلغ سعر زوج الحمام من نوع أبو فوطة، 1500درهم، كونه يستورد من الخارج· أما الكلاب فيصل سعر بعض أنواعها إلى عشرة آلاف درهم· ويشير عيسى محمد، وهو بائع حيوانات يعمل في المهنة منذ عشر سنوات، إلى أن ''زبائن السوق معروفون، وأكثريتهم من العرب ومواطني الدولة، الذين يقبلون على شراء القطط والكلاب، والسلاحف''· وبالرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أن زبائن السوق، يضيف، ''ما زالوا حريصين على الشراء ولم ينقطع هواة تربية الحيوانات عن شرائها واقتنائها في منازلهم ومزارعهم''· وإذا كان بيع الحيوانات يمر بمد وجزر، فإن موسم بيع الأسماك لا يتوقف، إذ يقبل الزبائن على شراء الأسماك والأحواض باستمرار· يقول محمد سليمان، وهو صاحب محلّ في سوق الطيور، يعمل في المهنة منذ ثماني سنوات: ''لقد تغيّر مكان سوق الطيور أكثر من مرة في العاصمة أبوظبي، حتى استقر أخيراً في منطقة الميناء، وهو جميل وبناؤه حديث ونظيف، لكن حركة الشراء انخفضت عن السابق''· ونتيجة ذلك تخصص محمد في بيع أحواض السمك، الصيني منها والمحلّي، مع أنها باهظة الثمن أيضاً، إذ تصل أسعار البعض منها إلى 15 ألف درهم، طبعاً بحسب النوع والحجم· خطة التطوير يشير خليفة الرميثي، رئيس قسم المسالخ والرقابة البيطرية بإدارة الصحة العامة التابعة لبلدية أبوظبي، إلى أن العمل جارٍ لإنشاء سوق جديدة متطوّرة في منطقة الوثبة، وتضم هذه السوق، التي يتم افتتاحها مطلع العام المقبل، محالَّ لبيع مختلف أنواع الطيور والمواشي، بالإضافة إلى مسلخ كبير·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©