الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«لوكاريه» يصر على الكتابة فقط وعدم السعي إلى الشهرة

«لوكاريه» يصر على الكتابة فقط وعدم السعي إلى الشهرة
8 ابريل 2011 22:42
أعلن مؤخراً في بريطانيا أن الروائي البريطاني “جون لوكاريه” أو كما يطلق عليه في الغرب “عميد رواية الجاسوسية” طلب من لجنة التحكيم رفع اسمه من لائحة الأسماء المرشحة للفوز بجائزة مان بوكر العالمية لسنة 2011. ويعد هذا الرفض من لوكاريه الأول في تاريخ الجائزة البريطانية، التي تأتي الثانية في الترتيب عالمياً بعد جائزة نوبل للأدب، التي ترفض فيها شخصية أدبية الترشح لنيلها. الجائزة كما هو معروف تمنح كل عامين لأحد الكتاب الأحياء، وهي مخصصة لأعمال مكتوبة باللغة الإنجليزية أو مترجمة إليها، ومن بين الحاصلين عليها شينوا اتشيبي واليس منر وإسماعيل كداري. وكان لوكاريه البالغ تسعة وسبعين عاماً، والحاصل على جوائز أدبية عدة منها جائزة “جيمس تيت التذكارية” لسنة 1977 عن رواية “التلميذ المحترم” ، قد برر قراره حسب وكلائه، بنيته عدم الدخول في أي منافسة على جوائز أدبية، على الرغم من سعادته بترشيحه للجائزة وعلى الرغم من قبوله سابقاً العديد من الجوائز. وفي مقابلة خاصة مع “سي بي اس نيوز” صرح بأن أموره “تسير على ما يرام” وبينما هو يقارب الثمانين عاماً، فإن ما يريده هو أن يكتب، لا أن يسعى إلى الشهرة مطلقاً. أسماء وأشكال روائية مهمة تضمنتها هذه المرة القائمة القصيرة للمرشحين الثلاث عشرة للجائزة، التي تأسست سنة 1968، منهم الأميركي “فيليب روث” مؤلف رواية “وداعاً كولومبس” سنة 1959 و“مؤامرة ضد أمريكا” سنة 2004، والروائي الكندي الهندي المولد “روهنتون مستري”، والروائية الصينية “وانغ اني” مؤلفة “أغنية حزن أبدي” سنة 2008 . في حين ينظر إلى لوكاريه، الذي صدرت آخر أعماله الروائية “النوع الخائن لدينا” في سبتمبر 2010 وهي الثانية والعشرون، باعتباره المؤلف الذي أحدث نقلة نوعية في تاريخ رواية الجاسوسية الحديثة، إذ تمكن من الوصول بهذه الرواية إلى مصاف الأدب الجاد عوضاً عن التصاقها بالثقافة الرائجة. يمكن القول بأن روايات لوكاريه بخروجها عن الإطار التقليدي لما كان يدرج تحت إطار رواية التشويق والإثارة، كما تجسدها سلسلة أفلام ومغامرات جيمس بوند “لإيان فلمنج” و“جون جاردنر”، لم تعد مجرد أعمال مثيرة مليئة بأحداث غامضة وحفنة من الشخصيات الشريرة والطيبة، بل تجاوزت هذا المفهوم. رواية لوكاريه تصبح مستقلة بذاتها وتتخطى الرومانسية المفرطة إلى أفق الواقعية، لتواكب ضمن تطورها وقائع مهمة في المشهد العالمي السياسي والمالي والاجتماعي. وسواءً أتى هذا التطور في الأعمال المكتوبة أو المشاهدة، فلابد أن جمهورها الذي بات منذ ثمانينات القرن المنصرم إلى ما بعد الحرب الباردة 1991 حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 يلاحظ هذا الفرق يشعر بالامتنان للو كاريه الذي استطاع أن يدخل إلى رواية الجاسوسية عناصر إضافية تميزت بها، منها الاهتمام بالمضمون والحبكة الفنية وواقعية الحدث. رواية “النوع الخائن لدينا” تناقش سلوكيات أفراد المنظمات الأوليغاركية الاستغلالية في روسيا ونظرائهم في المؤسسات الغربية. وبوجه عام، فإن القصة ترصد أشكال الفساد المؤسسي على مستوى العالم، حيث أصابع الاتهام توجه إلى مؤسسات مالية كبرى. إن أصحاب هذه المؤسسات كما يرى “يفعلون أموراً منكرة دون أن يتعرضوا للعقاب”. والدليل على ذلك أنه في أعقاب انهيار بنوك عملاقة، اتضح أن هذه المؤسسات لم تكن أساساً لتضع في حساباتها الجدوى التي تعود على المجتمع، “والآن وبعد أن كبحت تجاوزات الشيوعية، أصبح من المهم التصدي لتجاوزات الرأسمالية”. إن بطلي الرواية هما نموذج واقعي للشباب الطموح، أحدهما أكاديمي والأخرى محامية. وفيما هما يمضيان إجازتهما السنوية في إحدى جزر المحيط الهادي يلتقيان رجل أعمال روسيا، ليكتشفا أنه عضو في إحدى عصابات المافيا المتخصصة في غسيل الأموال، وأن حياته وحياة أسرته مهددة بالقضاء عليها من قبل زعماء العصابة الذين لم يعد مهماً بالنسبة لهم. وإزاء توسلاته لهما بالمساعدة على الهجرة بأمواله وأسرته إلى بريطانيا، لا يتوانى الاثنان عن التواصل مع جهاز المخابرات للإبلاغ عن تلك الجريمة. لكن صدمة الشابين كما يصفها لوكاريه تصبح مضاعفة عندما يكتشفان أن باستطاعة هذا الشخص وأمثاله العيش في أي مكان يختارونه عبر بوابات المال والبنوك المعروفة بتبنيها لهؤلاء، وهذا ما يسمى النوع الخائن لديه. جون لوكاريه واسمه الحقيقي “ديفيد كورنويل” من مواليد سنة 1931، دورست، عمل في التدريس وفي جهاز المخابرات السرية البريطانية لفترة من الوقت، وقد ساعده عمله على تأليف رواية الجاسوسية التي عكف على تطويرها ويظهر ذلك في روايته الشهيرة “الجاسوس القادم من البرد” 1964. من أعماله الأخرى “البائعة المتجولة الصغيرة” 1983، “حائك بنما” 1996 و “البستاني الدائم” 2001. تتميز أعماله بالمحافظة على عناصر الزمان والمكان والشخوص على نحو رصين غير مخل بمتطلبات العمل الجاد. كما تعتبر مرآة يطل منها القارئ على الثقافة الغربية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©