الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمي ليست صديقتي

أمي ليست صديقتي
10 أغسطس 2008 00:02
''أحلم بصديقة تستمع إلي وتفهمني، تفرح لفرحي وتحزن لحزني، وليت تلك الصديقة تكون أمي''· إنها أمنية سارة ''بعيدة المنال'' فأمها، كما تصفها، ليست سوى مقدم خدمات تؤدي واجباتها لكنها لا تحسن الاستماع إلى هموم ابنتها، وآمالها· وحال سارة ينسحب على شيرين سامي التي تجد علاقتها بوالدتها ''مجرد علاقة رسمية؛ صحيح أنها مبنية على الاحترام لكنها تفتقد إلى الصداقة''، وتوضح ''أفضي بأسراري لصديقاتي؛ فأمي ليست صديقتي رغم أنني أحبها وأسعى لأن أكون عند حسن ظنها''· في السياق ذاته، لا تتصور أفراح محمد أن تقول كل شيء لأمها، مع أنها قريبة منها، وتشرح ''لا أستطيع البوح لها بأسراري فهي تظل أمي، وقد لا يعجبها إن قلت لها شيئا، أما صديقاتي فأشعر معهن بالراحة لأنهن في مثل عمري وسيتفهمن مشاعري''· وتكشف نوال طارش عن أنها كثيرا ما تمنت أن تكون صديقة أمها، ولكن الحقيقة، وفقها، أن ''أمها بعيدة عنها، فوجهات نظرهما مختلفة، بالإضافة إلى أن والدتها تضع العادات والتقاليد حاجزا بينهما ما يجعلها تتجنب الخوض معها في أمور تخصها، مفضلة صديقتها على أمها في هذا الجانب''· ويبدو أن بعض الأمهات يلعبن دورا في دفع بناتهن بعيدا عنهن، إلى ذلك، تقول منيرة جاسم إنها أطلعت والدتها على علاقتها بشاب أحبها ووعدها بالزواج· لكن رد فعل والدتها جاء ''سلبيا'' إذ لم تعر الموضوع أي اهتمام، ما جعلها تفقد الثقة تماما بوالدتها· في المقابل، تنزع فتيات لاتخاذ أمهاتهن صديقات وأمينات أسرار، فسلمى المجيني مقتنعة مع نابليون بونابرت بأن ''الأم التي تهز السرير بيسارها، تهز العالم بيمينها''، وهي تبدي ثقة عالية بوالدتها، مؤكدة ''أمي أقرب الناس إلى قلبي، ولا أعتقد أن هناك من سيخاف عليَ ويحتويني أكثر منها''· وتتساءل ''كيف أثق بشخص غريب ولا أثق بأمي؟'' وتتنوع مواقف الأمهات من بناتهن المراهقات فمنهن من تقترح اللين ومنهن من تفضل الشدة لتجاوز أدق مراحل النمو، في السياق ذاته، تكشف أم هند، وهي أم لبنات في سن المراهقة، عن أن مرحلة البلوغ تتطلب من الأم الصبر، وأخذ الأمور بمرونة إلى حد ما، حتى تستطيع الأم أن تدخل عالم ابنتها، وتفهم مشاعرها، وتشاركها همومها وأفراحها· وتنصح مريم مسعود بالابتعاد عن الشدة في التعامل مع المراهقات حتى لا ينفرن، مقترحة كسب صداقتهن، ومحاورتهن لتتمكن الأم من الاقتراب من مشاكلهن، والاطلاع على أسرارهن ومن ثم مساعدتهن على إيجاد حلول مناسبة لها· وتلخص الأخصائية النفسية شيخة إبراهيم أهم عوامل نجاح العلاقة بين الأم وابنتها بـ''الصداقة''، مشيرة إلى أن الصداقة الناجحة لا تأتي من فراغ، بل تحتاج إلى مقومات كثيرة من بينها أن تجيد الأم فن الحوار مع ابنتها، ولا تكتفي بالحديث المعتاد، وأن تكسب ثقتها، وتحترم شخصيتها· وتنصح إبراهيم الأمهات، في الوقت ذاته، بمتابعة بناتهن باستمرار، لافتة إلى ''ضرورة الموازنة بين الرقابة والثقة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©