الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعادة تدوير الورق تجارة وحضارة

إعادة تدوير الورق تجارة وحضارة
10 أغسطس 2008 00:07
يثير مشهد استلام عمال أكواما من الصحف والمجلات، والتحدث عن سعر الكيلو منها الفضول· فليس شائعاً شراء الصحف بعد انتهاء مدة صلاحيتها اليومية· لكن الأمر بالنسبة للآسيوي سمير محمد تجارة· يقول سمير إنه وزملاءه يشترون الصحف والمجلات القديمة من مكاتب البنايات في الشارقة، بثلاثين فلسا مقابل كل كيلوجرام واحد، أي ما يعادل 30 درهماً لكل 100 كيلوجرام· وبعد جمعها يبيعونها لإحدى الشركات التي تعيد تدوير الورق في الهند· ويقتصر عمل سمير وزملائه، بحسبه، على جمع المجلات والجرائد والمطبوعات الورقية، مقابل 20 درهماً لكل مئة كيلوجرام، مشيرا إلى أن بيع المطبوعات الورقية القديمة يمثل مصدر دخل يؤمن له نحو ألفي درهم شهريا· وليس جمع الصحف والمجلات القديمة مجرد تجارة بل تحولت لدى البعض إلى عادة يحرصون من خلالها على حماية البيئة سيما وأن شركة ''الشارقة للبيئة'' تلفت، على موقعها الإلكتروني الخاص، إلى أن معدل استهلاك الفرد المقيم في الإمارات يعادل سبع شجرات سنوياً من الورق والخشب ومواد أخرى مصنعة من الخشب· ومع عدد سكان يبلغ 4,4 مليون نسمة فإن استهلاك سكان الإمارات يبلغ 30,800,000 شجرة سنويا· فيما يبلغ معدل الاستهلاك المنزلي 13 ألف قطعة ورقية يتم التخلص منها سنويا، مؤكدة أنه يمكن لكل طن (ألف كلجم) من الورق المعاد تدويره أن ينقذ 17 شجرة· وتحولت وفاء النعيمي، وزملاؤها في شركة في دبي، إلى جمع الفضلات الورقية في صندوق خاص بعدما أطلعتها زميلة لها بوجود شركة تجمع الورق المستعمل لتقوم بإعادة تدويره، مبينة لها الأضرار البيئية الناجمة عن استمرار قطع الأشجار لصناعة الورق· وتقول النعيمي إنها سارعت إلى ترتيب الأمر مع شركة إعادة التدوير، التي وضعت صندوقا في المكاتب لجمع النفايات الورقية، مضيفة أن وضعها في صندوق التدوير بات عادة لدى كل موظفي الشركة التي تعمل فيها· فيما بدأ اهتمام محمد جواد بإعادة تدوير الورق بعد أن شاهد عاملا آسيويا يستخرج الورق من حاويات القمامة أمام منزله، ما دفعه لسؤاله عن السبب فأجاب أنه ''يبيعها لإحدى الشركات''· ومنذ ذلك الحين، يقول محمد إنه بات يجمع بقايا الصحف والمجلات الكثيرة التي يشتريها في كيس بلاستيكي كبير، ويضعه بالقرب من زاوية العمارة التي يسكن فيها، كي يستفيد منها أمثال ذاك العامل الذين يكسبون رزقهم من جمع الورق· ويلاحظ سامر كمال، عضو منتدب في إحدى الشركات العاملة في هذا المجال، أن التوسع في نشاطات إعادة التدوير يعتبر تطورا مهما، بعدما تم وضع صناديق إعادة التدوير على الكورنيش في الشارقة، ما وفر خدمة إعادة التدوير لسكان الإمارة للمرة الأولى، معتبرا أنها ''مشاركة في حماية البيئة''· ويتوقع كمال أن ''تلقى فكرة إعادة التدوير رواجا في الشارقة التي تواجه تحديات بيئية''· وكانت إمارة الشارقة خصصت حاويات للنفايات القابلة للتدوير في خطوة تضمن أعلى مستوى ممكن من المشاركة الشعبية في إعادة التدوير، والتقليل من عدد الشاحنات المطلوبة لجمع المواد التي يمكن إعادة تدويرها، وخفض النفقات ومستوى التلوث في الهواء· وتُنقل المواد القابلة لإعادة التدوير، وفق كمال، إلى مجمع آمن حيث تخضع لعمليات الفرز والوزن والتخزين خلال فترة زمنية قصيرة، إضافة إلى عملية التدقيق في البيانات المتعلقة بتلك النفايات بغرض تحديد الأنواع والكميات المختلفة من المواد التي يتم جمعها·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©