الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة هادي

10 أغسطس 2008 00:07
كالنسمة جاءت وكالنسيم رحلت، سيدة من زمن الصبر والحلم الجميل، زمن الإبداع والإنجاز والتحدي، الدكتورة فاطمة هادي زميلة العمل المشترك، وصديقة الهم والوعي الواحد، رحلت قبل أيام عن دنيانا الفانية تاركة سجلا حافلا بالإنجازات في مسارات عدة، وكرسياً فارغاً كان يتألق بحضورها في اجتماعاتنا الدورية في مجلس إدارة جمعية مرشدات الإمارات· سيكون فارغا وحزينا يا غالية بعد رحيلك· هي إحدى بنات هذا الوطن الغالي اللائي التحقن بصفوف التعليم في بواكيره الأولى· كانت تقص علينا حكايتها ورحلاتها من أجل العلم· وكنت أندهش كثيرا لمَ لا تكتب هذه السيدة الجميلة سيرتها الذاتية لتعلّم الأجيال أين يكمن التحدي؟ وكيف يمكن اجتياز المستحيل من أجل تحقيق الحلم والعودة لخدمة الوطن· عملت رحمة الله عليها في المجال التطوعي والإرشادي، فكانت خير مثال وقدوة للكثيرين· كنا نلمح الأدب الجم والأخلاق الفاضلة في كل حرف تنطقه، وكل رأي تقوله· لم تبخل على وطنها بجهد· سافرت كثيرا من أجله فكانت من أجمل السفراء وأنبلهم وأكثرهم هياما بالإمارات وبحب العمل الذي ترتجي من ورائه تهيئة جيل من الشباب والشابات يكملون المسيرة في ما بعد· ويستذكرون بكل خير امرأة علمتهم كيف يكونون منتجين ومحبين من غير منّة أو معايرة بفضل سوى لله وحده· أذكر ذات احتفالية ثقافية في الشارقة طلبت منها ومن مجموعة من السيدات اللائي ساهمن في بناء الوطن أن يكتبن تجاربهن، ورجوت كل واحدة منهن أن تزودني بما تشاء من معلومات لأنني على استعداد لتدوينها· حلمت معهن بإصدار يحفظ حقهن للمستقبل· وهن رحّبن بذلك، لكن المشروع لم يتم، لا أدري ربما عثرات الأيام وانشغالاتها أخذتنا جميعا من الحلم الجميل· رحلت فاطمة هادي، قرأت خبر وفاتها في سطرين في صحيفة محلية، هذه السيدة الجليلة تستحق أكثر من ذلك، فمن ينقب عن كنوزها المخبوءة في الملفات وبين أدراج الذاكرة الباقية؟ شيخة الجابري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©