الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منيرة فخرو: المرأة في مجتمعنا تتميز أكثر كلما ضاق الخناق عليها!

منيرة فخرو: المرأة في مجتمعنا تتميز أكثر كلما ضاق الخناق عليها!
18 أكتوبر 2009 00:13
في المجتمعات العربية والإسلامية أشرقت أسماء سيدات وأكدن حضورهن المرموق في جميع مجالات الحياة ومن هؤلاء الرائدات تلتقي «الاتحاد» بالدكتورة منيرة فخرو لتحدثنا عن تجربتها المتميزة. فهي أستاذة مختصة بعلم الاجتماع والتنمية الاجتماعية وبدأت بالتدريس في جامعة البحرين في سنة 1987، ثم خاضت الانتخابات البرلمانية سنة 2006 ولم يحالفها الفوز. وبعد هذه التجربة شعرت أن التدريس يحد من طموحها ونشاطها العلمي والاجتماعي، على المستوى الوطني والعالمي، فتفرغت للعمل في المجال الاجتماعي والسياسي، وهي اليوم عضو في جمعيات اجتماعية وسياسية، منها جمعية «وعد» وهو اختصار لجمعية العمل الوطني الديمقراطي، كما أنها في الهيئة الاستشارية لنادي مدريد، وقد أسهمت في إعداد تقرير التنمية العربية يضاف إلى ذلك دورها في قضايا التغير الاجتماعي وخاصة قضايا المرأة العربية. حاورناها وخرجنا بالتالي.. طموح من الداخل • من وجهة نظرك ما هي أهم الأسباب التي تنمي الموهبة لدى الشخص المتميز؟ «أنا دائما كنت أقول إن الموهبة والتربية والظروف الاجتماعية هي الأساس، ثم اكتشفت بالأخير، وبعد تجربة وقراءات كثيرة، أن الإنسان يولد وفيه أشياء ويصير عنده الطموح من الداخل، يعني قوة داخلية يشعر بها، هذه القوة أحيانا تخف قليلا وساعات تتطور ويكون لها المجال، إذا انمحت وإذا الظروف ما ساعدته يتأخر، لكنه في الأخير يصل. هناك كتاب لأحد أساتذة جامعة هارفارد، كان يدور حول مجموعة من خريجي الجامعة سنة 39 وعددهم 100 شخص اختارهم وظل يتابعهم، هذه دراسة عمرية يسمونها (Longitudinal study). فاكتشف أن بعضهم تأخر في الظهور وآخرين ظهروا بسرعة، ناس كانت ظروفهم قاسية جداً، كما بينت النتيجة النهائية للدراسة». وتضيف: «أنا لم أكن أعرف هذه الأشياء لكن من طفولتي كنت أحس أنني غير متميزة، ولكن مختلفة قليلا، أشعر أن هناك أشياء أريد أن أسويها. مرت بنا ظروف غير مواتية في البحرين. وأنا من الجيل السابق -كما يقولون- فقد تعرضت لظروف عائلية ونفسية لا تسمح، لكن تحسن بعدها المجال أمامي ودرست. كنت أحب الدراسة، حياتي كلها قراءة، وإذا يسمون القراءة «إدمان» فأنا مدمنة على القراءة، ودائما كنت أحاول أن أعرف السبب. أنا أتصور هذا الشيء لدي بعد تحليل (Analysis) وبصورة أو بأخرى تمنيت أن أواصل، حاولت أن أكمل الدكتوراه قبل أن أتزوج لكن الوالد منعني، خاف علي، وكان يبغيني أن أتزوج، طبعاً تزوجت وأنجبت الأولاد ثم رحت أكمل ما قدرت، سويت ألف حيلة حتى وصلت، وهو أحس علي، أنا متزوجة وعندي أولاد أخذت الماستر من أمريكا، وقد توفي الوالد بعد ما حصلت على الماستر. تنظر د. فخرو بعيدا وكأنها تستجمع ذكرياتها وتقول: «أنا وصلت لعمر الستين وحتى الآن أحس أن كل يوم فيه شيء جديد، وفيه إثارة وغضب. وفي مراحل حياتي، مررت بقضايا نضالية في مجتمع البحرين، في التسعينات قلت خلاص مستحيل أدخل الانتخابات، ظللت أنتظر الشابات الجديدات على الساحة. ولا شعوريا دخلت، إن أي شعور جديد لا يخلو من إثارة وساعات يكون هناك خطر لكن أقدر أخلص منه». السعوديات أكثر تميزاً • المرأة في الخليج العربي عندها قدرة وتميز تكاد تفوق الرجل، هل برأيك البيئة هي عامل مساعد؟ الرجل يصير تقليديا، ويصير مع النظام لأنه يمشي مع مصالحه، والحياة سهلة أمامه، المرأة لابد أن تثبت الشيء بيدها، لأنهم لن يعطونها شيئا بيدها. نلاحظ كلما صعد المجتمع وصار معقدا أكثر، صارت المرأة المتميزة فيه أقوى من أي رجل. أنا لاحظت أن المجتمع السعودي مليء بالنساء المتميزات، وبرأيي النساء السعوديات، فيهن نسبة قليلة، متميزات أكثر من أي امرأة خليجية، ربما لأن المعاناة عندهن أكثر من أي امرأة، ومجتمعهن أكبر، لذا فالانتقاء يصير أفضل». • معنى هذا أن المعاناة تكون حافزا للتمرد والتحدي لعمل الأحسن والأفضل؟ «طبعاً عدم المساواة يزيد من إحساسنا بأهمية الحرية والديمقراطية. حين يوجد اختلاف في الجنس ويعاملون الذكور في أسرتنا أو في كل أسرة أفضل من معاملتهم للبنات حتى في أسرتي، الشباب يرسلونهم إلى لندن وأي مكان ليدرسوا ويحصلوا على كل شيء، ونحن ننتظر البعثة، يعني نروح مدارس حكومية ونروح للبعثة، واضح التميز، لكن الآن تغيرت الظروف». تحتاج للعدالة • بعد أن وصلت إلى مراكز مرموقة، هل تتوقعين المزيد أو تخططين إلى مراكز أهم، وهل يوجد أفكار جديدة؟ «إن ما وصلته وأعتز فيه هو الاحترام الذي ألمسه في مجتمعي، ما أدري ليش أشعر أنهم يعتبرونني قدوة، يمكن صلابتي، وإني ظليت طول ها العمر كله وأنا ما تزحزحت عن مبادئي، مبادئ الحرية والمساواة وإحقاق العدالة، ما أقدر أشوف أي ظلم، هذه الأشياء مستحيل أن أبتعد عنها، يمكن كان في عندي روح تعصب قومي وديني، لكن الآن أنا انفتاحي عالمي إنساني، أعتقد في الإنسان كإنسان، يعني الحدود والفوارق بين الشعوب راحت من عندي كلها من أولها إلى آخرها، أهتم بالحضارة، ولكن ليس هناك حضارة واحدة. ما نقول نحن متميزون، في أشياء يسمونها (Universal) يعني المرأة في بنجلادش أو في البحرين أو لبنان تحتاج للعدالة. لا نقول إن حضارتنا متميزة، وعندنا أشياء كثيرة بحاجة لإعادة نظر. لكن أنا أعتز بحضارتي وثقافتي الإسلامية والعربية، وأعتبرها جزءا من شخصيتي إنما أتقبل جميع الحضارات، حاولت أن أدرس لغات وزرت بلدانا بعيدة وأحس أن ليس هناك فرق بيني وبين أي إنسان في أي مكان في العالم، فقط الفكر والعمل هو الفرق».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©