الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رانية تحبني

رانية تحبني
10 أغسطس 2008 00:08
نعم يا عمي··(رانيه) تحبني·· أنا مؤمن بهذا·· نحن متزوجان منذ خمسة أعوام، وقد منحتها كل شيء يمكن أن يمنحه رجل بلا جناحين ولا خياشيم لزوجته· الآن، هي غاضبة وتقيم بشكل مستمر عند والدتها، ولا أعرف السبب· لكنني، أرجح أنها تحبني فعلاً، وما هذا التصرف إلا نوع من الدلال المبالغ فيه· نعم·· هناك موضوع الصور المشتركة لنا التي قامت بقصها وأزالت الجزء الخاص بي· هذه نقطة لصالحك، لكني أؤكد لك أن هذا لا يعني أنها تكرهني· أعتقد أنها أرادت التخلص من هذه الصور، ولم يهن عليها أن تلقي بصورتي في القمامة، لذا احتفظت بصوري في موضع خاص ثمين· (رانية) مولعة بالإنترنت· تمضي الساعات أمام الكمبيوتر وبرامج التشات وتغلق الشاشة عندما أدخل· أنا لا أفهم في الكمبيوتر، لهذا أعجب كثيرا بقدرتها على التعامل مع هذا العلم المعقد· هل تلومني على ذلك أيضا؟ (رانية) مولعة بالأدب لهذا تكتب خطابات طويلة جداً، ثم تملأ أناملها بالعطر وتنثرها على الرسالة· هل تلومها على ذلك يا عمي؟ هذا اهتمام أدبي حميد، وأدباء كثيرون في التاريخ كانوا يعطرون الورق الذي يكتبون عليه· اهتمام شديد بقدسية الكلمة، فلماذا توجه لها اتهامات بهذا الصدد؟ بالطبع، أنا لا أقرأ محتويات الخطابات لأنها خصوصية· هل تتوقع مني أن أفعل ذلك؟ أمها تقول لي إن (رانية) تريد الطلاق وإن عريسا جاهزا ينتظر هذه اللحظة ليفوز بها· أمها تقول لي ألا أتصل بالبيت ثانية· أمها تقول لي: ''فلتفعل ما تريد لكنك ستطلقها في النهاية''· أقول لك: منذ متى أحبتني أمها؟ منذ أيام الخطبة والحب الأول وأمها تكرهني كأني الجحيم· لكن ماذا عن رأي (رانية) نفسها؟ أنا أرى أن (رانية) جوهرة وسط الغبار· وعلي أن أمد يدي لأستعيدها· تذكرني بقصة الحادث؟ عندما اصطدمت سيارتي بتلك الشاحنة العملاقة فتحولت إلى علبة تبغ أطبق عليها رجل مجنون قبضته حتى هشمها· كانت رانية مذعورة جداً وراحت تبكي أمام باب المستشفى ثم سقطت على الأرض فراحوا يرشون الماء على وجهها· كانت تردد بلا انقطاع: ـ ''السيارة جديدة ولم تقطع أكثر من ألف كيلومتر·· السيارة جديدة!''· بالطبع هي ليست قلقة على السيارة· لا تكن طفلاً·· هي قلقة علي لكن الصدمة جعلتها لا تعرف ما تقول· حتى ذلك اليوم الذي ابتلعتُ فيه بطريق الخطأ ذلك الخاتم· قالت لي في رعب: ''يجب أن ينزل هذا الخاتم بأي ثمن!''· لا تقل لي من فضلك إنها كانت خائفة على الخاتم· هذه مبالغة· هل تذكر مدى قلقها وهي تروح وتجيء أمام الحمام بانتظار لحظة نزول الخاتم واستعادته؟ كانت قلقة علي فعلاً· خلافات بسيطة في الرأي بيننا لا تفسد للود قضية· مثلاً، أنا أريد تمضية عطلة الصيف في تركيا· هي تريد الطلاق! كما ترى يمكن تقريب وجهات النظر لنصل لاتفاق مشترك· عندما جئت أنت، يا عمي، في تلك الليلة لتصلح بيننا، ظللت تصغي في صبر لعشرات المواضيع اللزجة التي لا تكف هي عن استعادتها والشتائم في شخصي، وشربت عشرات أقداح القهوة والحيرة على وجهك· في النهاية، وقد اقترب الفجر نهضت وقلت وأنت تضحك: ـ ''إنها تهيم بك حباً· هذا واضح· هئ هئ! إنها فقط تتدلل!''· وبادرت بالفرار بجلدك حامداً الله على سلامتك· لكن في المرة التالية - بعد خروجك من العناية المركزة بسبب ارتفاع الضغط الناجم عن كل هذه القهوة - قلت لي إن (رانية) لا تحبني وأنه من الأفضل أن أتخلص منها أو أتركها تتخلص مني· ما سبب تغير وجهة النظر بهذا الشكل؟ هه؟ أسمع، أنها لا تكف عن البكاء، وأنها تتردد على الدجالين الذين يقنعونها بتسخير الجان للتخلص مني، وسمعت أنها تهدد بالانتحار لو لم أطلقها· هل تصدق هذا الهراء؟ إن رانية تحبني يا عمي·· أعرف هذا وأؤمن به· فقط، هي تسرف في الدلال، ولسوف ينتهي هذا كله وترتمي في أحضاني وتخبرني كم أنا زوج ظريف حبوب· سوف ينتهي هذا كله· لكن أين ومتى وكيف؟ aktowfik@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©