مشروع السيارات الكهربائية «مصدر رزق» لبوليفيا

لم يكن البوليفيون يتصورون يوماً أن رزقاً كبيراً سيكون في انتظارهم عندما يشرع العالم بإطلاق حربه الشعواء على تلوّث الجو بالغازات الضارة التي تطلقها المليارات الثلاثة من السيارات التي تجوب طرق وشوارع العالم. فلقد أثبتت البحوث والدراسات أن ملايين السيارات الكهربائية سوف تستبدل تلك المدفوعة بمحركات الاحتراق الداخلي التي تستهلك المشتقات البترولية، خلال السنوات القليلة المقبلة. واتضح للخبراء الذين انصرفوا لتطوير بطاريات تخزين الطاقة الكهربائية التي ستستخدم في دفع سيارات المستقبل أن الليثيوم هو أفضل معدن يمكن استخدامه في هذه الصناعة نظراً لقدرته على خزن أكبر كمية ممكنة من الكهرباء بأسهل وأسرع الطرق. وراحت الشركات العالمية الكبرى المتخصصة بصناعة البطاريات تضرب في أطراف الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن هذا المعدن النادر ذي الإمكانات الواعدة. وسرعان ما اتضح أن دولة بوليفيا في أميركا اللاتينية تضمّ أكبر احتياطي في العالم من الليثيوم ، خاصة في إقليم يويني الذي ينتشر عبر السهول الملحية. ويقدر احتياطي المنطقة منه بنحو 100 ألف طن وهي كمية كافية لصنع ملايين البطاريات. وأثارت هذه المناجم السطحية اهتمام شركات عالمية كبرى مثل «بولور» الفرنسية، و»سوميتومو» اليابانية و»كوريا ريسورسز» الكورية، وهي تتسابق الآن لتقديم عروض استغلال هذه الثروة التي لم تكن منتظرة. وفي بطارية الليثيوم أيون، تنتقل أيونات الليثيوم ذات الشحنات الموجبة، من القطب السالب للبطارية «الأنود» إلى قطبها الموجب «الكاثود» أثناء عملية الشحن، وتنتقل باتجاه معاكس عند التفريغ (استخدام البطارية). ونظراً للسلوك الجيد لليثيوم في هذه العملية، فهو شائع الاستخدام في معظم الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية اليدوية مثل بطاريات أجهزة الموبايل والكاميرات الرقمية و« اللاب توب» وغيرها. وتشتهر بطاريات الليثيوم أيون أيضاً بـ»عامل الطاقة الوزنية» energy-to-weight ratio الذي يعني أن من الممكن تركيب أصغر بطارية منه بأعلى طاقة كهربائية مختزنة فيها. وهو يتفوق في هذه الميزة على كافة المعادن الأخرى.