الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيه يحلو الغزل

7 يونيو 2017 20:33
هل نختلف على أن نهائي دوري أبطال أوروبا بين الريال الملكي وبين السيدة العجوز، كان انعكاساً للصورة الملحمية وتجسيداً لذروة الإبداع التي بلغتها كرة القدم اليوم؟ هل نختلف على أن ما جاد به هذا النزال الذي شغف به الملايين حول العالم، من إبهارات فنية ومن ابتكارات تكتيكية، يستحق أن يكون مادة لبحوث أكاديمية تعيد رسم تضاريس كرة المستوى العالي؟ هل نختلف على أن هذا العرس الكروي الذي اختتم موسماً أوروبياً باهراً، عرفنا كيف أن الأساطير لا تموت، وكيف أن الأندية الكبيرة المتجذرة في التاريخ تستطيع بكينونتها أن تلهم في النهايات، فتجعلها لحظة تفيض بالتوفيق والسعادة؟ لن نختلف على شيء من هذا، ولا أيضاً على درجة الاستحقاق العالية التي نالها ريال مدريد، وهو يضع النجمة الثانية عشرة على صدره، ولا على التوفيق الكبير الذي لازم زين الدين زيدان منذ أول يوم حمل فيه شارة الربان الفني للنادي الملكي، وقطعاً لن نختلف على أن يوفنتوس فاجأنا جميعاً إن لم يكن قد صدمنا بانهياره البدني وبإفلاسه التكتيكي في لحظة مفصلية من عمر رحلة، كان يظن أنها ستنتهى وهو جالس على عرش الكرة الأوروبية. كنت مع الكثرة التي توقعت نهائياً متكافئاً قد يطول زمنه ليتعدى التسعين دقيقة، ولربما يصل إلى ضربات الموت، وإن لم يكن، حسمته في وقت قاتل جزئية صغيرة، وكان منطقنا في ذلك، ما شاهدناه بأم العين من سيدة عجوز بلغت النهائي الأوروبي بالاعتماد على هوية تكتيكية قائمة على الصرامة الدفاعية أولاً فنجحت في إسقاط العديد من الحصون التقليدية، وما ذهبت إلى كارديف إلا لتتجنب لدغة من نفس الجحر الذي لدغت منه أمام برشلونة قبل سنتين، وما شاهدناه من ريال جعله زين الدين زيدان قمة في الدهاء عند التدبير التكتيكي للمباريات بالارتكاز على غنى الرصيد البشري بأساسييه وبدلائه. وغلب الظن أن النهائي سيشهد خاتمة مرعبة والجولة الأولى تنتهي بتعادل إيجابي وبإيقاع ناري كان خلاله اليوفي صاحب اليد العليا، فلاعبوه هم من احتكروا الكرة وهم من لهثوا وراءها حتى أنهم جروا خمسة كيلومترات أكثر من لاعبي الريال، إلا أن ما كانت عليه الجولة الثانية لا يستطيع أي حدس مهما كان بارعاً أن يتوقعه، فالريال تفنن في إذلال خصمه واليوفي تفنن في كشف عوراته الدفاعية، حتى أنه قبل من الأهداف في مباراة واحدة ما لم يقبله في 12 مباراة. كان نهائياً يحلو فيه الغزل ويحلو فيه الكلام الذي لم نقل إلا بعضه، فحتماً للحكاية بقية..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©