السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يحثون على غرس ثقافة التكنولوجيا عند الأطفال

خبراء يحثون على غرس ثقافة التكنولوجيا عند الأطفال
8 ابريل 2011 23:12
دعا عدد من خبراء التعليم التكنولوجي في العالم إلى ضرورة غرس ثقافة مجتمعية تكنولوجية لدى الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة تمكنهم من التفاعل مع التكنولوجيا، والتوجه نحو المواد العلمية التطبيقية التي تواكب احتياجات إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات المقبلة، خصوصاً تلك المرتبطة بضرورة توفير كوادر وطنية متخصصة في الطاقة النووية لأغراض سلمية، والطاقة النظيفة والمتجددة، وأيضاً تحلية المياه، وأشباه الموصلات وغيرها من التخصصات التي يتطلبها سوق العمل في المستقبل. وأكد هؤلاء الخبراء في لقاءات مع “الاتحاد” على دور الأسرة في تشجيع الطفل، واكتشاف مواهبه مبكراً فيما يتعلق بتعامله مع التكنولوجيا المتطورة واستيعابه لمستجدات العصر، وتعزيز التحول من الاقتصاد الذي يعتمد على النفط كمصدر رئيس للدخل إلى اقتصاد المعرفة. وأشار البروفيسور ساكس بيرج الرئيس التنفيذي للتعليم التكنولوجي في مؤسسة “كابلن” الأميركية العريقة إلى وجود أبحاث علمية كثيرة تدعو الأسرة والمدرسة إلى ضرورة تضافر جهودهما لبناء شخصية طلابية تتجه نحو التكنولوجيا العصرية بصورة منهجية دقيقة، بحيث يتم التوفيق بين ما تقدمه الأسرة من ألعاب ترفيهية للطفل وبين المنهاج الدراسي الذي يتعرض له في المدرسة، وبالتالي تصبح هذه الألعاب جزءاً من حياته العلمية والعملية أيضاً، ويصبح النموذج التعليمي لهذا الطفل مشجعاً على استيعاب التكنولوجيا منذ الصغر. وقال بيرج إن دور المعلم مهما توسّع في نقل المعرفة للطالب لا يمكن أن يقدم له أكثر من 30 في المائة من المحتوى المعرفي الذي يدور من حول الطالب سواءً في محيطه المحلي أو العالمي، مشيراً إلى أن العالم يشهد تطورات هائلة في القطاع التكنولوجي، خصوصاً فيما يتعلق بالتكنولوجيا الدقيقة التي تتنافس فيها مجموعة من دول العالم بصورة يومية. وشدد على ضرورة تطوير عملية إعداد المعلم، بحيث تختفي الطرق التقليدية التي كانت سائدة في الماضي، وتأتي محلها أساليب وطرق علمية حديثة تمكن المعلم من أن يكون مبدعاً في نقل المعرفة إلى الطالب “الذي هو في الأساس أكثر مهارة في استيعاب هذه التكنولوجيا من معلمه الأكبر سناً”. وأوضح أنّ طرق وأساليب التدريس الحالية المعتمدة على التكنولوجيا جعلت الطالب يوظف أكثر من حاسة جسدية في استيعاب المادة العلمية، وخاصة الأذنين، والعينين، إضافة إلى الاستعانة بأشكال الجرافيكس التي تعتبر أحد أساليب الإيضاح المتطورة، وإن كنا اليوم نجد فصولاً دراسية بدأت توظف تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد. تقنيات ثلاثية الأبعاد من جانبه، أشار الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية إلى أنّ المعاهد أدركت هذه التحديات، وبالتالي قامت استراتيجيتها التعليمية على التوجه نحو الطلبة منذ مرحلة دراسية مبكرة، فأصبحت المعاهد تستقطب هؤلاء الطلبة من الصف التاسع، وهُناك برامج توعوية في المدارس لتعريفهم بأهمية التعليم التكنولوجي، وتسجل هذه البرامج نتائج إيجابية كبيرة تعزز من قدرة المعاهد على استقطاب الطلبة المتميزين لمواصلة التعليم التكنولوجي في أروقتها. وأوضح الشامسي أن البيئة المدرسية للتعليم التكنولوجي بدأت تتغير بصورة كاملة عمّا كانت عليه في السنوات الماضية، فقد اختفت الورش التدريبية التقليدية، وحلّت محلها ورش النمذجة والمحاكاة، وكذلك توظيف تقنيات ثلاثية الأبعاد، وغيرها من التقنيات المجسمة باستخدام الحاسب الآلي وتقنية المعلومات المتطورة، مؤكداً أن الفصل الدراسي في معاهد التكنولوجيا التطبيقية يختلف تماماً عن غيره من الفصول الدراسية في التعليم العام، حيث تتحول البيئة الصفية في التعليم التكنولوجي إلى بيئة إلكترونية فعّالة بين الطالب والمعلم، وبين الطالب والمعلم من جهة ومصادر المعلومات الإلكترونية في الشبكة العنكبوتية من جهة أخرى. الابتكار والإبداع وأشار الدكتور رائد سعيد مدير الشؤون الأكاديمية في معاهد التكنولوجيا التطبيقية إلى أن تطوير طرق وأساليب تدريس التعليم التكنولوجي يعتبر ضرورة مجتمعية، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى أهداف استراتيجية هذا النمط من التعليم والذي يستهدف إعداد جيل للمستقبل يتعامل بكفاءة ومهنية عالية مع عدد من المتطلبات التنموية، وهذه المتطلبات تستدعي ضرورة تغيير الحلول التقليدية والاتجاه نحو حلول تعتمد على الابتكار والابداع العلمي والتكنولوجي، قائلاً: إن إعداد طالب في التعليم التكنولوجي للعمل في منشأة ترتبط طبيعتها بالطاقة النظيفة يختلف تمام الاختلاف عن عملية الإعداد التي كانت تتم في السابق لطالب سيعمل في محطة كهرباء تقليدية. وأكد أنه من الواجب أن يكون التدريس في التعليم التكنولوجي والتعليم بصورة عامة مستشرفاً للمستقبل، بحيث يتم إعداد الطالب وفق طرق وأساليب “الغد”، وليس “الأمس أو اليوم”، لأن طرق الأمس أصبحت من الماضي، كما أن طرق اليوم في طريقها هي الأخرى لتصبح من الماضي، خصوصاً مع دخول متغيرات عالمية للمستقبل بصورة سريعة على إيقاع الحياة وطبيعة العمل في المؤسسات، بل ومنظومة دورة العمل بصورة شاملة. ودعا الدكتور ناصر قمحية عضو هيئة التدريس بقسم الفيزياء بجامعة الإمارات إلى ضرورة تطبيق أساليب وطرق علمية مبتكرة في تدريس الفيزياء التي تعتبر عصب المواد العلمية، والتي تبنى عليها عملية إعداد الطالب وتأهيله للانخراط في كثير من التخصصات والوظائف العلمية التطبيقية والهندسية على سبيل المثال، مشيراً إلى أن أحدث الأساليب في تدريس هذه المادة تركز على استخدام الإنترنت وبرنامج البلاك بورد، وقد دلّت النتائج العلمية لمتابعة أداء الطلبة وفقاً لتطبيق هذه الأساليب الجديدة على وجود آثار إيجابية كبيرة في تحسين المستويات العلمية للطالب، وإقباله على دراسة هذه المادة بصورة تعتمد على الفهم والاستيعاب. الصف الافتراضي وأكدت البروفيسورة ليزا ديكارت من جامعة وسط فلوريدا بالولايات المتحدة الأكاديمية ضرورة تحويل الصف في التعليم التكنولوجي إلى صف افتراضي تختفي فيه الجدران والأسقف، ويشعر فيه الطالب بأنه يتعامل مع مجتمع لا محدود من المعرفة من خلال قواعد البيانات الإلكترونية، كما ينبغي أن تتاح للطالب في هذا الفصل الدراسي آليات التواصل مع نظرائه في فصول دراسية أخرى في دول العالم بما يمكنه من محاكاة الآخرين علمياً وإجراء التقييم الذاتي لمستواه الدراسي وفقاً لمستويات وكفاءة هؤلاء الطلبة في نفس المرحلة العمرية والدراسية. ودعا ليجي باسينا أحد خبراء التكنولوجيا إلى ضرورة التوسع في ايجاد برامج تعليمية تقنية لمعالجة الفروق الفردية بين الطلبة داخل الفصل الدراسي والتي تحول دون تحقيق الاستيعاب والفهم الكاملين للمادة العلمية من جانب كثير من الطلبة من ذوي المستويات المتوسطة والضعيفة، مشيراً إلى أن زيادة التحصيل العلمي للطلبة بصورة عامة ترتبط بتغيير البيئة الدراسية للصف، بحيث تكون هذه البيئة عند المستوى الذي تعود عليه الطالب في بيته أو في المجتمع بصورة عامة، ومن هنا فلا يمكن القول إلا بضرورة توظيف تكنولوجيا متطورة في عملية التعليم منذ نعومة أظفار الطالب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©