منى واصف: الجمهور صاحب قرار اعتزالي

أم عمار سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة، فنانة اعتلت قلوب جمهورها، وارتبطت في الأذهان بالمرأة القوية، وما زالت تعتبر نفسها قادرة على العطاء. الممثلة القديرة منى واصف، الملقبة ''بنجمة العالم العربي'' ستكون حاضرة كعادتها خلال شهر رمضان المقبل، في عدد من الأعمال الدرامية، وسيشاهدها الجمهور في دور الشيخة ''أم فهد'' في مسلسل ''صراع على الرمال'' على شاشة تلفزيون دبي، إلى جانب دور الداية ''أم عزمي'' في مسلسل ''أهل الراية''، و''أم أسعد'' في مسلسل ''الحوت''· تنفي منى واصف الشائعات القائلة بقرب اعتزالها الفني، وتقول ضاحكة: ''ربنا سبحانه وتعالى يديم علينا الصحة، ويعطينا العمر· وأنا بينكم مادمت قادرة على العمل، وعندما أشعر بأن الجمهور بدأ يتململ من وجودي لن أتردد في الاعتزال''· تروي منى واصف: ''أنا إنسانة مجتهدة بدأت من الصفر، وكل ما وصلت إليه حتى اليوم كان بفضل مثابرتي واهتمامي بعملي، ولم أخف مرة من مسألة اختيار الأدوار، وأحرص على أن لا أقع في فخ النمطية والتكرار والاستسهال، ولم أخشَ يوماً المغامرة وكسر الجمود والكلاسيكية· وربما يكون شغفي الدائم بالتجديد وخصوصاً مع الأجيال الجديدة من المخرجين هو سر استمراري''· وعلى الرغم من ذلك، تقول: ''سأظل أحلم بتجسيد شخصية السيدة أنديرا غاندي· لم تكن امرأة عادية· فمنذ صغرها وهي تصر على أن تغدو شخصية مهمة في مجتمعها، واستطاعت أن تحكم الهند لسنوات''· موسم حافل تطل الفنانة منى واصف في الموسم الحالي من خلال أعمال عدة فتقول عن أعمالها: ''في مقدمة أعمالي الجديدة دور الشيخة أم فهد، زوجة شيخ قبيلة العجيل في مسلسل ''صراع على الرمال''، من إخراج حاتم علي، وحوار هاني السعدي· وهو يحكي قصصاً من عالم الحروب بين القبائل· وإبان أحد الأحداث تشعر أم فهد الخائفة على أولادها أن ما يجري ليس إلا أعمال ثأر· وهنا، تظهر المرأة وهي تواجه الرجال''· تتابع: ''وفي مسلسل ''أهل الراية''، وهو من إخراج علاء الدين كوكش وتأليف أحمد حامد، أؤدي دور ''الداية أم عزمي''، التي تعيش ضمن بيئة مسحوقة فقيرة، ولديها ثلاث بنات غير جميلات فتسلك طرقاً غير شريفة للحصول على المال، ولا تتردد في تلطيخ سمعة الآخرين، كذباً وافتراءً· أما مسلسل ''الحوت''، الذي أخرجه رضوان شاهين وألف قصته كمال مرة، وتدور أحداثه في عام 1920 في مدينة اللاذقية إذ تدخل الكاميرا عالم الصيادين والبحر والبازار، فأؤدي دور أم أسعد، المحبة للخير التي يموت زوجها ويستشهد ابنها ويستولي الفرنسيون على بيتها، فتقصد المدينة بحثاً عن ابنها الكبير أسعد الذي يتركها ويذهب، وهناك تضطر إلى العمل كخادمة في منزل رجل متسلط، ومن خلال عملها ترى ابنها، لكنها تكتشف أنه أصبح ''حوتا''· وأخيراً، مسلسل ''وحوش وسبايا'' للمخرج ناجي طعمة وتأليف محمد ملاك، أجسد دور سميحة زوجة أبي صالح، الذي سكن الطمع نفسه فأساء إلى من حوله ومن بينهم زوجته التي أودع أخيها السجن لعشرين سنة بتهمة مفبركة كي يتمكن من السيطرة على أهلها''· لمنى واصف زاوية خاصة في النظر إلى تجربتها السينمائية في الفيلم السعودي ''مناحي''، تقول: ''الحركة السينمائية الناشئة في السعودية والخليج بشكل عام سينما تبشر بمستقبل واعد· فهناك فنانون مبدعون يحاولون تأسيس مناخ للفن السابع من خلال رؤى وأفكار إبداعية جديدة· وقد شاركت في الفيلم مع عدد من النجوم السعوديين، وسيكون بذرة طيبة وقد لمست أن هناك طاقات إبداعية سترسم معالم ناجحة لهذا الفن''· ''ضيفة شرف'' أما قبولها أدواراً ثانية في عدد من أعمالها، فتفسره منى واصف التي كان لها حضور بارز في فيلم ''الرسالة'' للمخرج الراحل مصطفى العقاد بالقول: ''الأدوار التي أقوم بها في معظم أعمالي ليست أدوار بطولة، لأن أدوار البطولة في مثل هذه المسلسلات مسألة صعبة جداً، أحياناً أظهر ضيفة شرف، وهذا ليس عيباً، انه أمر متعارف عليه في أنحاء العالم، ويقوم به كبار النجوم· أما بالنسبة إلى الدورين الثاني والثالث فهذا لا حيلة لي فيه، إنه حكم الزمن، بعد أدوار المرحلة الأولى، كان لا بد من التدرج نحو أدوار الأمهات، ثم أدوار الجدات، ومن الطبيعي أن يكون دوراً ثانوياً، إلا إذا كتب خصيصا لفئتي العمرية، كما هي الحال بالنسبة إلى مسلسل ''أمهات''، ولأن هذه الشخصيات أصبحت جزءاً من التركيبة الدرامية للأعمال التلفزيونية التي تعتمد على الحياة الأسرية، فيها الأب والأم والأبناء والبنات، والبطولة تكون غالبا للعمل ككل، وقيمة الدور فنيا ليست بحجمه ومساحته، وانما بتأثيره وقيمته في العمل''·