نيشان·· توقَّفَ الاستعراض

بعد أقل من أسبوع على جريمة قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، و''عشية'' شهر رمضان، الذي اعتاد المشاهد العربي إطلالة نيشان ديرها روتيان في برنامج تلفزيوني يومي، تعرَّض هذا المقدم لاعتداء بالضرب أدخله المستشفى في حال خطرة، والأسباب مازالت غامضة· اللافت في الأمر أن شخصية نيشان، الذي بدأ تجربته الإعلامية مذيعاً في دولة الإمارات، تميل إلى امتصاص التوتر مستخدماً ما أمكنه من دبلوماسية عرف بها في أدائه التلفزيوني· وقصصه كثيرة مع أحداث وتوترات تلفزيونية، على الشاشة ووراء الكواليس وفي حياته الخاصة· لكن دبلوماسيته، أو ما يسميه ''خبرة وقدرة على اختيار العبارات وتنميقها''، لم تمنعه يوماً من تسخين حواراته مع ضيوفه ومواجهتهم بأسئلة حساسة يحملها في جعبته المملوءة أسراراً وحكايات من داخل الوسط الفني والإعلامي· ولدى مشاهدي برامج نيشان العديد من ذكريات امتعاض هذا الضيف أو ذاك من تجاوز نيشان الخطوط الحمراء· فهذا يقول للمقدم نيشان: ''لو كنت أعلم بأنك ستطرح هذه الأسئلة لما كنت حضرت إلى الاستديو''· وذاك يكرر العبارة الشهيرة: ''هذا أمر شخصي''· وهناك العديد من العبارات من عيار طلب جورج وسوف إلى نيشان على الهواء مباشرة بالسكوت· وأما نيشان، في تلك اللحظات الحرجة، فيخفي انزعاجه خلف ابتسامة عريضة، وينقلب على نفسه محاولاً استكمال الحوار مستخدماً ما أمكنه من لباقته ودبلوماسيته التي يردها البعض إلى أصوله الأرمينية، بينما يفسرها آخرون، ومنهم مواطنه وزميله زافين قيومجيان، بقواعد اللعبة التلفزيونية، إذ ''يرقص مقدم هذا النوع من البرامج في أثناء التسجيل والبث على الحبل· فهو من جهة يطمع بحوارٍ جريء وساخن ودسم بما هو خفي وخاص وجديد، ومن جهة أخرى يحرص على إنجاز الحوار والحلقة من دون الإساءة إلى أحد، وخصوصاً إليه شخصياً''· وبالرغم من تلك الدبلوماسية حضرت مع أصداء حادث تعرض نيشان للاعتداء الشكوك والتكهنات من أن يكون السبب خلاف أو منافسة ما بينه وبين ''زميل'' تلفزيوني· وإن لم ترتقِ تلك الشكوك والتكهنات إلى الاتهام الصريح· وأسهمت أوساط نيشان، الذي منعت إدارة المستشفى الاتصال به، في فتح الباب أمام احتمال أن يكون الاعتداء بداعي سرقة سيارة نيشان الثمينة· وفي انتظار نتائج التحقيق تبقى الاحتمالات الأخرى واردة، خصوصاً أن السيارة لم تسرق، بينما أبرح نيشان ضرباً، بما يجعله عاجزاً عن تقديم برنامج في شهر رمضان، وهو على الأبواب· وقد حضر نيشان في المشهد التلفزيوني العربي في شهر رمضان من العام ،2003 من خلال برنامجه ''مايسترو''، الذي تكرر لثلاثة مواسم متتالية· وإذ تخلى هذا المقدم الاستعراضي في ما بعد عن إصراره على تأكيد أنه ''مايسترو''، وقدم برنامج ''شوكوماكو'' (على شاشة ''الجديد'' في 2005)، عاد إليه تحت اسم ''العرّاب''· وكأنه يشير إلى أنه يدخل الوسط الفني متحدياً مراكز القوى الرئيسية فيه· وهو أصلاً لا يعمل في قناة فنية تمتلك جيشاً من المغنين، كـ''روتانا'' التي تحتكر العدد الأكبر من الفنانين، وتمنع قسماً منهم من الإطلالة عبر قناة خارج مجموعتها· فالتحدي الأكبر الذي يواجهه مقدمو البرامج الفنية على قنوات أخرى غير ''روتانا'' هو الضيوف من المغنين· وهنا تبرز المنافسة بين المقدمين ومن يقدر على استضافة العدد الأكبر من النجوم، في وقت تحتشد قنوات ''روتانا'' بالبرامج التي تستضيف هؤلاء· ما منع انضمام نيشان بعد نجاحه في ''مايسترو'' إلى أسرة مقدميها الكثيرين، فتوقف التفاوض الذي كان بدأ بينه وبين رئيس ''روتانا'' للصوتيات سالم الهندي حول الأمر·