الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ميسون صقر تقرأ صوراً من الحب والجمال في مواجهة الموت

ميسون صقر تقرأ صوراً من الحب والجمال في مواجهة الموت
4 ابريل 2012
عمر شبانة (دبي) ـ عن أي جمال لها في الصور تكتب الشاعرة الشيخة ميسون صقر القاسمي في ديوانها حديث الصدور “جمالي في الصور”؟ بهذا السؤال مهد الكاتب الكويتي طالب الرفاعي للأمسية التي قدم فيها الشاعرة في ندوة الثقافة والعلوم في دبي مساء أمس الأول، فقرأت فيها قصائد متفرقة من هذا الديوان، بحضور حشد من المبدعين والمهتمين، وغياب لعدد من أبرز الشعراء. ووسط حضور حميم قام علي عبيد الهاملي رئيس اللجنة الثقافية والإعلامية في ندوة الثقافة والعلوم بتسليم الشاعرة درعا تكريمية من ندوة الثقافة، وفي المناخ نفسه أتبعت الشاعرة ذلك بتوقيع عشرات النسخ من كتابها حتى نفدت الكمية وظل بعض الحضور بلا نسخة. الرفاعي اعتبر ميسون حالة ثقافية عربية بامتياز، وليست مجرد إماراتية أو خليجية، وتناول شعرها من جانب الرسالة التي يحملها إضافة إلى الجانب الفني بالطبع، وقال إن كتاب ميسون هذا يبدو نتاج معايشة مؤلمة لما مرت بها الساحات العربية خلال العام الماضي. وهو ما أكدته الشاعرة في التمهيد لقراءتها، قائلة إنها بالفعل كانت قريبة مما جرى في لحظة وجودها في تونس ومصر، وأن ثيمة الموت التي تطغى في الديوان ليست صورة الموت الجماعي فقط، بل موت الأصدقاء ومنهم الشاعر أحمد راشد ثاني الراحل مؤخرا في عز عطائه. الشاعرة لم تخيب ظن المستمعين ممن يعرفون تجربتها الشعرية، وحتى الروائية والتشكيلية، فجلست في مناخاتها المدججة بصور مواجهة الموت وأشباهه وأشباحه، وتنقلت بين الموت الفردي والجماعي، وبين الواقعي والرمزي، حيث منذ البدء كان هناك “الألم الصغير” و”الأهوال” في الميدان، فقد بدأت بقصيدة “الفكرة” من ديوانها في القسم الأول الذي يحمل عنوان “عيون تتبعني في المنام” (الديوان ستة أقسام)، والقصيدة التي تبدأ بسؤال “من أين تنبجس الفكر/ من أي وجه تستقبلني اللهفة” تنتقل إلى امرأة تقول “تلمع عيناي كقطة شرسة/ تلمعان بالفكرة قبل اكتمالها/ فمي مقفل وعيناي تتكلمان”، لتقول إن “الموت شخص يسير بيننا/ ينام بين أيدينا”، وتتوصل إلى أن “الموت فكرة”. الشاعرة التي وصلت إلى كتابها هذا، بعد انقطاع ست سنوات إثر صدور مجموعتها “أرملة قاطع طريق”، اشتغلت خلالها على إصدار الأعمال الشعرية لوالدها الشاعر صقر القاسمي (4 أجزاء)، كما قالت في الأمسية، أمضت رحلة عذابات شخصية وعامة، جعلتها تسكن الألم ليسكن قصيدتها، ترى وتسمع وتراقب العالم عن كثب، فتقول في قصيدة “إني رأيت”: رأيت كأنّي مررت على ساحة كأن الساحة رأتني كأننا مررنا ورأينا مرورنا هناك إني سمعت كأني أنصت للحديث كأن الحديث سمعني كأننا أنصتنا وسمعنا حديثنا الصامت هناك وإضافة إلى عناوين القصائد: يد الموت، الموتى العابرون، موتك في مدار الحزن، الموتى درجة للطلوع، فإن الثيمة الأساسية التي تعزف عليها الشاعرة هي ثيمة الغياب والفراق والبعد والآلام في طريق الصعود إلى الجلجلة، شاعرة لا تعرف غير الحزن، ولكن بحثا عن فرح ما، هذا ما تفعله منذ بداياتها، وفي قصيدتها التي ألقتها ضمن الأمسية “فراقنا أمامنا” تلخيص لهذه الحال: فراقنا أمامنا يركض قبلنا ويستقبلنا في المنحدرات وهي تتساءل في القصيدة نفسها “لماذا تهتز الصورة سريعا/ لماذا نسكب كأس البهجة/ وننام في البكاء”. وفي أبرز قصائد المجموعة والأمسية قصيدة “أنا الملكة” التي تضع الشاعرة في موقعها مما يجري في العالم العربي، وهي تختصر ذلك بهتافاتها: أنا الأرض، أنا الثورة/ ثلاث نقاط تزمها الواو/ تفتح ما بعدها/ تنغلق لحظة/ تنفتح بعدها للأبد. وهتافها الأخير: أنا الأبد/ الكون طفلي المدلل/ أنا من أكون/ وكوني لغيري. ولكن الشاعرة صدمت المتلقي بعنوان قصيدة “لا مرارة بيننا”، التي تبدو وكأنها ستخرج عن السياق العام للأمسية وللديوان، لكن الحقيقة تتضح عندما ختمت الأمسية بقصيدتها: لا مرارة بيننا إلا أن المصادفة وحدها خلقت مرارتها فينا سكبتنا في الضغينة وتبدأ بالتصعيد في نبرتها، لكن مع محاولة للتراجع والتردد بين المحبة والكراهية: لا أمل في الرجوع لن تفتك الكراهية بنا لتكون أشلاء المحبة علما للبغض حولنا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©