الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشعالي وسليمان يقرآن نصوصا تفيض بأحاسيس الفردية

الشعالي وسليمان يقرآن نصوصا تفيض بأحاسيس الفردية
7 يونيو 2010 19:53
أقام نادي الشعر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقر الاتحاد على قناة القصباء، مساء أمس الأول أمسية شعرية شارك فيها الشاعر علي الشعالي والشاعرة والإعلامية السورية انتصار سليمان، وقدم الشاعران في الأمسية نصر بدوان من فلسطين. بدأت القراءة مع الشاعرة انتصار سليمان، فقرأت عددا من القصائد التي فيها الكثير من طعم الأنوثة ورائحتها، إذا جاز التعبير، بل ورغبتها العالية في بوح صريح يكشف عن جوانب إنسانية ويدور في أغلبه حول العلاقة مع الرجل، من جانب، ومن جانب آخر بدا كما لو أن الشعر لديها هو نوع من ممارسة الكتابة التي تدفع على الاستمرار، ربما بسبب تلك الرغبة في البوح، غير أن انتصار سليمان لا تنأى بشعرها عن ميل إلى التأمل، حيث الماضي، أو ربما الطفولة، هو مطرح هذا التأمل أو أنه إعادة ترتيب له على نحو ما. تقول في قصيدتها “غربة الدفلى”: كنتُ ما كنتُ كنتُ أحوال المدينة والبلد طقسَ الجبال برودةَ الظل وكان هذا الموت أكبرَ من أضاحي الأمنية تراتيل الوجع قادتني إلى الثرثرة عن جدّة بات رميمها في السحاب”. وربما هو الإحساس بالوحدة والضجر، ما تفيض به قصائد انتصار سليمان، فتتخذ منه “ذريعة شعرية” للتخفيف من وطأته إنْ لم تقدر على تذويبه تماما: “مثلّج دمي في أروقة الضجر. أمتشق الحبّ. الطلقة خرساء. نواح الصخر يزفّني قدّيسة للشوك. عيناي زندقةُ النظر”. كما قرأت الشاعرة انتصار سليمان عددا من القصائد من بينها: “مسوّدة قضية” و”قديسة الشوك” وقصائد أخرى. القراءة التالية كانت للشاعر علي الشعالي، فقرأ عددا من القصائد من ديوانه الجديد “وجوه وأخرى متعبة” الصادر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث - مشروع قلم. والحال هنا أنّ اللغة بوصفها جُملة بنى تركيبية ونحوية، قد بدت واحدة من المشاغل الشعرية لعلي الشعالي إلى جوار أنّ العالم كلّه قابل للتجريد إلى خطوطه الأولى وكذلك هي العلاقة مع المرأة بوصفها جزءا من الذات أو من الماضي الشخصي: “وابتعدتِ وكلّنا يديّ تشيران نحوكِ عودي وكل ملامح وجهي ظلامُ وبحرٌ من الشك عودي لا ترتجفْ أو اضحك إذا شئت إفكا إذا حانت اللحظة المصطفاة فلا شيء يمنع هذا المطر” هكذا، فإن الشعر هنا هو طور من أطوار الغياب، أو العزلة في أقصى تجلياتها، وإحساس ذاتي بالعالم، وفردي ووحيد، إذ على الرغم من حضور المرأة، إلا أن قارئ القصيدة يشعر أنها والشخص السارد، أنهما في عالمين متنائيين ويمشيان في خطين متوازيين ويصعب أن يلتقيا. أيضا ثمة استفادة من الشعر العربي الكلاسيكي، سواء في التدفق الغنائي أو في تلك الأشطر الشعرية التي تذكّر بأبيات ذائعة الصيت من الشعر العربي في أَوْجِهِ الذهبي، حيث المتنبي والحمّى وعلى أي جانبيه يميل: “على كل جنب تموت العصافير شوقا وعشقا أريقي عليّ حروفكِ .. رضيتُ بقنديلك الأبدي قبل سراج السماء رضيت به عامدا كاذبا ولكنني لست أسأل شيئا سواه وأنتِ وأرفض أن يستريح الوتر”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©