السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيادو خورفكان يهجرون المهنة ويتخلون عن البحر

صيادو خورفكان يهجرون المهنة ويتخلون عن البحر
7 يونيو 2010 20:03
أصبح عدد كبير من صيادي الأسماك في جمعية اتحاد الصيادين في خورفكان في مرحلة عمرية متقدمة، ورغم ذلك لا يوجد البديل عن ذلك الصياد الذي احترف مهنة الصيد، ويعتقد أغلبهم أن الدولة لن تستطيع ذات يوم تحقيق توطين مهنة الصيد بشكل كامل أو قريب من الكمال، لأن الحوافز التي يمكن أن تغري الشباب بتكملة مشوار الآباء لم تعد متوافرة، وماهو متوافر يعد مغامرة غير مأمونة، مثل ترك الوظيفة التي لها مردود ثابت مقابل المجهول، إلى جانب المغامرة بحياتهم وتحمل مشاق الرحلات اليومية من أجل رحلة ربما تأتي بخير وربما لا تأتي بأي شيء إلا الجهد والنفقات الكثيرة. معاناة الصيادين ذلك كان لسان حال الصيادين في خورفكان حين التقينا بهم وقد افترشوا مكاناً خارج مقر الجمعية بجانب مرفأ الخور، حيث تحدث علي عبدالله قائلاً: إن كل الصيادين دون استثناء غير راضين عن أسعار البترول، وقد جاءت مكرمتا مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية لتسجلان بصمة ساطعة في دعم مهنة الصيد، ولكن تبقى تحديات ومعوقات تثقل كاهل الصياد، عوضاً عن أن تكون هذه المهنة مصدر راحة وتؤمن الاستقرار له ولأسرته بعد أن أصبحت عبئاً ثقيلاً، وما يتبقى من الخروج للبحر كل يوم لا يساوي المشقة والمخاطر. ويقول أحمد علوان إنه يعتب على توقف كل المساعدات التي كان يحصل عليها الصياد قبل عشرين عاماً تقريباً، وإن ما تبقى هو الحصول على دعم لماكينة تشغيل القارب التي يحصل عليها الصياد كل خمس أو سبع سنوات. وفي أحوال كثيرة تنكسر أو تتعطل بعد ثلاث سنوات، ولذلك فإن أغلب الصيادين نراهم اليوم مدينين للبنوك مقابل قروض لمعدات الصيد والغالبية لا تستطيع الفكاك من تلك البنوك. أما هلال عبيد يزاف فهو من يشتري السمك من القارب ثم يبيعه في السوق، ويعترف أن الصيادين يعانون من ارتفاع الأسعار في كل شيء، ولذلك أصبحت الأرباح أقل من ذي قبل، ويتساءل كيف يمكن للصيادين الثبات في مقابل التحديات التي تواجه المهنة والصياد؟ ويضيف أن كل ما يحيط بالمهنة يجعلها طاردة، لذلك يوجه دعوة لمناقشة قضايا مهنة الصيد، خاصة أن عدداً كبيراً من الصيادين يفكر في اعتزال الصيد، فكيف سيكون وضع مهنة الصيد في الإمارات إن لم تكن هناك مساعدات للصياد العنصر الرئيس في المهنة؟. علي محمد عبود كان في حالة غضب وبعد أن هدأ، قال إن كل صياد يشعر بالانتماء والولاء، وينفذ القرارات والتعليمات التي تصدر له، ولكن أين هو الدعم الذي يمكن أن يساهم في التخفيف من الأعباء التي يتحملها الصياد في سبيل تحقيق القوانين وتنفيذ التعليمات؟. والصياد في خورفكان يتطلع لإخوة له في إمارات أخرى يتم إعفاؤهم من بعض التكاليف والرسوم، وفي الوقت ذاته يقدم لهم الدعم، ولذلك لا يمكن في ظل الغلاء المتفاقم أن يوازن الصياد بين متطلباته وبين ما تتطلبه المهنة من نفقات يومية في ظل عدم توافر الدعم. هجروا المهنة وأكد أحمد إبراهيم أن “شر البلية ما يضحك”، وشر البلية عند أحمد أن يضطر الصياد لترك المهنة ويبيع قوارب الصيد ويتحول لمستهلك عادي يذهب للسوق ويشتري السمك، وفي الوقت نفسه الذي تعاني فيه المهنة من قلة عدد الصيادين المواطنين بسبب الشيخوخة والمرض، والجزء الثاني منهم توفاهم الله. أما الشباب فهم في وظائف لا تكفي رواتبها للإنفاق على مهنة الصيد، كما يحتاج ذلك الموظف راتبه كاملاً لمواجهة غلاء الأسعار. مال الله يوسف الحمادي قال إن الصياد يخرج مسيرة ثلاثين ميلاً من الصباح عند الساعة الرابعة فجراً وحتى العصر، ولذلك يستهلك الكثير من البترول، ومكائن القوارب في أحيان كثيرة تتحطم قبل خمس أعوام، ويذهب الصياد للاقتراض، وفي حال حدوث أي كسر أو عطل في القارب نفسه، وفكّر الصياد في أن يشتري قارباً جديداً فإن السعر يتراوح ما بين 200 ألف و 300 ألف درهم، إلى جانب الحاجة إلى شراء شباك الصيد وهي الالياخ، فيكف يشتري الصياد كل ذلك من راتب لا يزيد على 6 آلاف درهم، وفي الوقت ذاته عليه توفير متطلبات أسرته وأجور من يعملون لديه؟. هروب الأسماك سليمان الكابوري رئيس مجلس إدارة جمعية اتحاد الصيادين في خورفكان ورئيس لجنة تنظيم مهنة الصيد في المنطقة الشرقية، ورئيس لجنة الجمعيات المشتركة للمنطقة الشرقية، قال إنه يؤيد الصيادين في مطالبهم، لأن مهنة الصيد تعرضت إلى تغيرات جذرية، ومنها أن الصيد سابقاً كان يحدث في منطقة قريبة لا تحتاج لمصاريف كثيرة، وكانت هناك طرق للصيد، منها الصيد بالقراقير أو بالشباك، وكان ذلك قبل عشرين عاماً تقريباً، ولكن اليوم وخاصة في مدينة خورفكان، التي تحولت إلى ميناء تجاري، فهناك المئات من السفن التجارية تدخل إلى الميناء يومياً، إلى جانب أن هناك ما يعرف بالتكات والسفن السياحية والبواخر التي استوطنت منطقة قريبة من المياه الإقليمية، وكل ذلك أثر على مهنة الصيد في خورفكان بشكل خاص عن بقية الصيادين في مناطق أخرى من الدولة. كما أن حركة تلك البواخر والسفن أثرت على الشعاب المرجانية طوال تلك السنين، وأدى صوت مكائن البواخر والسفن إلى هروب الأسماك من المنطقة، فلم تعد أنواع معينة من الأسماك في مواقعها التي عهدها الصياد، حيث اختفت البرية وهي ما يعرف بالسردين وأيضاً الخباط والصدا والقباب والجد وهي أنواع سطحية، أما الشعري والحمّره والكوفر والجش فكلها أسماك أصبحت نادرة اليوم، ليس بسبب الصيد الجائر، ولكن بسبب تلك النشاطات البشرية في أماكن الصيد الرئيسة، حتى القراقير أو أقفاص الصيد أصبح الصياد يفقد منها العشرات بسبب تلك البواخر والسفن التي تتسبب في تقطع الحبال التي تربط وتثبت القرقور في مكانه حتى يذهب الصياد ويأتي به. مطالبة بعودة الدعم يضيف الكابوري أن سعر القرقور كان يتراوح بين 80 و100 درهم، واليوم أصبح السعر ما بين 300 و350 درهماً، وذلك بسبب ارتفاع مواد وأدوات صنع ذلك القرقور، إلى جانب أجور العمال وأجور إقاماتهم وتأشيراتهم والبترول، فكيف يستفيد الصياد في ظل كل ذلك؟، ولذا نحن نطالب بعودة الدعم كما كان، فالصياد المواطن صديق مخلص لبيئته ولذلك مطلوب بيئة جاذبة كي يمضي الصياد في طريقه دون أن ترهقه المهنة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©