أسفرت اشتباكات بين قوات عراقية وناشطي منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة وأفراد عائلاتهم اللاجئين المحتجزين في معسكر أشرف بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد أمس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وذكرت مصادر أمنية عراقية في بعقوبة عاصمة ديالى أن 26 شخصاً بينهم 5 ضباط عراقيين سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات مسلحة اندلعت بعد رفض اللاجئين الإيرانيين تبديل نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي داخل المعسكر”.
وقال المتحدث باسم اللاجئين محمد إقبال “إن القوات العراقية المغيرة بدأت هجومها منذ الصباح وفتحت السياج الشمالي الشرقي للمعسكر باستخدام عدة جرافات واقتحمت المعسكر بمدرعات وعربات مصفحة وبدأت عمليات اطلاق الرصاص الحي على السكان”.
وأضاف “بلغ عدد الشهداء إثر المجزرة الجماعية 31 قتيلاً بينهم 6 نساء وعدد الجرحى بالمئات اغلبهم مصابون بطلقات نارية مباشرة وحالاتهم خطيرة”.
وتابع “إن سكان أشرف كلهم أفراد محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة (لحماية المدنيين في زمن الحرب)، والضالعون في هذا الهجوم يجب أن يُلاحقوا بتهمة ارتكاب جريمة حرب وجريمة ضد المجتمع الدولي”.
وقال المتحدث باسم المنظمة شهريار كيا “إن القوات العراقية المجرمة أطلقت النار على سكان أشرف بالمسدسات والبنادق الآلية ورشاشات المدرعات ”. وأضاف “وقع عدد من سكان المعسكر أسرى بيد الجيش العراقي ولا نعرف مصيرهم. لا دواء لدينا لمعالجة الجرحى ونطالب المنظمات المستقلة بإجلائهم لتلقي العلاج”. واتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن الهجوم استجابة لأمر من المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي.
ولم يتسن التأكد من حصيلة الضحايا من مصادر مستقلة. لكن مصدراً طبياً في مستشفى بعقوبة العام أعلن تلقي جثث 10 قتلى و40 جريحاًَ من المعسكر و6 عسكريين عراقيين جرحى أحدهم ضابط برتبة مقدم. وقال “إن سيارات الإسعاف انطلقت مجددا باتجاه المعسكر لجلب المزيد من الإصابات”.
وقال الضابط في غرفة عمليات ديالى الرائد حسن التميمي إن الاشتباكات اندلعت فجراً بالسلاح الأبيض والحجارة والقناني الزجاجية والعصي بعدما اتخذ الجيش العراقي مواقع له داخل مقبرة تابعة للمعسكر. وأكد مقتل 3 من “مجاهدي خلق” وإصابة 14 آخرين و6 عسكريين عراقيين بجروح.
في غضون ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس السلطات العراقية إلى “ضبط النفس”. وقال خلال تفقده قاعدة عسكرية أميركية قُرب الموصل شمالي العراق “كنت أراقب الأوضاع في معسكر أشرف، نحن قلقون جداً حيال تقارير عن وقوع قتلى وجرحى نتيجة مواجهات بين قوات الأمن العراقية ومجاهدي خلق”.
وأضاف “أحض الحكومة العراقية على ضبط النفس ومعاملة سكان أشرف وفقا للقوانين العراقية والالتزامات الدولية”.
كما دعا المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين روبرت كولفيل السلطات العراقية الجمعة إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس”.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف “تلقينا معلومات عن عملية لقوات الأمن العراقية في معسكر أشرف وفهمنا ان هناك قتلى سقطوا”. وأضاف “نناشد الحكومة العراقية والجيش والأجهزة الأمنية إظهار أقصى درجات ضبط النفس وضمان عدم وقوع ضحايا آخرين”.
عدد اليوم
