حنا كلداني: سياسة الإمارات ترسخ نهج التعايش

أشاد نيافة الأب الدكتور حنا كلداني الأمين العام للمؤسسات التربوية المسيحية بالأردن في محاضرة ألقاها بمركز شؤون الإعلام في أبوظبي بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وجهود سموه في دعم الانفتاح والتعايش الإنساني بين مختلف الأديان والجنسيات في دولة الإمارات سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''· وقال إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان نجح في تشييد نهضة اقتصادية وعمرانية في الإمارات على مستوى مشهود تواكبها نهضة بشرية رائدة تحرص على بناء الإنسان المنفتح على الآخر وترسيخ قيم الاحترام المتبادل والمساواة، معتبراً ذلك ثمرة لنهج الدولة في نشر التسامح وإشاعة روح المودة والأخوة على أرضها· وأضاف الأب حنا كلداني أن المسيحيين العرب يؤمنون بأن التعايش في معناه وبعده الإيجابي خيار لا رجعة عنه· وقال نيافته إننا ننهل من تراث حضاري واحد نتقاسمه، حيث أسهم كل منا في صياغته انطلاقاً من عبقريته الخاصة، مؤكداً أن المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما أن المسلمين أيضاً جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين، مشدداً على ضرورة المحافظة على هذا الإرث التاريخي وتطويره وتجذيره وتفعيله كي يكون أساس العيش المشترك والتعاون الأخوي البناء· وتطرق الأب الدكتور كلداني إلى طبيعة الكنيسة الشرقية، وقال إنها تكونت من أعراق متعددة· وقال إن ''اللغة العربية مثلت الدور الذي قامت به اللغة اليونانية في العالم المسيحي القديم''· وأوضح المحاضر أن الشروط الموضوعية لمستقبل واعد في مجال التعايش الإسلامي المسيحي متوافرة تعززها إرادة الطرفين للإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة وحذر من أن مستقبل العلاقات الإسلامية المسيحية محفوف بالمخاطر ويواجه عدة تحديات منها تحدي عدم الاستقرار وتحدي تقبل الآخر وتحدي الهجرة والتحدي السياسي والديني وتحدي الطائفية· واعتبر ''أن السياسة أخذت حيزاً كبيراً على حساب العلاقات على المستوى الديني والروحي''·