الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الاتحادية للجمارك» تطلق برنامجاً ذكياً لمكافحة التقليد والقرصنة للمرة الأولى في العالم

«الاتحادية للجمارك» تطلق برنامجاً ذكياً لمكافحة التقليد والقرصنة للمرة الأولى في العالم
16 ابريل 2014 21:52
يوسف العربي (دبي) أطلقت الهيئة الاتحادية للجمارك بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية، البرنامج الذكي “آي بي إم موبايل” في الإمارات، لتصبح الدولة الأولى في العالم التي يتوافر فيها هذا البرنامج الهادف إلى محاربة التقليد والقرصنة باستخدام الهواتف الذكية. وقال خالد على البستاني المدير العام للهيئة بالإنابة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في دبي أمس للإعلان عن تدشين البرنامج، إن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لحفظ حقوق الملكية الفكرية والتصدي للبضائع المقلدة والقرصنة. وأكد أن إطلاق برنامج “آي بي إم موبايل” لمكافحة البضائع المقلدة في الإمارات من شأنه الارتقاء بمكانة الدولة ضمن مؤشرات التنافسية العالمية، كاشفاً عن قيام الهيئة الاتحادية للجمارك بتشكيل فريق وطني للتنافسية يضم في عضويته ممثلين عن الهيئة ودوائر الجمارك المحلية. وشدد البستاني على أن الدولة حريصة على دعم خطط تيسير التجارة ومكافحة الغش والتقليد من منطلق المبادئ الراسخة التي قامت عليها دولة الاتحاد، ومن أهمها حماية حقوق الملكية الفكرية ومكافحة عمليات القرصنة والغش لما لها من آثار اقتصادية واجتماعية خطيرة تهدد أمن المجتمع والمستهلك والمنتج معاً. ريادة عالمية وأضاف البستاني أن تطبيق البرنامج يأتي في سياق تنفيذ مبادرة الحكومة الذكية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والتي تهدف للتحول إلى الحكومة الذكية من خلال طرح الخدمات الحكومية عبر الهاتف المتحرك. وأوضح أن البرنامج الجديد يتضمن قاعدة بيانات متطورة تضم حالياً نحو 100 شركة عالمية قامت بتسجيل ما يقرب من 700 علامة تجارية، كما يتضمن البرنامج ما يقرب من 250 مليون “باركود” و 15 مليون سلعة مسجلة ومعترف بها عالمياً. ولفت البستاني إلى أن منظمة الجمارك العالمية نجحت في إطلاق البرنامج عبر الحاسب الآلي في عام 2011، وبلغ عدد الدول التي تطبقه حتى الآن 71 دولة، إلا أن الإمارات ستكون أول دولة تطبقه عبر الهاتف المتحرك. وأكد فيليب فييرو، من الإدارة القانونية بمنظمة الجمارك العالمية أن المنظمة اختارت الإمارات لتكون أول دولة تطبق البرنامج عبر الهاتف المتحرك لما عرف عنها من تبني احدث التقنيات العالمية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولاسيما على صعيد التطبيقات الذكية واستخداماتها لتعزيز مفاهيم الحماية والرفاهية لسكان الدولة. وأوضح فييرو أن منظمة قامت بتطوير البرنامج بالتنسيق مع المصنعين العالميين، و الهيئات الجمركية بالدول الأعضاء، بهدف توفير قاعدة بيانات عالمية تضم مختلف العلامات المميزة للمنتج الأصلي، وهو الأمر الذي يسهم بدوره في مساعدة المفتش الجمركي على تميز البضائع المقلدة أو المقرصنة في اسرع وقت ممكن. ولفت إلى أن المرحلة الأولى من تنفيذ البرنامج جاءت عبر الحاسب الآلي، إلا أن المنظمة العالمية قررت إتاحة البرنامج عبر تطبيق ذكي لتمكين المفتش الجمركي من الاتصال بقواعد البيانات باستخدام الهاتف الذكي، وهو الأمر الذي يسهم بدوره في تقليص زمن إنجاز المعاملة الجمركية. مقترحات إماراتية بدوره قال سعود سالم العقروبي، مدير إدارة العلاقات الدولية بالهيئة الاتحادية للجمارك إنه سيتم تنفيذ المرحلة التجريبية من برنامج الذكي “آي بي إم موبايل” لمكافحة البضائع المقلدة حصرياً في الإمارات ابتداء من أمس تمهيداً للإطلاق العالمي للبرنامج في مؤتمر المنظمة العالمية للجمارك في بروكسل نهاية شهر يونيو المقبل، و يضم المؤتمر نحو 175 من كبار مديري الهيئات الجمركية في العالم. وأوضح أن الهيئة الاتحادية للجمارك قررت تشكيل لجنة مختصة تضم ممثلين عن الدوائر الجمركية المحلية لوضع آليات تطبيق البرنامج ورصد نتائج التطبيق، ومن ثم رفع مقترحات التطوير لمنظمة الجمارك العالمية تمهيداً لإقرارها. وقال العقروبي إنه تمت إتاحة البرنامج الذكي لنحو 200 مفتش جمركي بمختلف المنافذ الجمركية في الدولة للبدء في استخدامه ضمن المرحلة التجريبية، متوقعاً زيادة عدد المستخدمين خلال المرحلة المقبلة. ويهدف البرنامج إلى مساعدة المفتشين الجمركيين في الدولة على محاربة السلع المغشوشة والمقلدة وحماية حقوق الملكية الفكرية من خلال توفير المعلومات عن السلع المقلدة عبر الهاتف المتحرك. وأوضح العقروبي أن البرنامج يقدم العديد من المزايا والخدمات الإلكترونية لمفتشي الجمارك بالمنافذ الجمركية المختلفة خلال عملية الفسح عن البضائع والإرساليات، حيث يمكن لمفتش الجمارك أن يقوم بعمل تصوير ضوئي عن طريق البرنامج لبار كود السلعة المستورة للتأكد من كون السلعة أصلية أم مقلدة، من خلال قاعدة بيانات الشركات المتوافرة بالبرنامج. وأضاف أن البرنامج يسمح لمفتشي الجمارك بأخذ صور للسلع الواردة وإرسالها للشركات المشتركة في البرنامج للتأكد من كونها أصلية من عدمه، كما يتوافر في البرنامج نظام الملاحة (GPS) الذي يمكن مفتش الجمارك من إخطار الشركة المعنية بموقع ومكان الضبطية، وكذلك تحديد أقرب مكان أو رابط اتصال لصاحب العلامة التجارية الأصلية. وأشار العقروبي إلى أن البرنامج سيتم إطلاقه باللغة العربية لأول مرة في الإمارات، إضافة إلى اللغة الإنجليزية، ويمكن للبرنامج العمل وفقاً للأنظمة التشغيل المختلفة للهواتف المتحركة ومن بينها “ IOS “ و “أندرويد”. المستهلك النهائي وحول إمكانية طرح البرنامج للمستهلكين الأفراد أوضح العقروبي أن صعوبات عملية تحول دول إتاحة البرنامج للمستهلك النهائي في الوقت الراهن، حيث تحتوي قاعدة البرنامج معلومات حساسة عن أسرار العلامات المائية للمنتجات الأصلية وهو الأمر الذي يمكن استغلاله على نحو ضار من قبل المقلدون. وأوضح أن الهيئة الاتحادية بصدد بلورة اقتراحات أخرى تساعد المستهلكين على تميز المنتج الأصلي ونظيرة المقلد دون الأضرار بمصالح المصنعين من خلال تطوير برامج ذكية من شأنها قراءة العلامات المائية على المنتج ومن ثم إشعار المستهلك بكون المنتج أصلي أو مقلد. وقال كيوينو ماكوريا الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية، إن اختيار المنظمة للإمارات يعكس أهمية الدولة في خريطة التجارة العالمية، كما يؤكد على تقدم العمل في قطاع الجمارك بالدولة بما يسمح بتطبيق أحدث الأنظمة في مجال التفتيش والمعاينة الجمركية. وقال خالد البستاني، مدير عام الهيئة بالإنابة، إن الإمارات تعد شريكاً استراتيجياً لمنظمة الجمارك العالمية في تطبيق البرنامج الجديد على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن هذه العلاقة الاستراتيجية ستشهد في العام 2020 إطلاق برنامج أبي بي إم المستقبل (IPM FUTURE) في الإمارات الذي يقوم على تكنولوجيا الواقع الافتراضي، حيث يجري العمل حالياً على تشكيل فريق في الدولة من الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية لتقديم الاقتراحات المتعلقة بالبرنامج الجديد والمساهمة في التوصل إلى أفضل التطبيقات المرتبطة به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©