السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق: مقتل 19 شرطياً برصاص مسلحين في درعا

دمشق: مقتل 19 شرطياً برصاص مسلحين في درعا
9 ابريل 2011 00:27
تحولت الاحتجاجات في سوريا التي تطالب بالحرية أمس إلى اشتباكات دامية في “جمعة الصمود”، كان أخطرها في درعا، حيث تضاربت الأنباء حول عدد الضحايا، فبينما أعلنت منظمة حقوقية مقتل 22 شخصا في ثلاث مدن سورية، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية، مقتل 19 عنصرا وجرح 75 آخرين من قوات الشرطة والأمن اثر اطلاق “مجموعات مسلحة” النار عليهم في درعا. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن المصدر أن “عدد الشهداء من قوات الشرطة والأمن ارتفع الى تسعة عشر شهيدا وخمسة وسبعين جريحا بإطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا “. وكان المصدر ذاته أشار في وقت سابق الى مقتل أربعة شرطيين وسائق سيارة إسعاف. وقال إن “مجموعات مسلحة قامت بإطلاق النار على السكان وقوات الشرطة والأمن العزل من السلاح مما أودى بحياة العديد منهم واصابة العشرات”. وأضاف المصدر أن “أربعة من عناصر الشرطة والأمن استشهدوا برصاص المجموعات المسلحة” مؤكدا وجود “تعليمات صارمة لكافة عناصر الشرطة وقوى الأمن الذين تقتضي مهامهم الوجود في أماكن تجمعات المواطنين بعدم حمل السلاح”. كما اعلن المصدر ان “المسلحين أطلقوا النار ايضا على سيارة إسعاف أثناء قيامها بنقل مصابين الى المشفى ما أدى الى استشهاد سائق السيارة”. وأشار المصدر الى أن “مجموعات أخرى قامت بوضع حواجز اسمنتية على الطرقات وأشعلت النيران في الإطارات ورشقت قوات الشرطة وعناصر الأمن بالحجارة ما اضطرهم لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم قبل أن يعتدوا على عدة ممتلكات عامة وخاصة وقاموا بإحراق بعض المرافق الخدمية والسيارات”. وأوضح المصدر “أن أهالي مدينة درعا عبروا عن تذمرهم من هذا الوضع الذي تسبب به المسلحون من أحداث فوضى وترويع للأهالي وعدم الأمان على حياتهم وحياة أولادهم”. وفي حمص، أفادت الوكالة ان “المئات جرحوا في بعض أحياء حمص وقامت مجموعة منهم بحرق سيارات للشرطة وأطلقت النار على عناصر الشرطة وقوى الأمن فيما قام ملثمون على دراجات نارية بإطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين ما أدى الى وقوع إصابات”. ونقلت الوكالة عن مدير المشفى العسكري بحمص ان “المشفى استقبل ستة جرحى من قوى الأمن” موضحا ان “احدهم مصاب بطلق ناري وحالته حرجة”. كما شهدت منطقة دوما في ريف دمشق “تجمعا لآلاف السوريين الذين هتفوا للحرية والشهيد وانفض معظمهم بعد اقل من ساعتين، بحسب الوكالة. وأضافت الوكالة ان “المئات من السوريين تجمعوا في اللاذقية والقامشلي وبانياس مطالبين بتسريع وتيرة الإصلاحات وتعزيز مناخ الحرية ومكافحة الفساد بالإضافة لبعض المطالب الخدمية المحلية”. واشارت الى أن “هذه التجمعات لم تشهد احتكاكات أو أعمالا تخريبية”. من جانبه اعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة “فرانس برس” في اتصال هاتفي من القاهرة أن 22 شخصا لقوا حتفهم امس في سوريا خلال تظاهرات احتجاجية جرت في درعا وحمص وحرستا. وأوضح قربي أن “17 شخصا لقوا حتفهم اثناء التظاهرات في درعا” وقدم لائحة بأسماء القتلى الـ 17. وأشار الى “الاستخدام الكثيف للرصاص الحي اضافة لإطلاق الغاز المسيل للدموع وغاز اخر يسبب الإغماء فورا لمجرد استنشاقه في درعا”. وأضاف قربي ان “الاجهزة الأمنية والميليشيات التابعة لها قامت بقتل ثلاثة أشخاص من الذين شاركوا في تظاهرة جرت بعد صلاة الجمعة في حرستا” القريبة من دمشق . وتابع أن “قتيلين سقطا أيضا برصاص قوات الامن في مدينة حمص اثر التظاهرات التي انطلقت من مسجد حمص الكبير”. وقال سكان إن قوات الأمن فتحت النار على آلاف المحتجين في درعا وان المحتجين أشعلوا النار في بناية لحزب البعث الحاكم وحطموا تمثالا لباسل الأسد الشقيق الراحل للرئيس. وقال متطوع في مستشفى درعا وناشط إن 17 شخصا قتلوا وقرأ كلاهما قائمة بأسماء القتلى. وقال أحد سكان درعا لرويترز عبر الهاتف “رأيت بركا من الدماء وثلاث جثث يحملها ذويها”. وأضاف “كان هناك قناصة على الأسطح. اطلاق النار كان كثيفا. ونقل المصابون إلى منازلهم. لا أحد يثق بوضع قريب له في مستشفى في هذه الظروف”. ويخشى الكثير من المحتجين القبض عليهم اذا ذهبوا إلى المستشفيات. وقال سكان ان المسجد العمري حول ثانية إلى مستشفى مؤقت وبثت مكبرات الصوت فيه نداءات طلب المساعدة الطبية. وخرج آلاف الأكراد ومعظمهم من الشباب في مسيرة في مدينة القامشلي، ورددوا هتافات “لا كردي ولا عربي، الشعب السوري واحد”. ورددوا أيضا هتافات “نحيي شهداء درعا”. وقال حسن كمال العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردي لرويترز “لفتة المواطنة لم تؤد إلا لإشعال الشارع. القضية الكردية قضية ديمقراطية وحرية وهوية ثقافية”. وقال غربي يعيش في حي كفر سوسة في دمشق ان الشرطة وموالين للأسد هاجموا المحتجين بعد مغادرتهم لمسجد. وقال الشاهد “لم ار في حياتي هذا العدد من البلطجية. لقد ضربوهم بالعصي الكهربائية والهراوات التي بها مسامير بارزة”. وتحدث مقيمون وناشطون عن تظاهرات في بلدة بنياس الساحلية وفي عدة بلدات ومدن هتف المتظاهرون فيها بهتافات تطالب بالحرية للجميع. واستخدمت قوات الأمن السورية أمس مدافع مياه وقنابل دخان لتفريق احتجاج في مدينة حماة التي قتل فيها الآلاف في حملة قمع عام 1982. وقال سكان إن حوالي ألفي شخص شاركوا في المظاهرة المؤيدة للديمقراطية في الحي القديم من المدينة . وقال عدد من السوريين قابلتهم وكالة الأنباء الألمانية أمس إنه يمكن اعتبار خروج عشرات الآلاف في كل مدينة من المدن التي جرت فيها التظاهرات هو نوع من الرفض للقرارات التي اتخذتها القيادة السورية بحجة تهدئة الشارع، لأن المطلب الرئيسي هو الحرية وإصلاح جذري وسيادة القانون وكسر احتكار البعث للحياة الحزبية منذ نحو نصف قرن. ورفضوا ما بات يعرف في الشارع السوري “بهدايا الخميس”، مؤكدين أن السوريين لا يريدون هبات من أحد، وهم يريدون كرامتهم وحريتهم وتوزيع عادل للثروة الوطنية ومكافحة الفساد وبتطبيق إصلاح جذري حقيقي وسريع يطال الدستور ويضع ضوابط لمناصب المسئولين الذين يجلسون في مناصبهم لعقود ويكنزون ملايين الدولارات في البنوك الخارجية وآخر همهم سورية والسوريين. ويتناقل الشعب السوري منذ بضعة أيام عبارة “هدايا الخميس” في إشارة إلى القرارات التي تتقصد السلطات إصدارها قبل كل يوم جمعة بغية تنفيس الاحتقان أو سحب أسباب التظاهرات التي تجتاح المدن السورية وتكبر مع كل جمعة جديدة يسقط فيها قتلى وجرحى من المتظاهرين سلميا طلبا للحرية والإصلاح الجذري. وعرض التلفزيون السوري الرسمي في “بث حي” ما وصفهم بانهم “مخربون ومندسون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام” في درعا. وأشار مسؤول في التلفزيون السوري لوكالة فرانس برس “ان ادارة التلفزيون في درعا اضطرت لإغلاق المبنى بعد أن قام محتجون باجتياحه وتدمير بعض الأجهزة الموجودة فيه” دون اضافة المزيد من التفاصيل. واعتبر التلفزيون السوري ان “سوريا تعيش أزمة وهذه الأزمة أراد لها البعض ان تكون ازمة مستشرية وان تتحول من مطالب شعبية محقة الى أزمة أمنية تستهدف حياة المواطنين وامن الوطن”. واضاف التلفزيون ان “المحاولات الإصلاحية تتعرض الان لمحاولة الاجهاض والإفساد من بعض الجهات التي تعمل على تخريب الممتلكات العامة والخاصة في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار ولإفساد اللحمة الوطنية التي سادت في سوريا لعقود طويلة”. من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيان بثته سانا أنها “تهيب بالمواطنين في درعا عدم ايواء المجموعات المسلحة التي أطلقت النار على المواطنين ورجال الشرطة والمسارعة بإبلاغ السلطات المعنية عن اي معلومات تتوافر عنها”. وأشار عضو مجلس الشعب خالد العبود الى “وجود حالة غير طبيعية يتسم بها بعض المحتجين اليوم تنحو باتجاه رفع سقف الاحتجاج وليس المطالب” وأضاف “كان لا بد من رفع سقف حالة الشغب بعد ان تم التجاوب لأغلب المطالب” لافتا الى أن “من يريد رفع سخونة الداخل السوري يحاول رفع الأصوات في اكثر من مكان”. وتابع “أن هذا الأمر لا بد منه في ظل هذه المؤامرة لان القضية ليست قضية مطالب بل استغلالها للعمل على خلق حالة وجدانية تجعل الناس تندفع الى الشارع مما يتسبب بوقوع قتلى وجرحى” وأشار رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي “رغم ان الحكومة حاولت احتواء الأزمة سواء من خلال انفتاحها على الشارع الديني ومعالجة قضية الأكراد وإصدار تعليمات مشددة بعدم الاشتباك ولكن على ارض الواقع نجد شيئا مختلفا”. وأضاف انه “شيء غير مفهوم وغير منطقي بالنسبة لنا”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©