الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فرج علام يقرأ تشكلات «الصفحة 79 من مذكراتي» لسلطان العميمي

فرج علام يقرأ تشكلات «الصفحة 79 من مذكراتي» لسلطان العميمي
4 ابريل 2013 23:45
سلمان كاصد (أبوظبي) - نظمت جماعة الإبداع في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي الثلاثاء الماضي أمسية نقدية للباحث المصري الدكتور فرج علام تحت عنوان «قراءة نقدية في المجموعة القصصية الصفحة 79 من مذكراتي لسلطان العميمي»، وشهد الأمسية عدد من الأدباء والقصاصين والصحفيين، وقدم المحاضر إلى الجمهور الباحث والأكاديمي المصري الدكتور أحمد الأمير بكلمة أشاد بها بدور المحاضر علمياً ومعرفياً. استهل فرج علام محاضرته بتقديم بانوراما عامة عن قراءته وسعيها النقدي للكشف عن رموز المجموعة القصصية «الصفحة 79 من مذكراتي» التي تشتمل على 31 نصاً تتنوع بين القصة القصيرة والقصيرة جداً. تناول علام في البدء موضوعة عتبات النص القصصي وهي «عنوان المجموعة»، و«صورة الغلاف»، و«الإهداء»، و«الهوامش»، وطرحت تحليلات لهذه العتبات وعلاقتها بالمتن القصصي بوصفها سبيلاً لإضاءة السبل نحو العمل الأدبي. تحدث علام عن عنوان المجموعة كونه بؤرة مهمة، وشدد على أن عنوان المجموعة يثير الكثير من التساؤلات التي تتصل بالنص وتساءل لماذا الصفحة 79 حيث لم تكن 100 أو الصفحة رقم 1 واعتبر علام ذلك الرقم 79 يغلق المعنى فيفتح التأويل مادام الرقم «100» يحيل إلى الاكتمال والرقم «1» يحيل إلى المبتدأ. ويستفهم الباحث بالرغم من أنه في محاضرته لم يقدم السبب الذي يجعل العميمي يختار الرقم 79 عنواناً لمجموعته وإنما طرح تساؤلات وليست إجابات - عن كلمة «مذكراتي» أيضاً، وتتقاطع بحسب الباحث كلمة العنوان مع المجموعة القصصية، إذ كلمة مذكراتي دلالة على السيرة بينما المجموعة ضمت قصصاً ويعني لديه هذا اشتغال العميمي على الإيهام منذ العنوان. يتساءل علام هل يعني أننا عبر كلمة مذكراتي إزاء أدب سير ذاتي، هل يستبدل السارد بالقاصي كونه ينطق عنه. يرى فرج علام أن الماضي يتجسد في العنوان حيث يمتلك بنيته الزمنية، وأن عنوان المجموعة هو عنوان لقصة فيها، ويظل فرج علام في تساؤلاته عن الكيفية التي احتلت فيها هذه القصة مكانها في جسد المجموعة. ويحاور علام السبب في اختيار نصين من المجموعة ليوضعا في نهاية الصفحة الأخيرة من المجموعة، وهما من قصة «الصفحة 79» ومن قصة «سندباد» وهي: «علمتها السباحة، فطارت، علمتني الطيران فغرقت» يحاور فرج علام صورة الغلاف وهو دفتر مذكرات على طاولة صغيرة حيث يتطاير الورق منه محلقاً في السماء وكأنها حمامات محلقة، في سرب أشبه بالهلال، وهنا يتساءل علام لماذا لم تبرز الصفحة 79 من خلال هذه الأوراق المتطاير أو الكائنة على الطاولة، وقال «ألم يكن لهذه الصفحة التي قيدت عنواناً لتلك المجموعة أن تكون صفحتها مميزة على الغلاف.. ألم تستحق أن تأخذ شكلاً أو لوناً أو حجماً أو رقماً يميزها ويجليها عن غيرها».. ويتساءل «أم أن كل الأوراق هي صفحة 79؟». يناقش فرج علام الإهداء «إلى أمل السنوات السبع»، ويربط بين الرقم 7 والرقم 79 ودلالاتهما معاً كون الأول قدسي على مستوى الثقافات والأديان والثاني على مستوى ذات السارد. وينتقل الباحث إلى اختيار عناوين القصص الـ «31» من كلمة واحدة ومن كلمتين أو ما تزيد عليها، وهي أسماء ما عدا قصة واحدة وقد جاءت فعلاً «ركض بعيداً» وما جاء معطوفاً «هي والذئب» وما جاء تركيباً. وأسباب اختيار القاص عناوين قصيرة دالة على مضمون القصة كونها رسائل نصية ويتطرق الباحث إلى اختيار الفكرة عن التحول الاجتماعي في «قصة كلب» التي يقرأها قراة متفحصة، وقصة «قبور» وما فيها من الغرابة التي تتناول التحولات الاجتماعية أيضاً، وقصة «البوابة رقم 4» وكيفية تكون العلاقة مع الآخر. ويقرأ فرج علام موضوعة «بدايات القصص» أو ما يطلق عليه «الاستهلال» كونها عنصراً يدفع القارئ إلى الاستمرار في قراءة النص، فيستقرئ الباحث مقدمات القصص القصيرة تلك وعلاقتها بالأحداث. واعتبر قصة «ركض بعيداً»، و«السنطوانة»، و«الاختيار» و«الهروب الأخير»، و«كلب»، و«رسائل»، و«قبور»، و«ثأر» نموذجاً. وتطرق الباحث أيضاً إلى حس المفارقة في قصص المجموعة وهو مفاجأة الخواتيم ويأخذ أنموذجاً قصة «قبور»، و«البوابة رقم 4»، و«رسائل»، و«الاختيار». ويتحول فرج علام إلى قراءة الفضاء المكاني وينظم جدولاً في ثلاثة حقول تحصي وتبرمج عنوان القصة والفضاء المكاني والملاحظات ويأخذ «ركض بعيداً»، و«السنطوانة»، و«كلب»، و«رسائل»، و«رسائل نصية»، و«قبور»، و«ثأر» وغير نماذج للتطبيق، ويقدم في نهاية جدوله ملاحظات على الطريقة التي تشكل المكان في المجموعة. ويتناول فرج علام الخط الزمني للقصة لدى سلطان العميمي ويحلل الزمن في بعض منها وبخاصة في «قبور»، و«ثأر»، و«رسائل»، و«خبر أحمر». ويقرأ أيضاً رسم الشخوص ويختتم دراسته بملاحظات على بعض القصص. والدكترو فرج علام متخصص في النقد الأدبي يشتغل في التدريس وله نشاط بحثي مهم ومشاركات علمية متعددة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©