هل توقف «المرأة الحديدية» صفقة بيع «أوبل» لـ «ماجنا»؟

كان تحفظ مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المنافسة نيللي كروس على صفقة بيع «أوبل» المتعثرة لشركة «ماجنا» النمساوية الكندية لمستلزمات السيارات واضحاً بشكل مفاجئ. وتسعى كروس المعروفة بعدم تخوفها من خوض الخلافات للحيلولة دون حصول شركة «ماجنا» وشريكها الروسي «مصرف سبير بنك» وحدهما على الدعم المالي الحكومي الذي وعدت به حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في حالة إتمام الصفقة لصالحهما والذي يقدر بالمليارات. ولم يكن من المستغرب أن تبدو كروس بهذا الحزم والإصرار في مواجهة صفقة بيع «أوبل»، الفرع الأوروبي لـ«جنرال موتورز» الأميركية «جي ام» المهددة بالإفلاس وذلك في ضوء قولها في الخطاب الذي وجهته بداية الشهر الحالي لوزير الاقتصاد البريطاني بيتر ماندلسون» لدي نية قوية لأداء واجبي كمفوضة للاتحاد الأوروبي». وتم تمرير هذا التقرير السري لبرلين وغيرها من العواصم الأوروبية. وأعلنت كروس في هذا الخطاب أن الدراسة التي بدأتها المفوضية الأوروبية مطلع أكتوبر الجاري لصفقة بيع أوبل ستستمر «عدة أسابيع أخرى». ثم كان خطابها الأخير لبرلين بعد هذا الخطاب المذكور بتسعة أيام فقط. وحيث لا يعلم أحد بنوايا المرأة الحديدية من مدينة روتردام ودوافعها فإن المراقب لهذه القضية لا يسعه سوى التكهن. وفي هذا السياق يشير المراقبون إلى أن الوضع السياسي الذي تمر به المفوضية الأوروبية حالياً بالنسبة لصفقة الاستحواذ على أوبل شائك للغاية. وهذا هو إذا الإطار الواسع الذي يدور فيه الخلاف بشأن صفقة أوبل. لم يمض وقت طويل على التجديد لرئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو في منصبه لفترة ثانية، وكان ذلك بمساعدة ألمانية أيضاً. ولم تتضح بعد التشكيلة الجديدة للمفوضية لأنه لم يتم حتى الآن الموافقة بشكل نهائي على اتفافية لشبونة التي ستكون الأساس القانوني الجديد للاتحاد الأوروبي. ومن غير المستبعد حسبما يعتقد مراقبون في بروكسل ألا تصبح كروس ضمن هذه التشكيلة المرتقبة مما جعلها حسب هؤلاء المراقبين تسعى لمنع تقديم برلين تنازلات مفرطة في سبيل إنقاذ أوبل. وفي خطابها لوزير الاقتصاد الألماني كارل تيودرو تسو جوتنبرج قالت الهولندية كروس التي اعتادت على اصطحاب طعامها معها في مكتبها حتى لا تضيع وقتها في مطعم المفوضية الأوروبية بكل وضوح إنه من الضروري منح المالك الحالي لـ»أوبل» شركة «جنرال موتوزر» الأميركية، ولجنة الوصاية على «أوبل» الفرصة الكافية لإعادة النظر في النتيجة التي تمخضت عنها عملية المزايدة التي سبقت فوز «ماجنا» و»سبير بنك» الروسي بصفقة الاستحواذ على «أوبل». وتريد الهولندية كروس أن تحصل على ضمانات من برلين بأن المليارات التي ستقدمها حكومة ميركل لإنقاذ «أوبل» ليست مرتبطة بمستثمر بعينه. فهل تصبح صفقة بيع «أوبل» لـ»ماجنا» و»سبير بنك» في خطر بعد أن وعدت برلين بدعم هذه الصفقة بكفالية مالية قدرها 4.5 مليار يورو؟، ليست هناك إجابات واضحة على هذا السؤال في الوقت الحالي في بروكسل. ولكن من الواضح الذي لا لبث فيه أن كروس ستظل متمسكة بموقفها الصارم.