السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفالنا في مهبِّ الخطر الترفيهي

أطفالنا في مهبِّ الخطر الترفيهي
18 أكتوبر 2009 22:06
أطفالنا هم الأمل، ومن حقوقهم علينا أن نمنحهم كل ما نستطيع من محبة وعناية واهتمام لتكون أيامهم بلون الورد، وهم أيضاً بحاجة ماسة إلى اللعب والنشاط واكتساب المعرفة والخبرة. وبما أنَّ ظروف الحياة المعاصرة فرضت نمطاً من المنازل يتصف بتواضع المساحة وضآلة الإمكانات التي توفرها على هذا الصعيد، كان لا بدَّ من للتخطيط العمراني الحديث من أن يلحظ تخصيص مساحات كبيرة من الشواطئ والحدائق والمنتزهات تؤمن لمرتاديها، والأطفال منهم خاصة، فرصة للاستجمام أو للتنزه وتمضية أوقات حرة في الهواء الطلق وسط الطبيعة. وقد أولت بلدية أبوظبي اهتماماً استثنائياً لهذه المرافق العامة التي تعود بالنفع العميم على المستفيدين منها، حيث جرى تصميمها وفق أحدث الأساليب العالمية، كما روعي وجود ألعاب الأطفال المناسبة لمختلف الأعمار، وكلها مدروسة ومزودة بوسائل السلامة الصحية الآمنة. ومع ذلك، فإنَّ الأهل مطالبون بإبداء الاهتمام والاحتياط حيال أطفالهم، إذ لا يمكن الركون إلى وثوقية التصميم وحدها، فدائماً هناك هامش، ولو ضئيل، لخطأ محتمل، خاصة في الألعاب المتميزة بسرعة فائقة وارتفاعات عالية. حيث تعرض الطفل أنطونيو سمعان مؤخراً إلى حادث مؤلم، إذ أصيب بكسر في يده، بينما كان يلعب في إحدى الحدائق. ضرورة المراقبة يقول أديب سمعان، والد الطفل ابن الخمس سنوات: «دفعت رسم اشتراكه في لعبة التزحلق المخصصة لعمره، وصعد إلى ذروتها بشكل نظامي، ونزل كذلك أيضاً، لكنَّه كان مسرعاً في نزوله، بما لم يسمح للشبك الموضوع أسفل اللعبة، والمخصص لحماية الأطفال اللاعبين، من درء الخطر عنه، وكانت النتيجة أنَّ يده أصيبت بكسر بالعظم ما فوق المفصل، كما تحرك أيضا المفصلان عند الكوع، مما استدعى نقله إلى المستشفى، وإجراء عمل جراحي يستوجب الراحة لمدة شهر». ويضيف أديب: «اللعبة فيها شبك للحماية، وهي مخصصة لعمره، لكن أعتقد أنَّه يجب مراقبة نوعية الشبك الموجود في آخر اللعبة، إذ قد يكون نوعه غير آمن بصورة كافية، وغير كاف لمنع الأذى». كانت نادين وأخوها عدنان يلعبان بالأرجوحة بعيداً عن مراقبة الأهل، وعندما وجهت الكاميرا نحوهما جاء الأب، محمد أبو شهلا، ليقول رداً على سؤال حول مدى ثقته بأمان الألعاب التي يستخدمها طفلاه: «أنا أفضل هذه الحديقة، أجيء مع الأولاد في العطلة الأسبوعية مرة أو مرتين، أول ما أقوم به تفحص اللعبة، وتبيان ما إذا كانت تنطوي على شيء من الخطورة، وإن كان هناك درج يلزم استخدامه، أطلب منهما الانتباه والتعود عليه، كذلك الأمر بالنسبة للأرجوحة، أنا أقف إلى جانبهما مراقباً حتى التأكد من أنَّها أصبحت مألوفة بالنسبة إليهما». ويضيف أبو شهلا: «أنا لا أفضل الألعاب الداخلية في الأماكن المغلقة، إن الحدائق المفتوحة فيها الهواء الطلق والشمس، لذلك يكون الطفل بعيداً عن الازدحام، وآمناً من التعرض لبعض الأمراض التي يمكن أن يسببها الجو المغلق، كما أنني أعطي وقت ساعتين للعب فقط، وإذا كان هناك بعض الباعة المتجولين، فلا بد من مراقبة الأطفال؛ لئلا يشتروا ما لا يناسبهم. لذلك أتمنى أن تكون هناك توعية ومراقبة مستمرة من الأهل، بالإضافة إلى غلق الحدائق بعد المغرب، كذلك أرى أنَّ بعض الألعاب يجب أن تكون خاضعة لإشراف مراقبين، خاصة في فترات الازدحام المعروفة، ومن الضروري أن يتولى الأهالي مرافقة أطفالهم، وعدم الاكتفاء بوجود الخادمة معهم. أنا بنفسي أقف مقابل الأولاد، وأتابع لعبهم، بعد أن أكون عودتهم كيف يلعبون على كل لعبة تخص أعمارهم». الأهل أولاً وأخيراً يجلس سفيان الدهشان على مقعد، يراقب لعب ولديه، ليث ابن الست سنوات، وأخوه الأصغر جاد، ويقول سفيان: «إن الأهل هم وحدهم المسؤولون عن أطفالهم، يجب أن يظلوا مع أولادهم، أنا آتي بأولادي إلى هذه الحديقة، وهي مخصصة فيها الألعاب لكل سن، وثمة أمان في الحدائق، لكنني أعتقد أنَّه يجب يكون هناك مراقب عام ودائم يتابع شؤون الألعاب، حتى مع الشغالة لا يجوز أن يترك الولد لها، وبالرغم من كوني دائم التواجد مع أولادي، ولزيادة الحيطة، فقد علَّمتُ ابني على رقم هاتفي النقال، وأحمِّله بطاقتي كذلك». ويضيف سفيان: «أعتقد أنَّه يجب أن يكون في الحدائق ممرض وإسعافات أولية، فقد حصل ذات مرة أن وقعت امرأة كبيرة وكسرت رجلها، ومن شأن الإسعاف الأولي أن يكون مناسباً في مثل هذه الحالات. ويتابع محدثنا: «مضى على وجودي في أبوظبي 31 سنة، وقد ازدادت الحدائق، بشكل ملحوظ، كما زاد عدد الناس الذين يأتون إليها، لقد أصبحت متنفساً ورئة للمدينة، ومن الواجب توعية بين الناس والمشرفين على إجراءات السلامة المرتبطة بالأطفال». أهمية الضبط بدورها الباحثة التربوية نعيمة حسن تقول: «اللعب حق لكل طفل، وأهميته تأتي انطلاقاً من حاجات الطفل، لذلك لا بدَّ أن تكون اللعبة في مكانها المناسب، بعيدة عن الطريق وخالية من الأسوار الحديدية، وهذه مسؤولية القائمين على الحدائق. وعلى الجانب الآخر لا بد أن تكون هناك مراقبة مباشرة من الأهل، وكذلك من القائمين على الحدائق مثل «السيكورتي»، كما يلزم أن يكون هناك من لديه الخبرة بالإسعافات الأولية، وأن يُصار إلى ضبط عملية اللعب وفقاً للأعمار المخصصة لكل لعبة، وهنا تقع المسؤولية على ولي الأمر في إيضاح ذلك لمن هم تحت وصايته».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©