الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مساكن القذافي في ليبيا عشوائيات.. وسوق للحيوانات

مساكن القذافي في ليبيا عشوائيات.. وسوق للحيوانات
5 ابريل 2015 19:00

تدل قطع من البلاط الأخضر على أن البيت الاشهر لمعمر القذافي كان قائما في هذا المكان قبل أن تحيل الثورة معظم أبنية مجمع باب العزيزية في طرابلس إلى ركام، وحصونه في مناطق أخرى الى سوق للحيوانات.. ومكب للنفايات. البيت الذي قصفته طائرات أميركية عام 1986 اختفى تماما وبقيت منه أجزاء فقط من أرضيته الخضراء. أمامه آثار السراديب والأنفاق التي تقول روايات سكان العاصمة الليبية إنها كانت تصله بالمطارات والثكنات ووسط المدينة. وحتى نصب القبضة الذهبية التي تسحق طائرة أميركية أمام «بيت الصمود» الذي ظل يحمل آثار الغارات عليه، أزيل من مكانه ونقل لمدينة مصراتة شرق طرابلس التي تعرضت لحصار طويل خلال الثورة. وقال عادل محمد فارينة مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة السياحة في حكومة طرابلس «كان هذا الموقع رمزا لحقبة القذافي واليوم دمر هذا الرمز وسوي بالأرض». وأضاف «لم يكن متخيلا أن يتحول هذا المنزل إلى متحف لأنه لا يمكن أن نقيم متحفا لحقبة سوداء كهذه. قد نذكرها بفقرة بسيطة في بعض المراجع والكتب، لكن أن يبقى كما هو.. فلا». وليس من المعروف التاريخ المحدد الذي دمر فيه هذا المنزل الذي كان القذافي يستقبل فيه ضيوفه. لكن السلطات أمرت في أغسطس 2012 ببدء هدم أبنية المجمع معلنة نيتها تحويل حصن باب العزيزية الواقع في جنوب العاصمة والمقام على مساحة نحو 6 كليومترات مربعة، إلى منتزه. وتعطل المشروع بعدما تدفق عشرات اللاجئين إلى المجمع واحتلوا ما تبقى من أبنيته القليلة. ويدخل السكان عبر بوابة صغيرة بجانب المدخل الرئيسي السابق للمجمع ويركن بعضهم سياراتهم أمام المواقع التي يقيمون فيها.. وهناك آخرون ينشرون ملابسهم المبللة على نوافذ هذه المواقع وشرفاتها. وكتبت على جدران ما تبقى من الأبنية اسماء كتائب الثوار التي دخلت باب العزيزية وأسماء مقاتلين قتلوا خلال مواجهتهم قوات القذافي، إلى جانب شعارات مناهضة له بينها «أين أنت يا مؤلف كتاب الافتراء»، في إشارة إلى «الكتاب الأخضر». وفي عام 1969 عقب الانقلاب الذي حمله إلى السلطة، أقام القذافي في منطقة باب العزيزية وبدأ يتوسع في حصنه. وهدم منازل مجاورة لمقر اقامته وألغى طرقا كانت تمر بالقرب منه. وأحيط المجمع الذي كان يضم معسكرات وخيم استقبال ومقرات سياسية ومنازل للقذافي، بثلاثة أسوار أسمنتية أولها سور رئيسي على الطريق العام طلي بالأخضر وامتد لمسافة نحو 7300 متر ولم تكن تبرز منه سوى أبراج المراقبة. وقد استبدل اليوم بسور حديدي أبيض. ويقول حسن الذي يعمل سائقا في طرابلس «كانت الناس تخاف حتى ان تنظر الى السور خشية اعتقالها، وتتجنب كذلك السير على الرصيف الموازي له». ولم يطل التدمير او التخريب بيت القذافي في طرابلس فقط، بل إن منازل الرجل الذي حكم ليبيا لأربعة عقود بيد من حديد، واجهت المصير نفسه في أماكن اخرى وبينها مقره في سبها جنوبا ومنزله قرب مدينة شحات الأثرية شرقا والذي لا يزال يحافظ على بعض معالمه. وفي بنغازي على بعد نحو ألف كلم شرق طرابلس، أقامت مجموعة من التجار سوقا للحيوانات في مقر القذافي الذي كان يعرف باسم «كتيبة الفضيل بو عمرى ويمتد على مساحة عشرة هكتارات. وتنتشر في السوق أقفاص الطيور والحمام وتعرض في صفوف يقف خلفها تجارها وأمامها الفضوليون والمشترون الذين يتنافسون في الحصول على الطيور والقطط والكلاب بأسعار تتخطى أحيانا مئات الدولارات. وكما حدث في مجمع باب العزيزية، استقرت عائلات لاجئة في بعض المقار داخل المعسكر الذي يعود إلى فترة الاحتلال الايطالي. وقال محمد سليمان (43 عاما) أمام مجموعة من الأطفال وسيارة متهالكة «كنا نحلم بحياة افضل عقب سقوط سلطان القذافي، لكن ها نحن نعيش على أنقاضه». وأضاف «هذه رسالة قوية نوجهها الى حكام ليبيا الجدد. لو منح القذافي الليبيين حرية وكرامة ومستوى معيشة لائقا لما سقط عرشه وصرنا نحن هنا». وأعيد في المجمع افتتاح شارع كان مقفلا منذ الثمانينات ليربط بين شمال المدينة وجنوبها كأطول شارع في بنغازي على امتداد نحو 50 كلم، ويحمل اسم الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. اما بيت القذافي الشخصي داخل المجمع، فاحتلته في أوائل عام 2012 جماعة «أنصار الشريعة» الموالية لتنظيم القاعدة وجعلت منه مقرا رئيسا لها لأنه يقع داخل سور محاط بأبنية سكنية لا واجهة خلفية أو نوافذ لها. لكن هذا البيت تم هدمه وتسويته بالارض في الحملة الثانية التي أطلقها في 15 أكتوبر الماضي الفريق اول ركن خليفة حفتر لاستعادة مدينة بنغازي من ايدي جماعات متشددة، وقد أزيل تماما، وباتت اطرافه مكبات للنفايات التي يتم حرقها يوميا. ويقول علي المصراتي وهو يمر بالقرب من المقر «هذا المكان لا يليق به إلا أن يكون مكبا للنفايات لما حمله خلال فترة قاتمة السواد من ذكريات أليمة».  

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©