محمد حامد (دبي)
ارتفعت وتيرة الحديث عما يسمى بـ «حظ الريال» في دوري الأبطال، خاصة أن تجاوزه عقبة الدور قبل النهائي جاء على حساب الطرف الأفضل بايرن ميونيخ، ليصل الفريق المدريدي إلى النهائي الـ16 في تاريخه وللمرة الثالثة على التوالي، محققاً أرقاماً قياسية يؤكد بها أن البطولة القارية عشقه الأبدي، حيث يقف على أعتاب الفوز باللقب للمرة الـ 13، واقعياً يبدو أن نبرة الحديث عن أحقية الملكي في الحصول على تذكرة نهائي كييف، الذي يقام 26 مايو يتنافى مع ما حققه طوال مشواره في النسخة الحالية، فقد أسقط في طريقه أبطال أوروبا الذين حصدوا لقب الدوري في بلادهم.
وكانت بداية رحلة البطل الذي أسقط الأبطال بباريس سان جيرمان المتوج بدوري فرنسا، كما أزاح يوفنتوس الذي أصبح تتويجه بالدوري الإيطالي مسألة وقت لا أكثر، وقهر البايرن بالفوز عليه 4-3 في مجموع ذهاب وإياب قبل النهائي، ومن المعروف أن البافاري حسم الدوري الألماني، وبالنظر إلى صعوبة هذه الطريق، وفي حال نجح «الملكي» في الظفر بالبطولة، فإنه سيؤكد من جديد أنه ليس مجرد فريق تربطه علاقة بالبطولة القارية، بل إنه «بطل الأبطال».
90 دقيقة تفصل ريال مدريد عن العودة إلى أبوظبي من جديد للمشاركة في النسخة المقبلة من مونديال الأندية، والذي يقام خلال الفترة من 12 إلى 22 ديسمبر المقبل، فقد تأهل الملكي لنهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي، ولم يسبق لأي كيان كروي في القارة العجوز تحقيق هذه الأرقام، وجاء صعود الفريق المدريدي لنهائي كييف الذي يقام 26 مايو بعد تعادله مع العملاق البافاري بايرن ميونيخ 2-2 في إياب نصف نهائي البطولة، الذي جاء مثيراً من الجانبين، وسط تفوق نسبي للضيف الألماني على مستوى الفرص المهدرة والسيطرة.
وكان الريال حقق فوزاً مهماً في مباراة الذهاب بميونيخ بهدفين لهدف، وعلى الرغم من تألق بطل البوندسليجا بالبرنابيو، فإنه تجرع مرارة الوداع الحزين، وضياع حلم الثلاثية التاريخية الثانية مع «الثعلب العجوز» يوب هاينكس، والذي قاد الفريق للفوز بالدوري والكأس ودوري الأبطال موسم 2012 - 2013، وعاد الموسم الحالي إنقاذاً للموقف بعد إقالة كارلو أنشيلوتي ليقود رفاق ليفا للفوز بالبوندسليجا والتأهل لنهائي كأس ألمانيا، وارتفع سقف الطموح لبلوغ نهائي دوري الأبطال والفوز باللقب، إلا أن «الملكي» كان له رأي آخر، وخطف بطاقة التأهل للنهائي المرتقب.
صحافة ألمانيا لم تتجاوز الحقيقة، حينما قالت إن ما حدث في البرنابيو هو «موت بطولي» للبايرن، فقد انفجر حلم الثلاثية التاريخية بعد كفاح كبير، وخاصة في موقعة مدريد، ووصفت «بيلد» الفريق البافاري بـ «الأسد الجريح» الذي خاض معركة بطولية بكل كبرياء مودعاً بشرف، كما تحدثت الصحافة الألمانية عن الأداء التحكيمي، والتغاضي عن احتساب ركلة جزاء للبايرن بعد أن لمست الكرة يد مارسيلو في منطقة الجزاء، وبعيداً عن كل هذه الأحداث، فقد كان للحارس أولريتش نصيب الأسد في تفاعل الصحافة الألمانية مع ما حدث في مدريد، خاصة أنه ارتكب الخطأ القاتل الذي تحول به سيناريو المباراة لمصلحة الفريق المدريدي.
وعلى الرغم من تناولها لأداء حكم المباراة، فإن توماس موللر نجم البايرن كان واقعياً إلى حد كبير، حينما أشار إلى أن حكم المباراة كونيت شاكير قدم مباراة رائعة، ولم يتسبب في وداع البايرن، بل إن هناك عاملاً أقوى تسبب في هذا الإقصاء اسمه كيلور نافاس حامي عرين الريال، والذي تألق بصورة لافتة، حيث بلغت تصدياته 8 تصديات كان لها مفعول السحر في إقصاء البايرن وتأهل الريال للنهائي للمرة الثالثة على التوالي. وكما أشار موللر إلى الدور المؤثر لحارس الريال نافاس، أكد يوب هاينكس المدير الفني للفريق أن الملكي مدين بتأهله لحارس مرماه، فهو رجل المباراة الأول، واللاعب الأكثر تأثيراً في النتيجة، ولم يتردد ألفريدو ريلانو الكاتب بصحيفة «آس» المدريدية في إهداء بعض السطور للثنائي نافاس وبنزيمة، مؤكداً أنهما لم يقدما الكثير طوال الموسم، وخاصة بنزيمة الذي كان يواجه صافرات الغضب والاستهجان في كل مكان، إلا أنه ظهر في اللحظة المناسبة، وسجل ثنائية في الفريق الأصعب، وقاد الريال للتأهل التاريخي، كما أن نافاس يرتكب بعض الأخطاء في بعض المواجهات على مدار الموسم، ولا يحظى بالمكانة التي يستحقها في قلوب عشاق الملكي، ولكنه على الرغم من ذلك انتفض بقوة، لعب دور البطولة في تأهل الملكي.
زيدان: الإرادة مفتاح النجاح
أبدى الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد، سروره البالغ إزاء تأهل الفريق إلى نهائي دوري الأبطال، مؤكداً أن الإصرار وعدم الاستسلام هما مفتاح نجاح الفريق.
وتعادل الريال مع بايرن 2 / 2 في مباراة الإياب بالعاصمة الإسبانية مدريد، بعد أن فاز الريال على منافسه البافاري 2 / 1 ذهاباً في ميونيخ الأربعاء الماضي، ليتأهل الملكي حامل اللقب بنتيجة إجمالية 4 / 3.
وبعد أن صعد الفريق للنهائي الأوروبي للمرة الرابعة خلال آخر 5 مواسم، بات زيدان على بعد خطوة واحدة من إنجاز غير مسبوق في تاريخ دوري الأبطال، يتمثل في قيادة الفريق لإحراز اللقب للموسم الثالث على التوالي.
وقال زيدان: هذا النادي يحمل تاريخاً حافلاً ونحن نواصل كتابة التاريخ، ريال مدريد لا يستسلم، نحن ندرك الصعوبات ونثق في ما نقدمه، ونكافح من أجل تحقيق أهدافنا.
وأضاف: كانت مباراة جنونية، ولكنه أمر رائع من حيث العرض الكروي، فقد أمتع الجماهير، وأضاف إلى كرة القدم، علينا تهنئة الفريق المنافس الذي قدم مباراة رائعة، لم نستطع فرض أسلوبنا في الشوط الأول، وتطور مستوانا كثيراً في الشوط الثاني.
واعترف زيدان بالمعاناة التي واجهها خاصة في الدقائق الأخيرة من مباراة أمس، وصرح قائلاً: في كرة القدم يجب أن تعاني، لا يمكن تحقيق أهداف في دوري الأبطال بلا معاناة، والمعاناة تضفي مزيداً من الجمال على كرة القدم.
وأثنى زيدان على مواطنه كريم بنزيمة الذي سجل هدفي الريال في مباراة أمس، ليثبت جدارته بثقة المدرب، في ظل موجات من الانتقادات التي وجهت للاعب من وسائل إعلام وكذلك الجماهير خلال الفترة الماضية.
وقال زيدان: أشعر بالسرور له، كنت أتوقع ذلك، توقعت أن يسجل الأهداف، وقد سجل لنا ثنائية ومنحنا فرصة التأهل، إنه يعمل طوال الوقت ولا يستسلم.
كذلك أشاد زيدان بالكوستاريكي كيلور نافاس حارس مرمى الريال، والذي لعب دوراً بارزاً في تأهل الفريق، حيث تصدى للعديد من الكرات الخطيرة خلال مباراة أمس، والتي كانت كفيلة بانتصار كبير لبايرن ميونيخ.
وقال زيدان: لدينا الحارس كيلور ونحن سعداء بذلك، حراس المرمى يظهرون بشكل عظيم في مباريات كهذه، لقد قدم لنا الكثير.. إنه يمنحنا كل ما لديه، لذلك فهو حارس مرمى الريال.
من ناحية أخرى، حذر زيدان من صعوبة المباراة النهائية المقررة في العاصمة الأوكرانية كييف في 26 مايو الجاري، مشدداً على أهمية الاستعداد الجدي لها.
وقال زيدان: يفترض أن نشعر بالسعادة لأن التأهل إلى النهائي ثلاث مرات متتالية ليس أمراً معتاداً، ولكن علينا الآن تحقيق الهدف، علينا الكفاح من أجل الحفاظ على اللقب.
هاينكس: اشكروا نافاس
أشاد المخضرم يوب هاينكس المدير الفني لبايرن ميونيخ الألماني، بالكوستاريكي كيلور نافاس حارس مرمى الريال، مؤكداً أنه لعب دوراً رئيسياً في فوز الريال بمواجهة الفريقين وانتزاع بطاقة التأهل إلى نهائي الأبطال.
وأبدى هاينكس خيبة أمله من الأخطاء التي ارتكبها بايرن، لكنه لم يغفل أن يثني على نافاس الذي لعب دوراً هائلاً في تأهل الريال، حيث تصدى للعديد من الكرات الخطيرة خاصة خلال المباراة، والتي كانت كفيلة بانتصار كبير للبايرن.
وقال هاينكس: بالنظر إلى كلتا المباراتين، يتبين أننا كنا الفريق الأفضل، لذلك فالخروج مخيب للآمال بالنسبة لي وللاعبي فريقنا.. وعلى الريال أن يتقدموا بالشكر لنافاس الذي كان رائعاً.
كذلك ألقى هاينكس باللوم على الخطأ الفادح الذي ارتكبه زفن أولريتش حارس فريقه، والذي استغله كريم بنزيمة ليسجل الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني.
وقال هاينكس: كان أمراً صعباً بالنسبة للفريق أن يحقق الفوز بعد أن منح المنافس ما يعد بمثابة هدية، ولكن فريقنا أظهر روحا تنافسية هائلة، وضغطنا مجدداً بعدها.
وواصل هاينكس الإشادة بأداء فريقه وألقى باللوم أيضاً على الغيابات في صفوف بايرن بسبب الإصابات.
وقال المدرب المخضرم: لم أشاهد مباراة بهذه الجودة لبايرن منذ فترة طويلة في ظل غيابات كهذه بسبب الإصابات، لم يكن لدينا خيارات بديلة كافية، فقد افتقدنا عناصر مهمة للغاية، ومع ذلك قدمنا مباراة رائعة وكرة قدم هجومية. وتابع: افتقدنا 5 لاعبين من الطراز الأول، ولكن اللاعبين الذين شاركوا في هذه المباراة استعرضوا قدرات هائلة، لذلك فلن أبحث عن العذر في حالات الغياب.
راموس: فخور بالانتماء لمدريد
أبدى سيرخيو راموس قائد الريال، سعادة بالغة إثر الإطاحة بفريق بايرن والتأهل على حسابه إلى نهائي بطولة دوري الأبطال، مؤكداً أنه يشعر بالفخر بالانتماء للريال. وقال راموس: فخور بهذا الفريق، يجب أن نشعر بذلك بعد أن تأهلنا إلى النهائي الأوروبي مجدداً. وشدد راموس على أهمية وقيمة الإنجاز في ظل قوة البايرن، الذي شكل تهديداً كبيراً على الريال لفترات طويلة في مواجهة الفريقين بالمربع الذهبي. ولكن راموس أكد أيضا أن الريال كان جديراً بالتأهل، وصرح عقب مباراة أمس قائلاً: البايرن فريق كبير وهو ما استعرضه لسنوات عديدة، ولكن مثل هذه الهزائم واردة. وأضاف: بشكل عام، كنا الفريق الأفضل ونستحق التأهل إلى النهائي المقرر في كييف، تركيبة فريقنا تدفعنا للكفاح حتى النهاية، نحن نستحق الوصول للنهائي وعلينا إعداد أنفسنا جيداً.
«زمن ميسي».. «الملكي» 4 نهائيات في 5 سنوات
في الوقت الذي يتحدث البعض عن حصول البارسا على 32 بطولة مقابل 18 لقباً للريال في «زمن ليو» أي منذ بداية مسيرة ميسي مع البارسا، فالبعض الآخر يرد بقوة مثلما جاء من اسم محسوب على البارسا، وهو مارك كروساس لاعب الفريق الكتالوني السابق، والذي أشار إلى أن الحديث عن مساعدة الحكام للريال أصبح أمراً يدعو للسخرية. وحرصت صحيفة «ماركا» على التفاعل مع ما كتبه كروساس عبر حساباته في السوشيال ميديا، حيث قال: سيكون أمراً مخجلاً حينما تتحدث عن تأثير الحكام في مباريات الريال، في الوقت الذي تأهل الفريق لنهائيالأبطال 4 مرات في آخر 5 سنوات، أعتقد أن النتائج تتحدث عن نفسها.
وطرح كروساس بعداً آخر أشاد من خلاله بإنجازات «ريال زيدان»، وفي الوقت ذاته هاجم من خلاله البارسا وجماهيره، وفتح النار على الصحف ووسائل الإعلام الكتالونية، حينما أشار إلى أن الريال في طريقه للحصول على لقب رابع لدوري الأبطال في آخر 5 سنوات، كل هذا يحدث في زمن ليونيل ميسي اللاعب الأفضل في العالم، بل الأفضل في التاريخ وفقاً لرؤية البعض، هذا السيناريو يجب أن يراه من يشككون في سطوة الريال القارية.
وقال: القرارات التحكيمية أثارت جدلاً، ولكن لا يمكن القول إنها كانت حاسمة في تحديد هوية الفريق الذي تأهل إلى نهائي البطولة.
ليلة بايرن الحزينة تختتم بإنذار الحريق
اختتمت الليلة المخيبة للآمال التي قضاها بايرن ميونيخ الألماني، إثر الخروج على يد الريال، باستيقاظ اللاعبين صباح أمس على ضوضاء انطلاق أصوات أجهزة إنذارات الحريق في فندق إقامة الفريق بالعاصمة الإسبانية مدريد.
وبعدها بساعات قليلة، ولدى تواجد لاعبي بايرن في فندق بمدريد، أطلقت إنذارات الحريق بالفندق، وذلك في الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، حسب ما أعلنه مسؤولو الفريق.
عدد اليوم
