الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة سلام مشتركة

18 أكتوبر 2009 22:46
بطريقة أو بأخرى، سوف يظل منتقدو الرئيس الأميركي أوباما يقتفون أثره على امتداد الطريق إلى أوسلو لتسلم جائزة نوبل للسلام التي مُنحت له مؤخراً. كما أن المعجبين به سوف يظلون يحملون شكوكهم حول إنجازاته التي جعلته مستحقاً لتلك الجائزة، وحول قدرته على الوفاء بما كان يعد به من آمال. لا شك أن أوباما يتلقى نصائح كثيرة حالياً من جهات عديدة حول أفضل طريقة يتصرف بها لحظة استلامه الجائزة. وتأكدي من ذلك هو الذي دفعني للتفكير في تقديم فكرة قد ترفع المناقشة من قائمة السجال الحزبي الذي أصبح بنداً ثابتاً على أجندتنا الوطنية. هذه الفكرة يمكن تلخيصها في أنه على الرئيس أن يدعو وفداً رفيع المستوى، يضم مسؤولين وخبراء من أصحاب اختصاصات مختلفة، لمرافقته أثناء رحلته إلى العاصمة النرويجية. وأقترح أن يضم الوفد وزيرة الخارجية هيلاري، ورئيس هيئة الأركان المشتركة «مايكل مولين» كممثلين للمؤسستين الدبلوماسية والعسكرية في سعيهما نحو السلام. كما أقترح أن يضم الوفد أيضاً «جريج مورتنسون» مؤلف كتاب «ثلاثة أكواب شاي» الذي أمضى سنوات عديدة في العمل من أجل التعليم والمعرفة (في أفغانستان وباكستان). كما ينبغي أن يصطحب أوباما معه ممثلين ميدانيين من مؤسسات ومنظمات مثل اللجنة الدولية لشؤون اللاجئين، ولجنة الإنقاذ الدولية، ومنظمة «كير»، ومنظمة «انقذوا الأطفال»، وغيرها من المنظمات التي تبذل مجهوداً مضنياً في العناية بضحايا الحروب، والتخفيف من معاناتهم. كما ينبغي أن يضم الوفد كذلك شخصيات مثل «بيل ومليندا جيت»، والعضو الجمهوري بمجلس الشيوخ الأميركي سام براونباك الذي ظل يدعو بلا كلل، لمزيد من الانخراط الأميركي في الشأن السوداني من أجل إيقاف أعمال القتل في إقليم درافور. وهناك ممثلون آخرون يمكن ضمهم بالطبع. فقد يفكر الرئيس أوباما مثلا في دعوة الرئيس الأسبق بوش الأب، وقد يثني على العمل الذي تم في عهده، وعهد ريجان فيما يتعلق بإدارة عملية سقوط الاتحاد السوفييتي، وخصوصا ما تعلق منها بتوحيد الألمانيتين، والذي تم بطريقة مثيرة للإعجاب حقاً. وقد يفكر أيضاً في ضم الرئيس الأسبق بيل كلينتون والسفير هولبروك اللذين يستحقان الثناء على الجهد الذي بذلاه في التوصل إلى اتفاقية»دايتون للسلام» التي وضعت حداً للمذابح الرهيبة في البوسنة. ومن المؤكد أن القائمين على البيت الأبيض ستكون لديهم قائمة طويلة بأسماء الشخصيات والمنظمات المتعاطفة والفعالة كي يختاروا منها. وفي الكلمة التي سيلقيها بمناسبة استلامه الجائزة، يمكن لأوباما أن يذكّر العالم، بأن تلك الشخصيات والمؤسسات قد بذلت جهوداً كبيرة في السعي من أجل السلام على مدى فترة زمنية طويلة وليس فقط خلال الشهور التسعة الماضية فحسب. كما يمكنه أن يصف نفسه بأنه رمز محظوظ -بحكم منصبه- للجهود المتواصلة التي بذلتها تلك الفئة من الشخصيات والمنظمات، من أجل تحقيق السلام، ومداواة جروح الحرب. أما إذا كانت لجنة نوبل ترغب -كما يراد منا أن نصدق- في مكافأة تصميم الرئيس أوباما على رسم وجه جديد لجهود أميركا الرامية لصياغة عالم أكثر سلاماً، فليس هناك في مثل هذه الحالة من طريقة يمكن للرئيس أن يستجيب بها لرغبة اللجنة، أفضل من إعلان رغبته في اقتسام الجائزة مع هؤلاء الذين يقومون بذلك فعلياً دون أن ينالوا اعترافاً كافياً كالذي ناله هو! صحيح أن الجائزة ستظل مقترنة باسم أوباما، لكن كلمته تلك، وطريقته في إلقائها وأداءه أثناء ذلك، يمكن أن يكون بمثابة هدية نفيسة للأجيال التي ستأتي مستقبلا. توم بروكاو محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©