الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هم ملوك الحظ؟

2 مايو 2018 20:02
سريعاً تساقطت كالمطر التغريدات والتدوينات، فلم تكن لتمر غير دقائق، على نهاية إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمع بمدريد، الريال مع البايرن، وقاد الملكي للنهائي الأوروبي الثالث له على التوالي، في إنجاز أسطوري من نوعه لا تقدر عليه إلا الأندية التي لها عراقة وقدرة على تحديد مجرى التاريخ، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تلاوينه، بحركة صاخبة لتعليقات متفاوتة في درجة التقييم. بالطبع لن ألتفت للتعليقات التي تغرق في الذاتية والانطباعية وتدمن كتابة النقائض، وسأقف عند الكم الهائل من التغريدات التي استهجنت وصول ريال مدريد لنهائي كييف وربطت وجود الملوك في النهائي الثالث على التوالي، بالكم الهائل للحظ الذي قلب تضاريس الكثير من المباريات وجلد بلا رحمة كل الأندية التي قابلت ريال مدريد منذ أن خرج مائلاً من خيمة المجموعات، كما ربطته بالأخطاء القاتلة للحكام الذين أزهقوا آمال السيدة العجوز والأسد البافاري. وضرب الكثير من هؤلاء بالمنطق عرض الحائط عندما جزموا بأن ريال مدريد بلغ النهائي بالمصادفة، وفي هذا الجزم، جناية ترتكب في حق فريق لكي يصل إلى محطة النهائي، كان لابد وأن يتخلص من فريق باريسي أنفق قرابة 800 مليون يورو على انتداباته الصيفية ليصبح سيد الكرة الأوروبية، وأن يطفئ نار الثأر المشتعلة في صدر يوفنتوس وأن يخمد جذوة الانتقام المتأججة في البيت البافاري، من دون احتساب ما استهدف هذا الريال في دور المجموعات من تحرشات كروية. قطعاً لن أجور على اليوفي وأقتطع من موسمه ذاك اللقاء الخرافي الذي لعبه بالبرنابيو أمام الريال في إياب الدور ربع النهائي، حتى أنه تمكن في وقت من تدارك الخسارة الموجعة في الذهاب بتورينو، وأبدا لا أنكر على البايرن مباراتيه الرائعتين، سواء بالأرينا بميونيخ أو بالبرنابيو بمدريد، وبالقدر ذاته سأعترف أن الريال كان محظوظاً عندما أنجحت بعض أزمنة المباريات وصفات تكتيكية بديلة، أخرجت الفريق من حالة الضياع التي أدخل إليها بفعل الفكر الانتحاري، الذي أكره عليه اليوفي وبعده البايرن، عندما حضر كلاهما إلى مدريد وليس لهما من خيار للتأهل سوى الفوز، وذاك الفوز كان يحتاج لكم هائل من المجازفة والمخاطرة. ولكنني إزاء هذا كله، لا يمكنني أن ألغي أسطورية ريال مدريد ولا استحقاقه الكامل ليكون فارساً للنهائي، إذ ستكون أكبر سبة في حق أعرق وأقوى منافسة كروية على مستوى الأندية في العالم، أن نقول إن كل الذي قاد الملكي لكتابة فصل جديد في إلياذته البيضاء، ريح حظ هبت بقوة على البرنابيو لترفع الريال لعنان السماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©