الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أسباب أسرية ووراثية وراء جنوح الأطفال والمراهقين و5% انخفاض نسبة القضايا برأس الخيمة

2 يناير 2010 03:02
أكدت مصادر قانونية ودراسات طبية نفسية في امارة رأس الخيمة حدوث انخفاض في جنوح الشباب والمراهقين بالامارة بنسبة 5% مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية التي وصلت النسبة خلالها الى 20% . وأرجعت تلك المصادر سبب انخفاض النسبة إلى ارتفاع المستوى الفكري في المنطقة وتطوره، وبالمقابل كشفت دراسة بحثية علمية مسبقة أعدتها مجموعة من الأطباء والاختصاصيين النفسيين بقسم الأمراض النفسية بمستشفى إبراهيم عبيدالله ومركز رعاية الاحداث في الشارقة أن هناك أسبابا نفسية وأسرية ووراثية خلف جنح الاطفال والمراهقين بالدولة تصدرها في المركز الأول ارتفاع نسبة الخلافات الاسرية، وجاء غياب الأب سواء البدني او النفسي عن الاسرة في المرتبة الثانية. وأوضح المحامي رمزي العجوز أحد المحامين المترافعين بمحكمة رأس الخيمة أن نسبة القضايا الخاصة بالمراهقين والشباب التي كان يترافع عنها قلت وبشكل كبير عن الأعوام الثلاثة الماضية، مشيرا إلى أن السبب في ذلك وعي الأسر الاماراتية وارتفاع المستوى الثقافي والفكري، بالاضافة الى صدور عدد من القوانين المنصفة والمناسبة في الدولة آخرها القانون الخاص بـ "معاقبة الفعل الفاضح العلني" الذي كان له التأثير الكبير في تقليل عدد القضايا والجريمة التي كانت تحفز المراهقين والشباب، إضافة إلى الإجراءات والعقوبات الإدارية بالمدارس لضبط الطلاب والطالبات. وأشار العجوزي إلى أن هناك عوامل كثيرة وأسبابا متعددة حول جنح الأطفال والمراهقين، أحدها السلوك العدواني المستخدم في الأسر سواء من قبل الأم أو الأب، يليها دخول عوامل خارجية ليست لها صلة بالبيئة والمجتمع الاماراتي والتي تكون في الاساس خارجية ومستحدثة، مشيراً الى أن الامارات من الدولة التي يقال إن الجريمة فيها غير معتادة بعكس الدول الأخرى. وأخيرا أشار المحامي إلى ان القوانين والعقوبات المستخدمة بالدولة مناسبة جدا ومنصفة والتي من شأنها الحفاظ على الامن والاستقرار خاصة وان هناك اجراءات شرطية تقوم بمتابعة الأطفال والمراهقين والشباب بعد عملية الاجرام والحكم بها . وفي هذا الاطار شهدت إمارة رأس الخيمة خلال العام الماضي 74 قضية المتهم فيها طلبة مدارس من بين 94 قضية تراوحت الفئة العمرية فيها من 10 إلى 18 سنة حسب الإحصائيات الصادرة من قسم التحريات بإدارة البحث الجنائي في شرطة رأس الخيمة، وكان آخرها قضية التلميذ المواطن الذي أقدم على الانتحار شنقا بحزام حقيبته المدرسية وهو لم يتجاوز الاثني عشر عاما، مقلدا بذلك أحد المسلسلات المقدمة عبر شاشة التلفاز. وفي هذا الصدد قال الدكتور طلعت مطر استشاري ورئيس قسم الأمراض النفسية بمستشفى عبيد الله إن هناك خمسة أسباب أسرية وراء الجنوح لدى الشباب وسببا وراثيا وحيدا، وقد أولى الطبيب الخلافات الاسرية والطلاق أهمية كبيرة في ظهور هذا الجنوح، مشيراً الى أن لمشكلة "الطلاق" تأثيرا كبيرا جدا على نفسية سلوك الاطفال والمراهقين كما أن لتعدد الزوجات وعدد الاطفال في الاسرة أثرا قد يكون سلبيا خاصة في مسألة توزيع الانتباه والعناية بالطفل. وأضاف الطبيب الاستشاري أن غياب الأب سواء البدني أو النفسي له دور أيضاً في انحراف عدد من المراهقين، مشيراً الى أن المعنى في الغياب البدني هو غياب الأب عن الاسرة لأسباب مثل الطلاق أو الهجر أو الوفاة، أما الغياب النفسي فيقصد به إخلاء الأب نفسه من مسؤولية تربية الابناء واختفاء شخصيته من البيت. وأشار الى أن هناك أولياء امور يستخدمون وسائل عقابية خاطئة وعنيفة مع أبنائهم مثل الضرب والمعاملة السيئة ومما يتسبب بالتالي في هروب الابن من هذه المشاكل بأساليب مختلفة تبدأ بالكذب، مشيراً الى أن هناك فئة كبيرة تعوض حنان الاسرة بتوفير الملاذ للأصدقاء ونقصد هنا رفقاء السوء، وبالتالي التعرف على أساليب وعادات سلبية مثل شرب السيجارة والمخدرات والسرقة وغيرها. وقال الدكتور طلعت مطر استشاري ورئيس قسم الأمراض النفسية بمستشفى عبيد الله ان هناك دراسة جديدة في علم النفس والجينات أثبتت أن هناك أطفالا ومراهقين يكون لديهم استعداد وراثي للجنوح والانحراف، خاصة إذا كان الوالد بالاساس منحرفا فيكون بالتالي هو قدوة الطفل فيتعلم من والده السلوكيات والاخلاقيات المختلفة بشكل طبيعي وعادي مثل شرب الخمر والسرقة والكذب. وأوضح ان الفئات السنية التي تزور مستشفى ابراهيم عبيد الله بالإمارة تبدأ من سن 13 و14 سنة وما فوق ولكنها تظل قليلة بشكل عام. وأشار الى أن هناك احصائية أعدتها المنطقة تفيد بوجود 12 % من طلاب المدارس يدخنون وهناك مؤشر وعلاقة طردية بين تدخين الآباء والمشاكل الأسرية وأن الأبناء المدخنين اكثر بعداً عن آبائهم من غير المدخنين، الى جانب ذلك هم أكثر الأشخاص عرضة للاكتئاب والقلق والتوتر الذي يصاحب الحالة. أفلام العنف وحب التقليد وجرائم الأحداث ذكرت مصادر بقسم التحريات في إدارة البحث الجنائي برأس الخيمة أن هناك 74 قضية مسجلة تنوعت ما بين جرائم واقعة على النفس والمال وأخرى المتهم فيها أحداث مواطنون وعرب وأجانب أغلبهم من الذكور، مشيرين الى أن الأسباب التي تستدعي إقدام هؤلاء الطلبة على ارتكاب هذه الجرائم في هذه المرحلة العمرية متعددة منها البرامج الكرتونية وأفلام العنف وحب التقليد، إضافة إلى إهمال بعض الأسر في متابعة أبنائهم
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©