الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ووماد» في ليلته الثانية يشهد حضور 31 ألفاً وينشر عبير الألحان

«ووماد» في ليلته الثانية يشهد حضور 31 ألفاً وينشر عبير الألحان
9 ابريل 2011 20:41
في سنته الثالثة وعبر أجواء ربيعية أخاذة يواصل مهرجان “ووماد أبوظبي 2011”، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تقديم عروض مميزة لإمتاع الجمهور الذي وصل إلى نحو 31 ألف شخص. فشملت عروض اليوم الثاني حفل الجامايكي جيمي كليف على كورنيش أبوظبي، في حين أضفت إيقاعات كل من فرقة “ذا دول فاونديشن” والفنان السنغالي المعروف بابا مآل أجواء احتفالية مميزة في قلعة الجاهلي. واستمتع الجمهور بالأداء المميز الذي قدمه المبدع الهندوراسي أوريليو بمرافقة فرقة الغاريفونا سول، في حين قدم الفنان عمر بشير عرضاً موسيقياً رائعاً مفعماً بنغمات الفلامنغو التي تفاعل معها الحضور، وشكل حضور تيريم كوارتيت من روسيا وعازف الكورا توماني دياباتي من مالي وفرقة “أفرو سيلت ساوند سيستم” بموسيقاها المذهلة إضافة مهمة للعروض الفنية والموسيقية الرائعة على الكورنيش. (أبوظبي-العين) - ارتفعت صيحات جمهور قلعة الجاهلي إعجاباً بالعرض المبهر الذي قدمه كلّ من كايرا آربي وخيام علاّّمي وأندريا بيكشيوني وفرقة الإنشاد الباكستانية “ساين زَهور” والسوبر ستار السنغالي بابا مآل. وعلى هامش جلسات ورشة العمل على كورنيش أبوظبي، شارك الفنان الاستثنائي مونتو فالدو الحضور أسرار موسيقاه المفعمة بنغمات البلوز الرائعة. كما إجتمعت العائلات حول فرقة “طبول دبي” للاستمتاع بإحدى أكثر عروض الطبول شعبية، في حين استقطبت جلسة فرقة سبيد كارافان تحت عنوان “الإيقاع والعود” حضوراً واسعاً من المعجبين الراغبين بالحصول على إجابات مباشرة عن أسئلتهم المختلفة، وقدم الفنان مهدي حداب أداءاً مبهراً عكس قصص التناغم والانسجام بين نغمات العود التقليدية وموسيقى الرقص المعاصر. وشهد العرض الثاني لفيلم الرسوم المتحركة القصير تحت عنوان “أبوظبي داب” إقبالاً كبيراً وحقق أصداءاً إيجابية بين أوساط الحضور. وأضفت احتفالية “تذوق العالم في أبوظبي” نكهات رائعة وأجواء مميزة على خيمة تريسبان، إذ إستمتع الجمهور بالطبق الغيني التقليدي تيج دجي الذي أعده الفنان نفالي كوياتي وطبق السمك الذي قامت فرقة الطنبورة بطهوه أمام الحضور. وإختتمت الجلسة الأخيرة من ورش العمل في قلعة الجاهلي بحضور الفنان ريبتون ليندساي الذي حقق نجاحاً كبيراً في ورشة العمل الأولى، حيث لا يزال المشاركون من مختلف الجنسيات يحاولون تقليد حركات الرقص الجامايكي التي تعلموها خلال الجلسة. وقد استمتع الأطفال أيضاً بالعروض المقدمة فشاركوا في الرقصات مع الفنانين الذين قاموا بتعليم الأطفال بعض فنون الرقص، كما شاركوا في مجموعة الأزياء التنكرية، كما قدمت لهم مجموعة من ورش العمل التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم الإبداعية وأعطتهم فرصاً للتعبير عن ذواتهم في كافة المجالات. بأزيائه الصفراء المخططة وقبعته المقلوبة، بدأ مغني الريجي الجامايكي العالمي الدكتور جيمي كليف بغناء “السكا” الذي انطلق من جامايكا واشتُق منه الريجي والروكستيدي. حرص على الرقص أكثر من الغناء حرصاً على تعريف فن “السكا” للجمهور والتعريف بمنشئه الجامايكي، وبدا كأنه يُحاول نشر هذا الفن الذي ظهر في خمسينيات القرن الماضي لدى شباب جيل القرن الحادي والعشرين. ذكرت أغانيه الكثير من الحاضرين بابن جيله وشقيقه في المواطنة مغني الريجي العالمي بوب مارلي. أهدى إلى الجمهور أغنيةً عن بلده “أفتقدك جامايكا”، تغنى فيها عن الوطن والحب والحنين. كان حريصاً على رضا الجمهور، فلا يكمل أغنيةً إلا بالسؤال “هل أنتم راضون وكيف تشعرون؟” فيجيبونه “آيري” وهي تعني “بخير” بالجامايكية. لأفغانستان وليبيا أبهر جيمي كليف الجمهور بمفاجآته، فكل أغنية يغنيها كانت مختلفةً عن سابقاتها محتوى وإيقاعاً، انتقل من التغني بمسقط رأسه إلى التغني بأمه الأرض، فدعا إلى وقف التلوث والفساد وتداول المعلومات الخاطئة والمغلوطة والصور النمطية. حرك الكل ذراعيه تصفيقاً تحيةً للأجداد والأجيال السابقة الذين كانوا أكثر حفاظاً منا على هذا الكوكب. بعث برسائل غنائية إلى قادة العالم وصناع القرار دعاهم فيها إلى وقف الحروب، غنى لأفغانستان والعراق وفلسطين وليبيا والسودان والهند، فطالب بعدم تحويل أفغانستان إلى فيتنام ثانية بأغنيته “لا نريد فيتناماً أخرى في أفغانستان”، تصاحبت أغانيه المُطالبة بوقف الحروب بأداء رقصات بهلوانية ساخرة كان يدين بها الجنود الغاصبين المعتدين في كل مكان. “رأساً على عقب” “ترون العالم يسير ويتقدم وأراه يهوى رأساً على عقب، ترونه يرقى ويتطور وأراه يزيد ظُلماً، ترون شيئاً وأرى أشياء، أرى النفاق الديني والاستبداد والفقر والجوع والجرائم والعنف والخيانة وحرمان الأطفال من طفولتهم... نريد بدايةً جديدةً، نريد عالماً بملامح جديدةً”، هذه كلمات أغنية جيمي التي تباطأت فيها إيقاعات فرقته وغناها بنبرة أقل بهجةً وحركةً وكأنه يتحسر على ما آلت إليه أحوال العالم اليوم. لكنه جيمي سُرعان ما عاد إلى إلهاب الجمهور بأغنيته التالية “نار” التي كانت اسماً على مسمى وألهبت حماس الجمهور وأشعلت النار في أجسادهم فلم تتوقف عن الرقص، وأيديهم عن الارتفاع إلى السماء والتمايل يمنةً ويُسرةً، هبوطاً ونزولاً. يقفز برجل واحدة يتأبط العود ويبدأ في الغناء والعزف وترديد لازمات أغنيته “يمكنك الحصول على ما تريد إن رغبت في ذلك حقاً”، ثم أغنية “أستطيع الرؤية بوضوح”. أرى أشعة الشمس وسطوع السماء وأشعر بكل ما حولي. نعم لقد كان كذلك، وكان أكثر المتبصرين بما حولهم وأكثر من استطاع تحريك عواطف وأجساد آلاف الجماهير في أبوظبي على الرغم من إعاقته البصرية ورغم أنه كان آخر مغن في الليلة الثانية فلم تبدأ سهرته إلا بعد منتصف الليل. جاء لحضور سهرته عشاق ومحبون من دبي والشارقة والمدن الخليجية والكثير من السياح الأوربيين والأميركيين والأفارقة. سيرة تعريفية الدكتور جيمي كليف هو مغن وموسيقي وممثل وكاتب جامايكي يشتهر بأدائه المتميز في الريجي والسكا. هو الفنان الوحيد الذي حاز وسام الشرف الجامايكي من الحكومة الجامايكية وما زال على قيد الحياة، والذي يعتبر أعلى وسام تمنحه الحكومة الجامايكية إلى أي مبدع كعربون امتنان لعبقريته الفنية وإنجازاته. عاصر الراحل بوب مارلي واشترك معه في عدد من السهرات. كان له دور كبير في نشر موسيقى الريجي عبر العالم. سبق له الظهور في عدد من الأفلام من بينها “ذا هاردر ذيي كام”. كان من بين الفنانين الخمسة الذين ضمتهم القائمة المعروضة في متحف “الروك أند رول” على ضفاف بحيرة إيري وسط مدينة كليفلاند بولاية أوهايو في الولايات المتحدة عام 2010. تحمل غالبية أغانيه قيماً إنسانيةً عالميةً ودعوات لمحاربة الفساد وحماية الأرض من التلوث والعيش بحب وتسامح ووئام. جهود إدارة المهرجان قال السيد عبدالله العامري، مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث “يسعدنا هذا الإقبال الكبير من قبل مختلف الجنسيات وكافة الفئات العمرية لدعم المهرجان والتمتع بالعروض الموسيقية والإبداعات الفنية لعدد من أبرز الموسيقيين والفنانين البصرين في العالم، حيث تمكن “ووماد أبوظبي” من ترسيخ مكانته كأحد أكثر المهرجانات الموسيقية والفنية تأثيراً ونجاحاً في الإمارات، وبالتأكيد يعود الفضل في ذلك بالدرجة الأولى للمشاركين من الفرق الفنية والمؤدين والموسيقيين وآلاف الزوار الذين أظهروا تقديراً كبيراً لمختلف الأنماط والألوان الموسيقية التي تم تقديمها على هامش المهرجان.” وتابع العامري “نفخر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنظيم حدث بهذا المستوى، كما أننا نفخر بهذا الخليط من الثقافات بين زوار ووماد وبين الفرق المشاركة، فمن خلال استضافة ووماد أكدنا أن أبوظبي هي عاصمة الثقافة والفن، كما أن خليط الفعاليات التي نقدمها في الهيئة هو جزء من ثقافتنا، ومن خلال الفعاليات المتعدده التي استضفناها روجنا لثقافتنا العربية والخليجية بشكل عام وللإماراتية بشكل خاص. فقدمنا ورش عمل تهدف للاحتكاك مع الآخر والتعرف عليه وعلى ثقافته، ومن ثم هو يتعرف على ثقافتنا. لذا نقدم كل الدعم لمثل هذه الفعاليات في صورة مادة فنية ثقافية أدبية لزوار هذه المدينة”. وختم العامري بالقول “في أبوظبي تميز مهرجان “ووماد” بأنه حدث عائلي بعكس ماعرف عنه في أماكن أخرى، فالزوار من جميع شرائح المجتمع، واستطعنا بما نقدمه من فعاليات أن يكون ووماد للعائلة فكان الاهتمام بالطفل والشاب والفتاة وللعامل وللإداري، فنحن في ووماد وفرنا خدمات تشمل جميع أفراد المجتمع بكافة أطيافه، والزوار دائماً يتجولون للاطلاع على الثقافات المختلفة المقدمة من كل أنحاء العالم، فتجد الموسيقى العربية والأفريقية والآسيوية والأوروبية”. وداع وعودة ودع جيمي كليف وفرقته الجمهور وأُطفئت أنوار المنصة وسط تصفيقات لا متناهية، لكن الحاضرين الذين كانوا متناثرين كحبات رمل شاطئ أبوظبي رفضوا الرحيل، فأجبروه بحب على العودة إلى الخشبة، وما كان منه إلا أن عاد لتلتحق به فرقته ويطلق العنان لقريحته فجادت بأغنيتين ختاميتين أخريين، وودع الجمهور للمرة الثانية باصطفافه مع أعضاء فرقته صفاً واحداً ويداً بيد وانسدل ستار ليلة ووماد الثانية في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©