الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهادات تقدير ترفع معنويات المعاقين وتعزز خطوات دمجهم

شهادات تقدير ترفع معنويات المعاقين وتعزز خطوات دمجهم
9 ابريل 2011 20:49
شهد مقر القيادة العامة لشرطة أبوظبي الأسبوع الماضي، حفل تخريج الدورة الثانية 2011 لأطفال جماعة أصدقاء الشرطة، وقد عكس التنظيم والاهتمام المتزايد الذي أبداه أفراد الشرطة تجاه الطلاب، لا سيما من ذوي الإعاقة، توجهات وزارة الداخلية واهتمام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بهذه الفئات من أجل زيادة ثقتها بنفسها وتعزيز دورها في المجتمع. (أبوظبي) - اصطف مجموعة الطلاب المنتمين إلى الدورة، والبالغ عددهم 20 طالبا وطالبة يمثلون مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومدرسة الآفاق النموذجية ومدرسة البطين النموذجية ومدرستي النهضة للبنات والبنين، وراء بعضهم البعض، مرتدين الزيّ الشرطي، ثم ساروا بخطوات عسكرية منتظمة إلى إحدى القاعات التي شهدت تقديم امتحان كتابي يلخص المعلومات التي تلقاها الطلاب خلال الدورة حول مهام الشرطة بأقسامها المختلفة. نتائج فورية كخلية نحل بدا الامتحان، إذ انهمك الطلاب جميعا في حلّ الأسئلة، فيما قدم الشرطيون، وخاصة قسم الإعلام الأمني كافة المساعدات اللازمة لضمان نجاح الامتحان وذلك بتسهيل قراءة الأسئلة وتوضيحها لمن يحتاج من الطلبة، الذين أبدوا بدورهم احتراما وتقديرا للمكان وعناصره. أهداف الدورة، التي أعدتها القيادة العامة للشرطة بالتعاون مع المدارس ومؤسسة زايد العليا بدمج المعاقين في المجتمع وتعزيز ثقتهم في أنفسهم، تحققت بشكل سريع وملموس بعد الانتهاء من التخريج مباشرة، فبمجرد استلامها الشهادة من اللواء خليل بدران، مدير عام الإدارة العامة للمالية والخدمات في شرطة أبوظبي، توجهت مجازي جابر، وهي طالبة في مركز أبوظبي لذوي الإعاقة، إلى زميلاتها في الدورة من المدارس الأخرى، لتريهم شهادتها، مضيفة إنها سوف تقدمها إلى والدتها وخالاتها لكي يفرحن بها. وقبيل مغادرتها المكان، ودعت مجازي الفتيات بالقول: “أنا أحبكن”، فيما بادلتها الفتيات عاطفة المحبة، ليؤكدن بطريقة عملية على أهمية الدمج بين الأسوياء والمعاقين للحصول على مجتمع واحد متجانس متعاطف مثله كمثل الجسد الواحد. فعاليات شرطية أوضحت وداد حمد مبارك، رئيسة شعبة الأنشطة في مركز أبوظبي للمعاقين، أن 6 طلاب من ذوي الإعاقة شاركوا في هذه الدورة من مختلف الإعاقات، منهم فتاتان و4 أولاد، حيث قاموا خلال 3 شهور متتالية، بالمشاركة في العديد من الفعاليات الشرطية منها أسبوع المرور وسباق فورمولا ـ1، لافتة إلى أنهم قاموا أيضا بزيارة أقسام متعددة في الشرطة من بينها قسم الجريمة، وقسم الكشف عن المخدرات، والمتفجرات، والشرطة المجتمعية، وغيرها من الأقسام، حصلوا بفضلها على الكثير من المعلومات عن العمل الشرطي ودوره في حماية أمن المجتمع وحفظ استقراره. إلى ذلك فقد زاروا قسم المرور وتلقوا معلومات حول كيفية العبور الآمن للشارع، ومكافحة الحوادث من قبل شرطة المرور. وأشارت داود إلى أن اختيار هؤلاء الطلاب تم على أساس حبهم للشرطة، فضلا عن تميّزهم وانضباطهم، مؤكدة أن الهدف من إشراكهم بهذه الدورة هو دمجهم في المجتمع، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، مضيفة أن الهدف من ذلك قد تحقق بالفعل من خلال بعض الطلاب، فقد كان أحدهم يحب الشرطة كثيرا لكنه كان خجولا، وبعد انضمامه للدورة طرأ تغير كبير وملحوظ على شخصيته إذ صارت لديه ثقة أكبر بالنفس. وقال مطيع حسن، وهو مدرس متخصص ومترجم لغة إشارة في مركز أبوظبي لذوي الإعاقة، إنه رافق الطلاب الصم والبكم خلال الدورة حيث كان يقوم بترجمة المعلومات التي تقدم لهم بلغة الإشارة، كما ساعدهم في قراءة الأسئلة خلال الامتحان، مضيفا إن المعلومات التي قدمت لهم كانت جيدة جدا، وأن رجال الشرطة تعاونوا مع الطلاب المعاقين بشكل خاص من أجل تحقيق فكرة الدمج على أرض الواقع ورؤية مؤسسة زايد العليا بأن يكون المعاقون فاعلين في المجتمع. وقال مطيع إنه رافق المعاقين إلى الدورة حيث قدم لهم الشرح بلغة الإشارة، مضيفا إن المعلومات التي قدمت لهم كانت جيدة وثقافية تفيدهم في حياتهم العملية. علاقة صداقة أبدى المشرفون والطلاب من المدارس الخاصة فخرهم بالمشاركة في هذه الدورة الشرطية المهمة وحصولهم على شهادات تقديرية، لافتين إلى سعادتهم بمشاركة طلاب آخرين من فئة ذوي الإعاقة معهم في نفس الدورة ما يؤكد على تساويهم وتآخيهم في نفس الوقت. وقالت كريمة المحرر، مسؤولة قسم الأنشطة في مدرسة النهضة الوطنية للبنات، إن عدد الطالبات اللاتي اشتركن في الدورة بلغ 3 طالبات، تم اختيارهن بناء على التفوق الدراسي والالتزام والانضباط في الصف، لأن الدورة تحتاج لطلاب منضبطين. وأضافت المعلمة إن الطالبات كن ملتزمات خلال الدورة في الحضور والانصراف وفي الانتباه لتلقي المعلومات القيمة التي قدمت لهن من خلال أقسام الشرطة المختلفة، مشيرة إلى العلاقة المميزة التي نشأت فيما بين الطالبات وزملائهن من ذوي الإعاقة، حيث قمن بمساعدتهن وقت الحاجة. وقالت نوال محمد، معلمة بمدرسة الآفاق النموذجية ومشرفة على أصدقاء فريق الشرطة لدورتين متتاليتين، إن الدورة الماضية شهدت مشاركة 3 طالبات من المدرسة، وحاليا شاركت 3 طالبات أيضا، تم اختيارهن على أسس متميزة ليمثلن المدرسة خير تمثيل في جهاز الشرطة. مشيدة بالدور الذي قام به أفراد الشرطة من أجل إنجاح الطلاب وحصولهم على كافة المعلومات التي تشبع نهم الطلاب وفضولهم فيما يتعلق بالدور الذي تقوم به الشرطة في المجتمع. وأكدت كل من مرح ماهر، وإيمان فوزي عبد الخالق، وجهينة وليد، وهن طالبات في مدرسة النهضة الوطنية للبنات، على استفادتهن الكبيرة من هذه الدورة حيث تعلمن كيفية التصرف في حال التعرض للحوادث، كما تفهمن طبيعة دور الشرطة في المجتمع، والحرائق والحوادث المرورية، وأقسام الشرطة. خطر المخدرات تميزت الدورة بمشاركة الطالبتين نورة عبد الحميد وروان حمد من مدارس الظفرة الخاصة بمدينة العين واللتين أعدتا بحثا عن أضرار وسموم المخدرات. وقالت الطالبة روان إن فكرة البحث كانت وليدة أحد دروس اللغة العربية حيث كان الموضوع عن مخاطر المخدرات التي تهدد الإنسان بشكل عام، أما نورة فقالت إن الهدف من البحث توعوي بحت، حيث يعلم الجميع بأن آفة المخدرات ما زالت منتشرة في مختلف أنحاء العالم، لذلك رأينا أن نقدم هذا البحث لتوعية الطلاب والشباب بخطورة هذه الآفة وانعكاساتها السلبية على حياتنا. وقدمت الباحثتان الصغيرتان، في نهاية بحثهما الذي تم عرضه خلال الدورة، رسالة تحذيرية إلى المجتمع مفادها أن “المخدرات تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد ومحيطه الاجتماعي وفقدان ثقة أفراد المجتمع في المتعاطي ناهيك عن السلبيات الأخرى والتي من بينها تغيير طبيعته الأخلاقية حيث يفقد توازنه ويختل تفكيره وبالتالي يفقد علاقاته الطيبة بالآخرين”. وذكرت الفتيات أنهن حصلن على فوائد كبيرة من خلال مشاركتهن في هذه الدورة حيث أصبحن يشعرن بمسؤولية أكبر نحو الوطن والآخرين، لا سيما من ذوي الإعاقة، الذين يحتاجون إلى اهتمام متواصل ومساعدة فعلية في كل وقت. توزيع الشهادات توجه الطلاب، بعد الانتهاء من تقديم الامتحان، إلى استراحة الضباط، حيث قام اللواء خليل بدران، مدير عام الإدارة العامة للمالية والخدمات في شرطة أبوظبي، بتسليم الطلاب شهادات التخرج، ليؤكد من خلاله على حرص واهتمام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بجميع فئات المجتمع ولا سيما ذوي الإعاقة، الذين يلقون رعاية حانية من سموه بما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويؤكد أنهم عناصر فعالة في مجتمعنا مثلهم مثل أقرانهم الأسوياء. وأضاف اللواء بدران أن دورات أصدقاء الشرطة ستواصل استمرارها سنويا، كونها مبادرة من الشرطة لخدمة المجتمع وتعزيز دور الشرطة مع مؤسسات المجتمع المدني والمدارس والهيئات التعليمية، موضحا أن الوزارة تقوم بدورها الذي أخذته على عاتقها في دمج المعاقين بكافة مؤسسات الدولة ليأخذوا دورهم أسوة بغيرهم من الأسوياء. من جانبها، أكدت مريم القبيسي، رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسة زايد العليا على الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به وزارة الداخلية ممثلة في الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في دعم فئة المعاقين والأخذ بيدهم لتجاوز إعاقتهم، من خلال تحقيق فكرة دمجهم في المجتمع أسوة بغيرهم من الأسوياء. وأوضحت القبيسي أن المؤسسة ستواصل مشاركتها في تسجيل طلابها في مثل هذه الدورات، التي تمنح المعاقين معلومات ثقافية وتوعوية وتشعرهم بالانتماء للمجتمع والمسؤولية تجاهه في آن معا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©